طريق الخواجات.. اتجاه إجباري لغير "السالمين"

كان أستاذ العلاج الطبيعي في مستشفى الهدا للقوات المسلحة آندي ألفا ينثر كنانة من التساؤلات يتصدرها: لماذا طريق غير المسلمين من أسوأ الطرق التي أشاهدها في حياتي؟ ولماذا يبدو عليه التآكل وغياب شركات صيانة الطرق!؟آندي الذي أشهر إسلامه بعد تسع سنوات قضاها بين المستشفى العسكري ومستشفى الرحاب واستبدل اسمه باسم إبراهيم، تثيره علامات الدهشة قائلا «لطالما حلمت وتمنيت أن يكون هذا الخط جميلا شأنه شأن بقية الطرق التي تجمع المسلمين وغيرهم خارج حدود مكة، في الوقت الذي أحترم فيه قداسة مكة وحيثيتها الدينية»

كانت مفردة «الخواجة» وافدا أنيقا على الديار الحجازية، وفدت بكامل هندامها بعدما التصقت بالمشاريع التطويرية الكبرى إبان انفجار الآبار البترولية الاقتصادية في السبعينات، وانعكاساتها على البنية التحتية في معظم المدن في البلاد

ولجسرنة الوصول إلى مكة والطائف والمنطقة الجنوبية، وخروجا عن الحرمة الشرعية لمرور الأجانب (غير المسلمين) نحو مكة، كان لزاما على وزارة المواصلات آنذاك، خلق طريق يراعي قدسية العاصمة المقدسة من جهة، ويرسم الخطوط العريضة التطويرية للمنطقة برمتها من ناحية أخرى

الطريق الذي يبدأ من كوبري التفتيش، قبل مشعر عرفات، ويتجه بمحاذاة مدينة مكة جنوبا حتى مركز الشميسي بطريق جدة السريع، يمر وفق أفعوانية قاتلة، تتربص بعابريه، صور التعرجات والتصدعات واضحة في كل المسالك، طريق أشبه بمغامرة نحو الحياة أو الموت، ويمر بحفر لا مداد لها، تقع في المركبات فرائس لورش السيارات

«المهجور» الذي يمتد لأكثر من عشرين كيلا، يمد مخالبه القاتلة، وأضحى ذو حظ عظيم ذلك الذي يعبره دونما مواربة أو خوف على نفسه وأهله جراء الانقطاع التام للمحطات والمساجد والخدمات ومحلات إصلاح السيارات لرأب صدع الطريق الممزق، الذي أجبرته رخاوة بنيته، على تمويجه وتشكيله بطرق أفعوانية خطيرة

مدير إدارة الطرق والنقل في منطقة مكة المهندس محمد مدني، قال إن الطريق بدأنا في ازدواجه عن طريق أحد المقاولين، من تقاطع الليث باتجاه الطائف، مؤكدا أن هناك أجزاء منه تحت التنفيذ، ومن يقم بزيارته الآن يكتشف أنه ينفذ بطريقة صحيحة تتوسع في الأكتاف، ويمر بمراحل صيانة جيدة، وميزانية هذا العام حبلت بازدواج الطريق بما نسبته 20 كلم هذا العام، بداية بخمس كيلومترات من بعد الليث مرورا بالـ 20 كلم وما زالت الزيادات تتوالى

وقال مدني «إن ما يفاقم أمر طريق الخواجات سوءا، هو أنه أضحى طريقا للشاحنات الناقلة للحمولات الثقيلة، والتي تؤثر تأثيرا مباشرا على جودة وسلامة الطريق، وتقوم بإزالة المواد الموجودة تحت طبقة الأسفلت وهو ما ينتج عنه حفريات متواصلة، وهي بدورها حمولات زائدة عن حدها الطبيعي»

الطريق له ميزان وتهافت الشاحنات بهذا الكم عليه بحمولات كبيرة، يغير من بنيته، ويفتقر لمركز قياس وزن الشاحنات الذي ينبغي أن يكون موجودا، هذا الغياب مكن أصحاب الشاحنات من التأثير على الطريق عبر السنين

وزاد بالقول «لا نستطيع أن نضع الأوزان في كل الطرق، نفتقر للتوعية، يجب أن يتشارك الجميع في أهمية الحفاظ على سلامة طرق النقل، خاصة من أصحاب الشركات والمؤسسات، مشيرا إلى أن الدولة تهتم بهذا الطريق ونزلت له مبالغ كبيرة للصيانة والتنفيذ والازدواج، وفي حال الانتهاء منه ستنزل مباشرة عملية إنارته بالكامل»

شكل الطريق سيتغير بالكامل، وسيكون على ثلاث مسارات ذهابا وإيابا، ويتم الانتهاء منه على عدة مراحل ونحن في طور المرحلة الثانية بعشرين كلم