مختصون: الكتابة بالعامية لنشر القراءة عذر هزيل

كسر قاعدة العربية الفصحى عبر الكتابة بالعامية في الكتب الصادرة حديثا أثار الجدل حول جدوى استخدام العامية بإفراط، فقد أكد كتاب ومتخصصون لغويون أن غنى الفصحى لا يترك للمؤلف أو الروائي عذرا ليقدم مادة ثقافية أو أدبية بلهجة عامية، رافضين المبررات بأن اللجوء للغة العامية يساعد الشباب على التأليف والقراءة، وفي الوقت الذي يوجهونهم إلى التأني في هذا الفعل والتعامل معه بجدية أكثر من اللجوء إليه من أجل الشهرة أو الجماهيرية

كسر قاعدة العربية الفصحى عبر الكتابة بالعامية في الكتب الصادرة حديثا أثار الجدل حول جدوى استخدام العامية بإفراط، فقد أكد كتاب ومتخصصون لغويون أن غنى الفصحى لا يترك للمؤلف أو الروائي عذرا ليقدم مادة ثقافية أو أدبية بلهجة عامية، رافضين المبررات بأن اللجوء للغة العامية يساعد الشباب على التأليف والقراءة، وفي الوقت الذي يوجهونهم إلى التأني في هذا الفعل والتعامل معه بجدية أكثر من اللجوء إليه من أجل الشهرة أو الجماهيرية

الاحد - 21 ديسمبر 2014

Sun - 21 Dec 2014



كسر قاعدة العربية الفصحى عبر الكتابة بالعامية في الكتب الصادرة حديثا أثار الجدل حول جدوى استخدام العامية بإفراط، فقد أكد كتاب ومتخصصون لغويون أن غنى الفصحى لا يترك للمؤلف أو الروائي عذرا ليقدم مادة ثقافية أو أدبية بلهجة عامية، رافضين المبررات بأن اللجوء للغة العامية يساعد الشباب على التأليف والقراءة، وفي الوقت الذي يوجهونهم إلى التأني في هذا الفعل والتعامل معه بجدية أكثر من اللجوء إليه من أجل الشهرة أو الجماهيرية.



«لا تقتصر الكتابة على العلماء أو المتخصصين، فهي مجال مفتوح لكل من يملك تجربة في الحياة، ولكنها محكومة بالمعايير اللغوية والثقافية، من يقدم على طباعة ونشر كتاب له، بيني وبينه ميزان الحكم عليه، وأقول له أرني هذا الناتج لأضع محتواه على ميزان المعرفة والفكر والثقافة.

وبالتأكيد أتفهم توظيف العبارة العامية في بعض المواضع ولكن لا يمكن الاعتماد عليها بشكل أساسي»



ساجد العبدلي



«نشر الكتب اليوم أصبح متاحا وسهلا، وأغلب الدور لا تفرض على الكتاب كثير من الشروط، فمن مصلحتها زيادة عدد إصداراتها لتشارك في المعارض الدولية ويحافظ على أن يكون لديه إصدار جديد، وبعض تلك الدور لا تملك لجان تحرير، وهذا مؤشر سلبي.

في المقابل نواجه غضب بعض المؤلفين في حال تم رفض كتبه، فأغلبية الشباب اليوم لا يفرقون بين الفضفضة والنصوص، مما يدفعنا للرفض فهذا يسيء للدار والكاتب»



ماجد مقبل



شهرة التأليف



أكد الدكتور ساجد العبدلي أن من يملك حصيلة معرفية ليضعها في كتاب، قادر على كتابتها بلغة فصحى وسليمة، ويضيف «على الأقل أن يذهب بكتابه لمحرر لغوي يجبر كسره العامي، كما أن التبرير بالرغبة في نشر مفهوم القراءة بين جيل الشباب هو عذر هزيل، فلا يمكن أن تحفز على القراءة بالعامية»، عادا اهتمام الشباب بفكرة الدخول إلى عالم التأليف أمرا إيجابيا، وقد يكون من الأسباب الشهرة أو النجومية أو المكسب المادي، ومهما يكن السبب يرى أن هذا التوجه بحد ذاته جيد.

وللشباب المؤلفين يقول العبدلي: إن لم تكن كتابتك ترقى إلى الذائقة فإنها ترتبط في ذهن القارئ خصوصا الذكي والمثقف بأن فلانا من الناس نتاجه ضعيف، وليس من السهل نسيان نتاجك الأول أو الثاني إن كانا ضعيفين، ففي اللحظة التي تنشر بها سينظرون لك بنوع من الريبة والارتباك حول ما تكتبه، لذلك، النصيحة هنا ألا يقدم أحد على إنتاج مادة ما لم تكن أخذت حاصلها من التدقيق والتصحيح والمراجعة والثقة بأنها مادة جيدة.



الحوار فقط



وترى المتخصصة في تدريس اللغة العربية الدكتورة هيفاء الجهني أن تحفيز الشباب على القراءة والتأليف أمر صحي، ولكن لا يكون ذلك مدعاة للمساس بقواعد اللغة الأم والحفاظ على جمالها وفصاحتها، وتضيف «لا لجوء للعامية أبدا بحجة جذب القراء، بل على العكس إن ما يجذبهم هو جمال الأسلوب وقوة التعبير، فيما يطرح وليس الكتابة بالعامية، لكن المسوغ الوحيد لاستعمال العامية في القصة هو الحوار فقط، عندما يكون هناك حوار بين شخصيات القصة فلا مانع من كتابته بالعامية، على أن تكون مهذبة قريبة من الفصحى، ولا مبرر لاستخدام البذيء من الألفاظ أو السوقي جدا بحجة الواقعية لأن الأدب الجميل لا بد من أن يراعي الذوق العام»، مؤكدة أن العربية لغة مليئة بالمفردات التي تفي بأغراض ومعاني وفكر الكتاب والأدباء التي يستوعبها الجميع.



جيل القراءة البسيطة



يعتب المصحح اللغوي بدار كلمات ماجد مقبل، على دور النشر أو الأصدقاء الذين ينصحون المؤلفين الصغار أن يندفعوا إلى الطباعة والنشر، مؤكدا أن أغلبية شباب جيل اليوم لغتهم العربية ضعيفة ويتجهون لكتب المبتدئين البسيطة، وحول مواقف دور النشر من ذلك يوضح: تعتمد بعض دور النشر على لجان التحرير للمساهمة في إصدار الكتاب بأفضل لغة، وأغلبية الروايات اليوم تستخدم العامية الدارجة في الحوارات، ومع هذا التفضيل يبقى للفصحى، والهدف في الدار هو المحافظة على هوية الفصحى قدر الإمكان، ولكن الشعر النبطي مثلا لا يمكن إلزامه بذلك، وأحيانا يكون هناك فصل أو باب في كتاب باللهجة العامية يمكن التجاوز عنه، ومعيار العامية في حد ذاته مرتفع وبعيد عن الابتذال.