سرت من معقل للقذافي إلى ملاذ للدواعش

السبت - 06 فبراير 2016

Sat - 06 Feb 2016

بقيت سرت الليبية معقلا لمعمر القذافي لأربعة عقود، لكنها وفي غضون عام واحد تحولت إلى ملاذ لتنظيم داعش على بعد 300 كلم فقط من أوروبا الخائفة من وصول التهديد الإرهابي إليها.

في المدينة المتوسطية الواقعة على بعد 450 كلم شرق العاصمة طرابلس تقطع الأيادي ويعدم الناس بشكل علني ويسود الرعب وفي شوارعها الرئيسية تنتشر منذ يونيو الماضي أعلام التنظيم، حسبما يؤكد شهود عيان.

وتجوب سيارات التنظيم شوارع سرت من الصباح وحتى المساء، يراقب ركابها حركة المارة وأصحاب المحلات ويفرضون على السكان أداء الصلاة في مواعيدها ويتأكدون من عدم خروج النساء من منازلهن من دون رجل يرافقهن.

وتحولت سرت منذ أن سيطر عليها التنظيم في يونيو الماضي بعد ستة أشهر من إعلانه وجود خلايا له فيها، إلى قاعدة خلفية له، يدرب فيها المقاتلين الليبيين والأجانب.

ومع الضربات المستمرة التي يتلقاها هذا التنظيم في سوريا والعراق، أصبحت سرت التي تضم مطارا وميناء يبعدان نحو 300 كلم عن إيطاليا، محطة رئيسة لاستقطاب المتشددين وإرسالهم لتنفيذ عمليات في الخارج، بحسب تقارير عدة.

تسميم العقول

مسؤول في المجلس المحلي للمدينة يقول إن التنظيم يعمل على تحويل سرت إلى «معقل جهادي كبير، حيث أصبح يفرض على المدارس، التي بقيت أبوابها مفتوحة، تدريس الجهاد».

وتابع «يتعلم التلاميذ الصغار الذين فصل الذكور منهم عن الإناث، الجهاد في مدارسهم، فيما يتلقى آباؤهم في الوقت نفسه دروسا مماثلة عن الجهاد في المساجد وفي أماكن أخرى».

قاعة الفلوجة

وذكر هذا المسؤول أن التنظيم أصبح يطلق اسم «قاعة الفلوجة» على قاعة واغادوغو الشهيرة التي كانت تستقبل إبان نظام القذافي مؤتمرات واجتماعات وقمما عربية ودولية وأفريقية، مضيفا أن «موقف السيارات يمتلئ عن آخره كلما دعا التنظيم سكان المدينة إلى حضور درس ديني في هذه القاعة، فالسكان يخشون أن يعاقبوا إذا لم يحضروا».

ومنذ أن سيطر على المدينة، نشر التنظيم تسجيلات وتقارير مصورة عديدة عن الحياة اليومية في سرت، بينها مشاهد من محلات بيع الحلوى واللحوم في محاولة لإظهار وتيرة حياة طبيعية فيها.

لكنه لم يتوان أيضا عن نشر تقارير تظهر عمليات قطع أيادي أشخاص اتهموا بالسرقة وإعدامات في الساحات العامة في حق أشخاص اتهموا بممارسة السحر أو التجسس أو غيرهما.

ويقول المسؤول في المجلس البلدي «أعلن عن 37 عملية إعدام بحق أشخاص في المدينة منذ دخول التنظيم إلى سرت قبل عام، بعضهم من الليبيين، لكن آخرين يحملون جنسيات عربية مختلفة بينها مصرية ومغربية».

حصاد الجواسيس

وأعلن التنظيم أمس الأول في تقرير بالصور بعنوان «حصاد الجواسيس» نشر على الانترنت، إعدام ثلاثة أشخاص في سرت بتهمة التجسس لمصلحة تحالف «فجر ليبيا» الذي خاض معه معارك استمرت أسابيع قبل أن يطرده من كامل سرت ومحيطها في يونيو.

ودفع سقوط سرت في أيدي التنظيم نحو سبعة آلاف من سكانها إلى مغادرتها نحو مناطق قريبة، بينها طرابلس ومصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، بحسب المسؤول في المجلس البلدي.

ويشير المسؤول المحلي إلى أن النازحين من سرت إلى المناطق الليبية الأخرى يتعرضون للتهميش من السلطتين، السلطة المعترف بها دوليا في شرق ليبيا والسلطة الموازية في طرابلس وغرب البلاد.

وتعرضت سرت التي كانت «مدللة» في ظل حكم القذافي خلال الثورة ضد النظام السابق لدمار كبير.

وفي هذه المدينة التي هي الموطن الأصلي لأبناء قبيلة القذاذفة، اعتقل القذافي في 2011، وقد لجأ إليها بعد سقوط طرابلس بأيدي الثوار في نهاية أغسطس من العام ذاته.

ودفعت سرت ثمن دعمها للقذافي غاليا، فقد تحولت شوارع بأكملها عقب انتهاء المعارك إلى مبان مهدمة، بينما ظل سكانها ينتقدون السلطات الجديدة ويتهمونها بتهميشهم والانتقام منهم وباتوا يطلقون على مدينتهم اسم «المنسية».

وتقف السلطات المتنازعة على الحكم اليوم عاجزة عن استرداد المدينة من أيدي التنظيم في انتظار تحرك دولي محتمل في ليبيا في ظل إعلان دول كبرى خشيتها من الخطر الإرهابي المتصاعد على أبواب أوروبا، ويبين المسؤول في المجلس البلدي أن السلطات في ليبيا ومنذ توليها الحكم بعد سقوط النظام السابق تهتم بكرة القدم أكثر من اهتمامها بسرت.

«الوضع مأساوي جدا، فالحياة المدنية معدومة والأحكام المتشددة التي كنا نشاهدها في التلفزيون في العراق وسوريا باتت تفرض على السكان، وما تبقى من سكان المدينة البالغ عددهم أصلا 180 ألف نسمة، أصبحوا أسرى الخوف والرعب، وضحايا التهميش وإهمال السلطات».

مسؤول في المجلس البلدي لسرت

سلوكيات داعشية في سرت

  • قطع الأيادي

  • إعدام الناس بشكل علني

  • انتشار أعلام التنظيم في شوارعها

  • مراقبة حركة المارة وأصحاب المحلات

  • إجبار السكان على أداء الصلاة في مواعيدها

  • عدم خروج النساء دون مرافق


سرت


  1. بقيت معقلا للقذافي لأربعة عقود

  2. تحولت إلى ملاذ لتنظيم داعش

  3. تقع على بعد 300 كلم فقط من أوروبا

  4. تبعد 450 كلم شرق العاصمة طرابلس

  5. أصبحت محطة رئيسة لاستقطاب الإرهابيين