طيب: أين يذهب الظلام؟

منذ أن سخر به القدر، و«أحرفه» الكتابة الساخرة (جعلها حرفةً له يعني)، و«الطابع بأمر الله» لا يغار من منافسٍ كما يغار من «نوادر التعاميم»، التي تتحفنا بها «البيروقراطية» في كثيرٍ من الجهات الحكومية، وفي مقدمتها «وزارة التربية والتعليم»،

منذ أن سخر به القدر، و«أحرفه» الكتابة الساخرة (جعلها حرفةً له يعني)، و«الطابع بأمر الله» لا يغار من منافسٍ كما يغار من «نوادر التعاميم»، التي تتحفنا بها «البيروقراطية» في كثيرٍ من الجهات الحكومية، وفي مقدمتها «وزارة التربية والتعليم»،

الاحد - 21 ديسمبر 2014

Sun - 21 Dec 2014



 



 



منذ أن سخر به القدر، و«أحرفه» الكتابة الساخرة (جعلها حرفةً له يعني)، و«الطابع بأمر الله» لا يغار من منافسٍ كما يغار من «نوادر التعاميم»، التي تتحفنا بها «البيروقراطية» في كثيرٍ من الجهات الحكومية، وفي مقدمتها «وزارة التربية والتعليم»، منذ أن غيرت اسمها من «المعارف»؛ أسوةً بشركة الألبان التي كانت دعايتها تقول: «لم نجد ما نغيره إلا العلبة»! إلى أن غيرت شعارها الكئيب القديم، إلى شعارٍ ظريف خفيفٍ، متفائل بالطيران «كعباس بن فرناس»؛ أو كحاجبي «جدتي حمدة»، صاحبة السيارة «دوجٍ حمر والرفارف سود»، إذا نفد منها الوقود، في وسط النفود!

ورغم خطورة منافسين جدد، كوزارة (الإسكان؟ إيه.. هيَّن!)؛ إلا أن «التربية والتعليم» تظل «المتصدر...لا تكلمها»!!

و«أطزج» ما وصلنا من كواكب «الترعية والتبليم» خارج درب التبانة، الخبر الذي نشرته «مكة» أمس، بشهادة «ذوي عدل» فيها، هما الزميلان/ «ظافر الشعلان» من الرياض، و«فهد الرباعي» من «أبها»، تحت عنوان: (3 أيام دوام لمعلمات النائية)! ويبدو فيه أن حلول الوزارة «العبقرية»؛ لتقليل نسبة «شهيدات الواجب»، جاءت متأثرةً بإعلانات التخفيضات التجارية الهائلة، لتحطيم الأسعار، بمناسبة نهاية العام الميلادي (2014)! ولكن من يقنع «الخطر» أن يداوم في اليومين الآخرين مع «الويك إند»، ويترك شهيداتنا وسائقيهن بقية الأيام؟

أما «استهلاكياً» فكلنا نتسابق لتلك (الأوهام)، مع علمنا بأن ما يخفضه التاجر، ليس إلا جزءاً من زيادة السعر الأساسي أضعافاً مضاعفة!

وأما «آخر كلام» لحل مأساة (شهيدات الواجب) فهو: ما قلناه مراراتٍ مفرتكة عديدة، لثلاث وزارات خلت (وما تزال بعض قياداتها البيروقراطية «التحتية» باقية): اقسموا عدد المعلمات على عدد المدارس، وانظروا كم يبقى للموت والخوف والقلق؟

وهو ما تجاهله المتحدث باسم الوزارة (فهد الحارثي)؛ حيث جاء في الخبر المكي: «وعن عدد المعلمات اللائي سيستفدن من القرار، أكد الحارثي أن ذلك سيتبين من خلال كشوفات ترفعها إدارات التربية والتعليم إلى الوزارة قريباً»!!

وإلى أن تأتي (قريباً) هذه، تعالوا نتسلَ بسؤالٍ فيزيائي قديم يقول: أين يذهب الظلام إذا أوقدت شمعة؟ والجواب الأكيد: مع العقول البيروقراطية إذا (حُلَّت) أي مشكلة! وعند (خالد البلطان)، و(ماجد الحكير)، العرض الأفضل!!