من يجيب على أسئلة احتجاز إيران وإفراجها عن البحارة الأمريكان؟

لا يزال من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات حول أسر عشرة أفراد من البحرية الأمريكية على يد فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وتحريرهم فيما بعد

لا يزال من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات حول أسر عشرة أفراد من البحرية الأمريكية على يد فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وتحريرهم فيما بعد

الاحد - 17 يناير 2016

Sun - 17 Jan 2016



لا يزال من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات حول أسر عشرة أفراد من البحرية الأمريكية على يد فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وتحريرهم فيما بعد.

ولكن من الواضح أن الحادثة ستلعب دورا مهما في كيفية صياغة مؤيدي الاتفاق النووي ومنتقديه لحجتهم في الأشهر المقبلة، وذلك وفقا لتقرير حديث صادر عن معهد واشنطن للدراسات.

وبينما لاقت سرعة الإفراج عن الأمريكيين، بعد أقل من 24 ساعة على احتجازهم، ترحيبا، فإنها تتناقض مع الأحداث التي وقعت في 2004 و2007، حين أسرت إيران أفرادا من البحرية الملكية البريطانية لمدة ثلاثة أيام في العام الأول و13 يوما في الثاني، وقد كشف لاحقا أحد البحارة البريطانيين الذين وقعوا في الأسر في 2004 أنه كان يتعرض لعمليات إعدام وهمية.

ويضيف التقرير: حتى الآن، يبدو أن إدارة الرئيس أوباما لا تكتفي باعتبار الإفراج عن البحارة خبرا سارا بل تعده كذلك بمثابة تبرئة، فقد قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن هذه الحادثة أثبتت قيمة انخراط الإدارة الأمريكية مع إيران، لكن هذا الأمر ليس بديهيا ففي 2004 و2007، كانت تجمع بريطانيا روابط أوثق مع إيران، شملت علاقات دبلوماسية رسمية وسفارة لها في طهران، ومع ذلك واجهت بريطانيا صعوبات أكبر في تحقيق عودة أفراد طاقمها البحري.

ولم تضمن القنوات الدبلوماسية بين وزير الخارجية جون كيري ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الإفراج عن أمريكيين آخرين تحتجزهم إيران.

ووفق معهد واشنطن للدراسات فعلى الأرجح أن إدارة الرئيس أوباما ترى في الحادثة تأكيدا للفكرة الكامنة وراء مقاربتها للدبلوماسية النووية، ألا وهي أن إبرام اتفاق مع إيران سيؤدي إلى قيام علاقات ثنائية أكثر دفئا، ولكن يسود الظن بأن الوزير ظريف لا يتمتع بنفوذ كبير على الحرس الثوري الإيراني، فهذا الأخير يعتبر أكثر معاداة لأمريكا من الرئيس الإيراني حسن روحاني ومناصريه، ومساره أكثر انسجاما مع المتشددين المنخرطين في صراع مرير على السلطة ضد روحاني قبيل الانتخابات البرلمانية الإيرانية المزمع إجراؤها في فبراير.

وغالبا ما يقدم هذا التحزب داخل النظام الإيراني كتفسير عن عجز المحاورين الأمريكيين عن ضمان تحرير إخوانهم المحتجزين، فالمعتقلون يمثلون فعليا أوراقا يلعبها المتشددون ضد الولايات المتحدة وضد خصومهم المحليين على حد سواء.

ويتابع التقرير الأمريكي: في الواقع يبدو أن استنتاجات الإدارة الأمريكية سابقة لأوانها كما أشار نقادها، إذ لم يتم الإفراج عن البحارة على الفور، إنما احتجزوا حتى اليوم التالي وخضعوا للاستجواب وتم تصويرهم لدواع إعلامية.

وقد أظهرت الصور وأشرطة الفيديو البحارة جاثمين على الأرض وأيديهم متشابكة فوق رؤوسهم، كما أفادت بعض التقارير أن التلفزيون الإيراني عرض شريطا مصورا يتم فيه استجواب البحارة وتوجه أحدهم بالاعتذار ضمن إطار التبادل، علما بأن نشر الصور الدعائية للسجناء ينتهك اتفاقية جنيف، وسيعد كل ذلك بمثابة استفزاز هدفه إحراج الولايات المتحدة.

ويخلص معهد واشنطن إلى أنه لا بد من معاينة هذه الحادثة على ضوء الأعمال الإيرانية الأخرى، من بينها إقدام طهران على اختبار الصواريخ البالستية، وإطلاق النيران الحية على مقربة من سفن شحن تجارية وسفن تابعة للبحرية الأمريكية، والاستمرار باحتجاز الأمريكيين من أصل إيراني، والهجوم الأخير على السفارة السعودية في طهران، والدعم الإيراني الثابت لنظام الأسد في سوريا.

وتشير جميع هذه الأمور إلى استمرار سياسة إيران الإقليمية، لا على تغيرها.