النزعة الجمالية.. الوهم والحقيقة
الأربعاء - 17 فبراير 2016
Wed - 17 Feb 2016
أوردت صديقتي وهي أستاذة جامعية في مقتبل العمر في صفحتها على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي صورا لممثلات عربيات، مع أعمارهن الحقيقية. وبتعليقها الطريف كتبت: (ونحن 82 سنة)؟
في الواقع لا أحد يصدق أن صورة قطة الشاشة العربية ليلى علوي تتناسب مع عمرها الحقيقي ولا سهير رمزي ولا سميرة سعيد، فيفي عبده، غادة عبدالرازق إلخ.. وغيرهن ممن عبرن خمسينات العمر أو ستيناته أو سبعيناته. الزمن متوقف تماما عند النجوم عندما يتعلق الأمر بحساب العمر، مرض الظهور على مستوى الكمال، والبحث الدائب عن إكسير الشباب الدائم بعمليات التجميل وشد الجسم والصراع المرير مع الزمن بأن يقف هنيهة، كلها كوابيس وهموم تشغل، تأخذ من العمر ولا تعطي. الخوف من الزمن ومن الذبول بالنسبة لنجمات يعتبر جمالهن وشبابهن رأسمال حياتهن، يمثل رعبا مهددا تتوقف عنده الحياة بعنفوانها.
لا أحد يسأل عن هل هذا الجمال كرتوني وزائف أم جمال وشباب حقيقي نابع عن سعادة داخلية. في الحكمة الشرقية أن سر الشباب الدائم هو الرضا والقناعة والتفاؤل وكلهن جالبات للسعادة التي تعطي الروح أحد أسرار الجمال. ولكن هل يتحقق هذا عند نجوم الفن الذين يلاحقهم شبح الشيخوخة ليحولهم في يوم من الأيام إلى أجساد هرمة، ما زالت تناضل من أجل أن تظل تحت الأضواء.
لا شك في أن النزعة الفطرية باتجاه الجمال هي مطلب ذاتي وحاجة حسية قابلة للنمو والتطور، وتعتبر عملية إشباع الحاجة الجمالية لدى البشر معتمدة على مدى استجابتهم لتلبية تلك الحاجة. الشيء الذي أكده علم النفس من أن الإنسان الذي يكبت هذه الحاجة ولا يلبيها يكون لديه بعض القصور في تكوينه النفسي، وهو بذلك يصر على قمع مشاعره، بل ويمارس عليها نوعا من الدكتاتورية التي تتنافى مع الطبيعة النفسية السوية التواقة للجمال.
على مستوى الأسرة، فإن الزوجة تتحمل عبء هذه النزعة الجمالية، ويظن البعض أنها هي المعنية الوحيدة بتلبيتها؛ مثلما يعتقد أنها هي الوحيدة المسؤولة عن دوام السعادة الزوجية واستقرار الأسرة، مما يلقي بكثير من الضغوط على كاهلها.
وتساعد المرأة في سيادة هذا الزعم بأن مشكلتها تكمن في أنها تسعى لإثبات وجودها، لهذا دوما ما تبحث عن طريقة للتعرف على نفسها وما تريد وما تستطيع تحقيقه. وأن تتعرف على طاقاتها المهدورة وتعمل لاستعادتها والارتقاء بها لما هو أسمى. أن تحب نفسها ولا تحتقر إمكاناتها بالتبعية والسلبية، بذلك تستطيع أن تحب الآخر وتتصالح معه وتساعده كما تتصالح مع نفسها. ليست هناك مسؤولية من جهة واحدة تقع على كاهلها وحدها، فالطرف الثاني معني أيضا بهذه المهمة، دون المرأة يصبح الرجل أكثر قسوة وفظاظة ويتخلى عما هو عاطفي وروحي.
وكما يحب الرجل أن يرى زوجته جميلة وأنيقة، فإنها أيضا تحب أن ترى ذلك فيه، فإن أهمل مظهره وأناقته ولم يعبأ بما يلبس، فلا ريب أنها ستنفر منه. فقد جاءت امرأة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه طالبة الطلاق من زوجها، فاستمهلها وطلب زوجها، فإذا به أشعث أغبر طويل الأظافر، قذر الرائحة والجسم، منفوش الشعر، فأمر به فاغتسل وتنظف، وأخذ من شعره وأظافره، وخلع عليه حلة جديدة، ثم أبداه لزوجته فلم تكد تعرفه لنظافته، فلما تمعنت فيه تبسمت وقالت للخليفة: الآن رضيت به.
لم تصمد النظريات التي تصف المرأة بالسطحية والغباء جراء اهتمامها بنفسها ومن حولها. الوهم هو هذا الجمال الكرتوني والمساحيق التي تحتاج لجرافات ليتبين ما تحتها. أما الحقيقة فهي عالم المرأة الداخلي كالكنز المخبأ لو عملت على استغلاله ثقافة وحبا وتصالحا مع الذات، لوجدت الضوء الذي سيملأ حياتها ومن حولها بالحب والسعادة.
