الدولة والنظام جدل في مصر

قبل نحو أسبوع دعا الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى ما سماه بـ “الثورة على نظامه”، وألمح حينها إلى أن المقصود بذلك رجال الرئيس الأسبق حسني مبارك الذين لا يزالون يعملون معه

قبل نحو أسبوع دعا الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى ما سماه بـ “الثورة على نظامه”، وألمح حينها إلى أن المقصود بذلك رجال الرئيس الأسبق حسني مبارك الذين لا يزالون يعملون معه

الاحد - 21 ديسمبر 2014

Sun - 21 Dec 2014



قبل نحو أسبوع دعا الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى ما سماه بـ “الثورة على نظامه”، وألمح حينها إلى أن المقصود بذلك رجال الرئيس الأسبق حسني مبارك الذين لا يزالون يعملون معه.

بعد هذا التصريح بأيام، قدم السيسي تعريفا للنظام، معتبرا أن “النظام هو الدولة، ومن يريد تغيير النظام، فهو في الحقيقة يريد النيل من استقرار الدولة”.

وأمس الأول، عاد هيكل وقدم المزيد من التفاصيل حول ما يعنيه بـ”الثورة على النظام”، وقال إن “السيسي لا يزال يعمل بنظام مبارك والإخوان، ويحتاج لبناء نظام خاص به”.

وتلقى هيكل فور دعوته السيسي للثورة على نظامه، انتقادات لاذعة من إعلاميين وسياسيين مقربين من الرئيس الحالي، اعتبروا تصريحاته تهديدا للأمن القومي المصري، رغم أنه ألمح حينها إلى أنه يعني بذلك التخلص من رموز نظام مبارك.

وقال هيكل، في حوار تلفزيوني إن “السيسي يجب أن يثور على نظامه”.

وحدد مناسبة ذكرى ثورة 25 يناير المقبلة، كسقف زمني لذلك.

وجاءت نصيحة هيكل بعد أن أشار إلى بعض السلبيات في المشهد المصري، والتي كان منها قوله إن “الكثير من رجال مبارك يعودون الآن بطريقة تدعو إلى الشك”.

وألمح هيكل إلى أن “هؤلاء قد ينافسون بقوة على مقاعد مجلس النواب القادم”، مضيفا: “هذا ليس مستحيلا، فمستقبل هذا البلد يحتاج لنظرة متجددة، وأنا أرى أن على الرئيس السيسي أن يثور على نظامه”.

ولم يرد الرئيس المصري بشكل مباشر على نصيحة هيكل، لكنه قال خلال افتتاحه مبنى الركاب الجديد بمطار الغردقة الدولي، شرقي البلاد، الأربعاء الماضي، ما فهم منه أنه كذلك.

وقال السيسي: “لا يوجد شيء اسمه نظام، يوجد شيء اسمه مصر، دولة مصرية، الشعب المصري ينتخب، يأتي رئيس يمسك دولة، وليس نظاما يتغير كل فترة، هي دولة مصرية، مؤسساتها إعلامها قضاؤها جيشها، كلها تعمل من أجل البلد، يتغير الشخص يأتي آخر يكمل بالدولة المصرية”.

من جهته قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة سيف عبدالفتاح، إن العلم السياسي يستند إلى مثلث مكون من ثلاثة أضلاع، هي “الفكرة والنظرية السياسية والنظم السياسية والعلاقات الخارجية”، فلا يمكن تجاوز ضلع منها.

وتابع: “النظم السياسية ضلع مهم لا يمكن تغافله في العلم السياسي وإدارة الدولة”.

وأشار إلى أن “السيسي يسعى إلى إغفال هذا الضلع في إطار الدولتية”.