هشام بنجابي رائد بيت التشكيليين ورسام الخيل الأصيلة

مساهمات الفنان التشكيلي هشام بنجابي في إثراء الحركة الفنية في جدة تعود إلى سنوات شبابه، حيث نظم أول معرض تشكيلي للفنانين الأجانب بمدينة جدة، وكان الغرض منه إطلاع الفنانين السعوديين على تجارب الغير، وكان حدثا مهما في منتصف السبعينات الميلادية

مساهمات الفنان التشكيلي هشام بنجابي في إثراء الحركة الفنية في جدة تعود إلى سنوات شبابه، حيث نظم أول معرض تشكيلي للفنانين الأجانب بمدينة جدة، وكان الغرض منه إطلاع الفنانين السعوديين على تجارب الغير، وكان حدثا مهما في منتصف السبعينات الميلادية

الخميس - 07 يناير 2016

Thu - 07 Jan 2016



مساهمات الفنان التشكيلي هشام بنجابي في إثراء الحركة الفنية في جدة تعود إلى سنوات شبابه، حيث نظم أول معرض تشكيلي للفنانين الأجانب بمدينة جدة، وكان الغرض منه إطلاع الفنانين السعوديين على تجارب الغير، وكان حدثا مهما في منتصف السبعينات الميلادية.

ولد بمكة المكرمة ونشأ في بطحائها الثرية بمكونها الإنساني والديني والثقافي، ليكتسب من بيئتها الاجتماعية معاني الأصالة والرصانة، وحرصت والدته على أن يتلقى تعليمه الباكر في مصر، فأخذته لينهل من العلم في مدارسها المتقدمة، حتى أتقن الإنجليزية خلال مرحلتي الابتدائية والمتوسطة، ومن ثم عاد إلى جدة ودرس المرحلة الثانوية، وما إن أكملها حتى توجه إلى أسكتلندا، وتخصص في الأدب الإنجليزي، ومن ثم انتقل إلى مدارس كندا ودرس الفن والديكور.

هذه النشأة الحافلة بالتعليم والتنقل مكنته من اكتساب شخصية إنسانية مثابرة، فعندما تقلد منصب رئيس بيت الفنانين التشكيليين بجدة، كان أول من فتح الباب أمام المرأة السعودية الفنانة للعضوية، وأوجد لها مكانا يخصها في البيت لممارسة الرسم والالتقاء بالفنانات والمشاركة في المعارض التي ينظمها البيت.

ولتأسيس بيت التشكيليين بجدة قصة حميمة معه، إذ يعتبر أن الناس فتحوا بداخله منافذ لم تكن موجودة، فعندما بدأ مزاولة الفن مع رفاقه في أزقة جدة القديمة، أخذ الناس ينضمون إليهم ويرسمون معهم قرب بيوتهم في حارة اليمن، ومن هذا التفاعل بدأ تأسيس بيت الفنانين التشكيليين الأول في المدينة التاريخية وسط جدة القديمة.

يقول بنجاني «إن خصوصية المنطقة التاريخية لها فعل السحر، فعندما كنت مسؤولا قبل ثلاثين عاما عن متحف الملك عبدالعزيز في مقر أمانة جدة القديم بوسط البلد، في بيت باجنيد، كان لي معها حكاية عشق، تأسست من الاحتكاك المباشر بالناس وأصحاب البيوت العريقة وموروثهم الأصيل، وامتدادا لما هو داعم بداخلي كان لا بد من عودة لهذا الإرث الثمين، وإحياء المنطقة بوجه يناسب ظروف العصر».

كل تلك الظروف هيأت له أن يكون محظوظا في إظهار ما بداخله من عطاء، وإحساس بالتعبير الفني عبر الريشة واللون في لوحات تحمل تفاصيل البيئة التي عاشها بين الصيادين والباعة وأهالي جدة.

تلك الأرواح المحملة بالجسارة والألق الإنساني الذي تشربه منهم.

اهتم في فنه بالموضوعات المحلية التي ترتبط بالتراث السعودي والبيئة العربية، واستخدم الحصان العربي كرمز أساسي في أعماله ليعبر من خلاله عن هذه الموضوعات، فرسمه مئات المرات لما يمثله من القوة والشموخ والأصالة العربية.