وسائل التواصل الاجتماعي وحماية النشء

لا يوجد أحد منّا إلا لديه حساب في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، أو في بعضها، أو كلها «تيوتر، فيس بوك، انستقرام، واتس أب، كييك»، وغيرها، وللحق، فإنها قد نجحت إلى حد كبير في تقصير المسافات، وتقريب التواصل بين الأصدقاء والزملاء، نظرا للسرعة التي تتمتع بها وتوفرّها، فكل ما يعمله أحدنا بعد الكتابة أو التغريد، أو التصوير، ضغطة زر، وتكون قد سافرت عبر الآفاق نحو مقصدها

لا يوجد أحد منّا إلا لديه حساب في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، أو في بعضها، أو كلها «تيوتر، فيس بوك، انستقرام، واتس أب، كييك»، وغيرها، وللحق، فإنها قد نجحت إلى حد كبير في تقصير المسافات، وتقريب التواصل بين الأصدقاء والزملاء، نظرا للسرعة التي تتمتع بها وتوفرّها، فكل ما يعمله أحدنا بعد الكتابة أو التغريد، أو التصوير، ضغطة زر، وتكون قد سافرت عبر الآفاق نحو مقصدها

الأربعاء - 19 فبراير 2014

Wed - 19 Feb 2014



لا يوجد أحد منّا إلا لديه حساب في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، أو في بعضها، أو كلها «تيوتر، فيس بوك، انستقرام، واتس أب، كييك»، وغيرها، وللحق، فإنها قد نجحت إلى حد كبير في تقصير المسافات، وتقريب التواصل بين الأصدقاء والزملاء، نظرا للسرعة التي تتمتع بها وتوفرّها، فكل ما يعمله أحدنا بعد الكتابة أو التغريد، أو التصوير، ضغطة زر، وتكون قد سافرت عبر الآفاق نحو مقصدها. كما أنها أحدثت حراكا لدى الكثير،فلم يعد معها شخص يجهل الكثير من الأخبار، أو يغيب عنه كثير من المعلومات، نظرا لما توفره من حجم المعرفة والمعلومات، والأخبار من هنا وهناك. ولعلنا نحن السعوديين من أكثر الشعوب استخداما لتويتر، كأهم وسائل التواصل الاجتماعي، كما يقال، ولأن كل أو بعض تلك الوسائل في متناول الجميع، فقد أصبح بمقدور كل من يتعامل معها أن يراسل، وينشر، ويكتب، ويغرد، وينقل، لكن ما يلفت الانتباه، أنها كشفت وجها آخر لمستخدميها.. أعني أنها كشفت ما يحمله الشخص من توجهات فكرية، أو محتوى ثقافي، سطحيا كان أم عميقا، ولهذا لم يعد ينفع معها أن يتخفى «بعضهم!» خلف أقنعة كانوا يموهون بواسطتها على الناس. ولم تعد تسمح لهم بالاختفاء خلفها، فالسطحي سرعان ما يقوم بنسخ ولصق كل ما يمر به من رسائل دون تمعن أو تفكير، وأصحاب الإشاعات يجدون فيها ساحاتهم التي يرسلون إليها ما يجدون أنها تخدم أفكارهم عبر زرع البلبلة لأغراض شخصية بين أوساط الناس في المجتمع، وأصحاب التيارات الفكرية يرون أنها المنطقة الأكثر مساحة وسقفا في الكتابة بحرية، ويرون فيها مساحة للتعبير عن إبداعاتهم الأدبية والثقافية، لكن الخطير في الأمر، هي تلك الفئة التي تحاول تخطي الخطوط الحمراء اجتماعيا، وسياسيا، ودينيا، فتقوم بنشر ما لا يتفق معهم أحد حوله من آراء، وتكون رسائلهم في مجملها، إما نقدا جارحا، أو تطاولا بذيئا على المقدسات والرموز الدينية والاجتماعية، أو شتما قذرا،أو تهييجا بغرض الفتنة من وراء حسابات مستعارة كما حدث في هشتاق «الراتب لا يكفي الحاجة»، وهناك فئة لهم حسابات تخصص أصحابها في نشر المخالفات الشرعية، وهدفهم نشر الرذيلة. فيفترض في مدارسنا أن تغرس في طلابها كيف يستفيدون، ويتقون ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، فالأمر جد خطير، فو الله إن أخلاقياتهم في منزلق خطير، إن لم تتدارك وتصان، وما أجمل معروف الرصافي حين قال: هي الأخلاق تنبت كالنباتإذا سقيت بماء المكرمات تقوم إذا تعهدها المربيعلى ساق الفضيلة مثمراتفلتسق أخلاقياتهم بماء المكرمات،لتثمر في غد الطيب، فعليهم مسؤولية بناء الوطن وحمايته بعون الله.