في الواقع لا أحد يصدق أن صورة قطة الشاشة العربية ليلى علوي تتناسب مع عمرها الحقيقي ولا سهير رمزي ولا سميرة سعيد، فيفي عبده، غادة عبدالرازق إلخ.. وغيرهن ممن عبرن خمسينات العمر أو ستيناته أو سبعيناته. الزمن متوقف تماما عند النجوم عندما يتعلق الأمر بحساب العمر، مرض الظهور على مستوى الكمال، والبحث الدائب عن إكسير الشباب الدائم بعمليات التجميل وشد الجسم والصراع المرير مع الزمن بأن يقف هنيهة، كلها كوابيس وهموم تشغل، تأخذ من العمر ولا تعطي. الخوف من الزمن ومن الذبول بالنسبة لنجمات يعتبر جمالهن وشبابهن رأسمال حياتهن، يمثل رعبا مهددا تتوقف عنده الحياة بعنفوانها.
لا أحد يسأل عن هل هذا الجمال كرتوني وزائف أم جمال وشباب حقيقي نابع عن سعادة داخلية. في الحكمة الشرقية أن سر الشباب الدائم هو الرضا والقناعة والتفاؤل وكلهن جالبات للسعادة التي تعطي الروح أحد أسرار الجمال. ولكن هل يتحقق هذا عند نجوم الفن الذين يلاحقهم شبح الشيخوخة ليحولهم في يوم من الأيام إلى أجساد هرمة، ما زالت تناضل من أجل أن تظل تحت الأضواء.
لا شك في أن النزعة الفطرية باتجاه الجمال هي مطلب ذاتي وحاجة حسية قابلة للنمو والتطور، وتعتبر عملية إشباع الحاجة الجمالية لدى البشر معتمدة على مدى استجابتهم لتلبية تلك الحاجة. الشيء الذي أكده علم النفس من أن الإنسان الذي يكبت هذه الحاجة ولا يلبيها يكون لديه بعض القصور في تكوينه النفسي، وهو بذلك يصر على قمع مشاعره، بل ويمارس عليها نوعا من الدكتاتورية التي تتنافى مع الطبيعة النفسية السوية التواقة للجمال.
على مستوى الأسرة، فإن الزوجة تتحمل عبء هذه النزعة الجمالية، ويظن البعض أنها هي المعنية الوحيدة بتلبيتها؛ مثلما يعتقد أنها هي الوحيدة المسؤولة عن دوام السعادة الزوجية واستقرار الأسرة، مما يلقي بكثير من الضغوط على كاهلها.
وتساعد المرأة في سيادة هذا الزعم بأن مشكلتها تكمن في أنها تسعى لإثبات وجودها، لهذا دوما ما تبحث عن طريقة للتعرف على نفسها وما تريد وما تستطيع تحقيقه. وأن تتعرف على طاقاتها المهدورة وتعمل لاستعادتها والارتقاء بها لما هو أسمى. أن تحب نفسها ولا تحتقر إمكاناتها بالتبعية والسلبية، بذلك تستطيع أن تحب الآخر وتتصالح معه وتساعده كما تتصالح مع نفسها. ليست هناك مسؤولية من جهة واحدة تقع على كاهلها وحدها، فالطرف الثاني معني أيضا بهذه المهمة، دون المرأة يصبح الرجل أكثر قسوة وفظاظة ويتخلى عما هو عاطفي وروحي.
وكما يحب الرجل أن يرى زوجته جميلة وأنيقة، فإنها أيضا تحب أن ترى ذلك فيه، فإن أهمل مظهره وأناقته ولم يعبأ بما يلبس، فلا ريب أنها ستنفر منه. فقد جاءت امرأة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه طالبة الطلاق من زوجها، فاستمهلها وطلب زوجها، فإذا به أشعث أغبر طويل الأظافر، قذر الرائحة والجسم، منفوش الشعر، فأمر به فاغتسل وتنظف، وأخذ من شعره وأظافره، وخلع عليه حلة جديدة، ثم أبداه لزوجته فلم تكد تعرفه لنظافته، فلما تمعنت فيه تبسمت وقالت للخليفة: الآن رضيت به.
لم تصمد النظريات التي تصف المرأة بالسطحية والغباء جراء اهتمامها بنفسها ومن حولها. الوهم هو هذا الجمال الكرتوني والمساحيق التي تحتاج لجرافات ليتبين ما تحتها. أما الحقيقة فهي عالم المرأة الداخلي كالكنز المخبأ لو عملت على استغلاله ثقافة وحبا وتصالحا مع الذات، لوجدت الضوء الذي سيملأ حياتها ومن حولها بالحب والسعادة.