شكرا يا أحمد عيد

قد يعتقد البعض أن موضوعي هنا رياضي، بتطرقي لذكر أول مسؤول رياضي منتخب على مستوى الوطن، والذي انتخب رئيسا لاتحاد كرة القدم السعودي؛ ولكني حقيقة لا أنوي التطرق للرياضة، وسيكون بحثي هنا نفسيا اجتماعيا بحتا

قد يعتقد البعض أن موضوعي هنا رياضي، بتطرقي لذكر أول مسؤول رياضي منتخب على مستوى الوطن، والذي انتخب رئيسا لاتحاد كرة القدم السعودي؛ ولكني حقيقة لا أنوي التطرق للرياضة، وسيكون بحثي هنا نفسيا اجتماعيا بحتا

الجمعة - 11 ديسمبر 2015

Fri - 11 Dec 2015

قد يعتقد البعض أن موضوعي هنا رياضي، بتطرقي لذكر أول مسؤول رياضي منتخب على مستوى الوطن، والذي انتخب رئيسا لاتحاد كرة القدم السعودي؛ ولكني حقيقة لا أنوي التطرق للرياضة، وسيكون بحثي هنا نفسيا اجتماعيا بحتا.

لقد كانت عملية انتخابه نقلة نوعية عظيمة أعطتنا القدرة على قياس تفاعل مجتمعنا مع المختلف، وبكل وضوح، فوجدنا أن الأحداث والتحديات حوله ومنذ اليوم الأول لترشحه كانت تتصاعد وتضيق وتصعب، وأن الشخصية السعودية العنصرية البدوية تتمادى وتبالغ في التعامل معه بفوقية، وهو المختلف عرقا، ولونا، فكان يُستنكر عليه أن يتبوأ مكانة لم يكن يتحصل عليها إلا أفراد الأسرة المالكة من قبله.

البعض نظر إليه نظرة عنصرية، واستنكر عليه هذا الوضع والمكانة، والبعض خرج عن إنسانية التخاطب معه، فوصفه بأوصاف غير الأحرار، وأدخله الحيط، ونزع عنه قدرته الحرة على أخذ القرار من رأسه، وغيرها من الأمور المعيبة لصورة شعبنا، بأن تستمر بيننا هذه النعرات الجاهلية القميئة.

البعض كان يتجاهله ويعارضه لمجرد المعارضة، ولإثبات الذات بعدم الإشادة بأي عمل ينجح فيه.

البعض ممن يعملون تحت إدارته تحزبوا ضده، على عكس ما تعنيه أنساق وأخلاقيات العمل في الاتحاد، فأصبح في أكثر الأوقات يتحرك منفردا، ويشك في نوايا المحيطين به، ويحاول بكل أدب ومثابرة إبعاد الأشواك والفخاخ عن طريقه، ليكمل مهمته.

بعض العاملين بالصحافة والإعلام استهانوا بشخصه، ولم يحترموا مكانة منصبه، والتي كانت في السابق من الخطوط الحمراء، فنبحه النابحون، وطلب منه علانية أن يبتعد كالسفيه، وأن يلعب بعيدا عنهم.

المحللون الرياضيون في بعض البرامج الفضائية أظهروا ما بجوفهم من قيح، وكأنهم ينتقمون من خرس الأيام الخوالي!.

بعض المسؤولين الكبار كانوا يزاولون عليه الضغط المستمر المبطن والعلني، وكان بدبلوماسيته يحاول الفكاك منهم بأقل الخسائر.

رواد التواصل الاجتماعي أبدعوا في النيل من شخصه بكل عنصرية وشخصنة وقبح وسباب، وكان يتعامل معها برقي شديد، فلم ينحدر لمستوى أخلاقهم المنعدمة.

أحمد عيد كان أفضل هزة فكرية اجتماعية حصلت لمجتمعنا، شهدنا من خلالها كيف تنقلب الأرانب المستأنسة إلى ذئاب ظامئة للدماء.

أحمد عيد وحكايته مع المنصب والسلطة، تصنع مجسمات خزي لكثير ممن أثبتوا علانية للعالم أننا مزيج عقد جاهلية لا تنتهي، ولا يمكن تجميلها.

حورب فاستمر، قصف ولم يهتز.
وفي وجهة نظري غير الرياضية أنه قد نجح أيما نجاح، رغم ما كان يوضع أمامه من العقبات والدسائس، والخيانات، وسيعجز من سيأتي بعده عن مجاراته فيما صنع.

أما حكاية أحمد عيد فستكون دليلنا للمستقبل وللأجيال القادمة، وحكاياته ستخلد من وقفوا ضده كأمثلة جلية على تخلفنا الإنساني، وعدم إيماننا، ولتثبت جوعنا للإساءة إلى المختلف، وسوف يكون يوما مضربا للمثل، فمن عجب كيف استطاع أن يمر وسط جحافل المتخلفين منا عقلا ومشاعر، وإنسانية.

المهتمون بالدراسات الدينية، وبعلم الاجتماع، وعلم النفس، لا بد أن تكون لهم وقفات بحثية في مثل هذه الحالة، التي تعرى فيها مجتمعنا، وأظهر جزءا كبيرا من تخلفنا.

أما أنا فسأقف في ختام مقالي هذا لأقول لأحمد عيد، شكرا على توضيح ما بنا من خلل وعلل سرمدية.

shaher.
a@makkahnp.
com