أنْ تكونَ جبّارا

أيّا كان الإصلاحُ فيما لو أنّه قد طالَ واقعاً سياسيّاً قلقاً أو حالةً دينيّةً مأزومةً أو بنيةً اجتماعيّةً هشّةً أو مشغولاتٍ فكريةً مرتبكةً أو وضعاً اقتصادياً مضطرباً أو بناءً تعليميّاً رخواً

أيّا كان الإصلاحُ فيما لو أنّه قد طالَ واقعاً سياسيّاً قلقاً أو حالةً دينيّةً مأزومةً أو بنيةً اجتماعيّةً هشّةً أو مشغولاتٍ فكريةً مرتبكةً أو وضعاً اقتصادياً مضطرباً أو بناءً تعليميّاً رخواً

الاحد - 21 ديسمبر 2014

Sun - 21 Dec 2014

أيّا كان الإصلاحُ فيما لو أنّه قد طالَ واقعاً سياسيّاً قلقاً أو حالةً دينيّةً مأزومةً أو بنيةً اجتماعيّةً هشّةً أو مشغولاتٍ فكريةً مرتبكةً أو وضعاً اقتصادياً مضطرباً أو بناءً تعليميّاً رخواً.
.
أيّا كانَ من جملة هذه التكوينات المرتبطة بـ: «الإنسان» من حيثُ صناعتُه والعمل على إنمائه إذ يُبتغى تالياً إصلاح تلك التكوينات (سياسة اقتصاد تدين.
.
و.
.
و.
.
) لمّا أن تغوّلها «الفسادُ» فكان ارتدادها عن سكّتها الصحيحة لا يختلف عليه اثنان.
.
أقول: أيّا كان الإعلانُ عن مثل هذا: «الإصلاح» فإنّه لن يتحقّق شيءٌ مما اُبتُغيَ تصحيحه إذا ما كان المعنيُّ بهذا الشأن الإصلاحيّ ليس له من نعتٍ يليقُ بأفعاله غير الوصف له بالـ: (جبّار) وذلك أنّ هذا الأخير- وفي أي موقع كان - لا بد وأن يكون قد اتّسمَ قبلاً بالاستبداد الذي يُحيل على تراكمات من الظلم والاعتساف والقهر وجملةُ الصفات الطاغوتيّة والتي من شأنها أن جعلت منه: «جباراً» وبامتياز.
! وبهذا الاعتبار فإنّ حجم التفاؤل في أيّ مشروعٍ إصلاحيٍّ – مهما تكون الدعاية الباذخة لترويجه - يقلّ ويكثر هذا التفاؤل بحسب إرادةِ صاحب المشروعِ من أن يكون: «جباراً» في الأرض إذ إنّ الجبّار لن يُفلح حيث أتى! حتى وإن علّق القرآن على صدره وحتى إن كنتَ لا تُراه إلا وقد شمّر للصلاةِ ثيابَه.
!ما أحسبُ أنّي قد أتيتُ ببدعٍ من القول وإنما هي محاولة لإعادة ترتيل هذه الآية بصوتٍ مرتفعٍ.
.
فلنتلوها سويّةً: (إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ).
وبشيءٍ من بصيرةٍ يُمكن الاستنباط من الآية ما يلي:* الشروع الظالم بالقتل - أو مقارفة مقدماته- وبأيّ دعوىً لا بيّنة عليها يُعدّ سبيلاً يسلكه: «الجبابرة» ابتغاء استتباب مصالحهم إذ القتل - وإشاعة مبدأ البطش- لا يستقيم وإرادة الإصلاح في قوانين الأرض فضلاً عن قانون السماء.
!*إنّ الفساد وقرينه الإفساد ليس شأناً يأتي من «الخارج» بل هما أمران داخليّان عزّزت من وجودهما: (إرادة) مسبوقة بالإصرارِ ترصّداً.
وليس بخافٍ أنّ الإفساد كما هو الإصلاح لهما ذات الأدوات ويشتغلان في ذات المناطق وينطويان بالتالي على مشروعاتٍ قبليّة تؤسس لمجتمعٍ يصنع قابليّته بنفسه لأيّ إرادةٍ تتوجّه إليه.
!* قد كفتنا: «العربيةُ» مؤونة الاستفصال في تشخيص من هو الـ:»جبّار» في لسانها إذ وكّدت بكل معاجمها على أن: «جبّارا»: (صيغة مبالغة من جبَرَ: قاهر، متسلِّط، متكبِّر، متعالٍ عن قبول الحقّ، لا يرى لأحد عليه حقًّا، مستبدّ (وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّار) وأيضاً: قلبٌ جَبّارٌ: لا تدخله الرحمة ولا يَقبَل الموعظة.
- كثير القتل مبالغ فيه (وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ)*بحقّ إنما القرآن وحده الذي يهدي للتي هي أقوم.