الاتحاد العربي واقع وليس توقعا

من المؤكد ولله الحمد أن سرعة التغير باتت أكثر وضوحا مما اعتاد عليه العالم في السنوات الماضية تجاه الدول العربية، خاصة عندما تقرر تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة السعودية وما وصلت إليه الرياض من نجاحات سوف يجني العالم الإسلامي والعربي ثمارها بحزم ضد الإرهاب، ولعل تلك المتغيرات قد أصبحت واقعا وليس توقعا بعد ذلك التحالف الذي يبني مشروع خريطة الإسلام والمسلمين والتي قدمت ترجمة التعاضد الذي تحقق في موقف الدول الإسلامية والعربية بالرياض بعد أن صدر بيان مشترك بتشكيل تحالف إسلامي عسكري مؤلف من 34 دولة لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، ورفض كل مبرر أو عذر للإرهاب، وبذلك فقد عاد الوطن العربي الذي كان يعرف باسم الوطن العربي الكبير والعالم العربي بعد انعتاقه من السيطرة الغربية، حيث عانى الوطن العربي من الاستعمار الغربي على معظم أراضيه بدءا من القرن التاسع عشر مرورا بالقرن العشرين الذي انتشرت خلاله خلافات بين أنظمة الحكم العربية وصلت حد النزاع المسلح وأدت إلى إضعاف العرب في القرن الحادي والعشرين، وازدادت حالة عدم الاستقرار نتيجة القمع وكبت الحريات والتدخل الأجنبي، وكل هذه العوامل أدت إلى حالة من اليأس والفتن لدى المواطن العربي من فترة إلى أخرى، ولكن ما حدث في الرياض أعاد الثقة بين العرب أنفسهم وأعاد مكانتهم العالمية برباط التوحد العربي.