عبد.. وكلنا عبيد لله
تفاعل
تفاعل
السبت - 06 فبراير 2016
Sat - 06 Feb 2016
انتهى عصر العبيد بالقرار الشجاع للملك فيصل رحمه الله، ومنذ ذلك الوقت لم يعد في السعودية أي عبد مملوك، لكن لا يزال الكثير من أفراد مجتمعنا ينعت أي شخص أسمر البشرة (بالعبد).
رغم أنه لا علاقة له بالعبودية إطلاقا، فتجد أحدهم حين يتحدث عن شخص أسمر يستهل حديثه بعبارة (عبد وكلنا عبيد لله)! ربما ليتخلص من وخز ضميره لإطلاقه هذا الوصف العنصري ظنا منه أن هذه العبارة كافية، حتى لا ينزعج من تطلق عليه لو تصادف وجوده في نفس المكان.
وفيما تعود الكثير على قول (عبد) لأنه سمعها في محيط أسرته ومجتمعه القريب، يقولها البعض الآخر ازدراء واحتقارا، والمضحك في الأمر أن غالبية من يطلق هذا الوصف العنصري هم مختلفون عن البشرة السمراء بدرجات لونية فقط، وليسوا من الجنس الآري أسمى فروع العرق الأبيض كما يصفه الأديب الفرنسي الكونت (دي جوبينو) صاحب الدراسات المتعددة عن التفاوت في الجنس البشري.
والمتأمل لحال مجتمعنا يدرك تغلغل العنصرية فيه وانتشارها بين أفراده انتشار النار في الهشيم في غالب الأوساط والشرائح المجتمعية إلا من رحم ربي.
والمؤسف أنه لا علاقة لها بالتعليم أو المستوى الثقافي أو غيره! فلا تعجب حين ترى أكاديميا يختم نقاشه مع أحدهم ببيت شعر عنصري للمتنبي!
هذا الأكاديمي هو واحد من مئات الألوف ممن استوطنت العنصرية نفوسهم لكن بعضهم يصرح بها ولا يرى أي حرج في إطلاق هذا الوصف العنصري فيما الآخر من العنصريين يحاول إخفاء عنصريته إلا أنها تظهر في أول فرصة سواء كانت نقاشا حاميا أو في حديث عابر أوممازحة سخيفة دون أي مراعاة لمشاعر الآخرين وكأن اللون صفة معيبة، توجب الانتقاص من صاحبها.
ولا بد أن تشعر بالدهشة المضحكة حين تسمع أحدهم يتحدث عن عنصرية الغرب واضطهادهم للعرب فيما هو ومن هم على شاكلته من العنصريين يمارسون الأمر ذاته كل يوم.
وبالرغم من أن الإسلام العظيم حارب العنصرية وعدها من بقايا الجاهلية الواجب على كل مسلم أن يطهر نفسه من أدناسها، إلا أنهم يفضلون العيش بها ومعها فلا يرونها عيبا أو إهانة أو أمرا يستدعي التغيير.
ومع ما نحن فيه من التطور والحضارة أفكر دوما كيف لنا أن نطهر مجتمعنا من هذه الصفة المنتنة؟
والحقيقة أن العبء الأكبر يقع على عاتق الأسرة فهي التي تسهم بشكل كبير في بناء شخصية الطفل الذي يكون كالإسفنجة يمتص كل ما يشاهده ويسمعه، فالأسرة إما أن تزرع فيه بذرة العنصرية وتغذيها في نفسه مع كل موقف عنصري يصدر من والديه، أو تربيه على احترام الآخرين وتقديرهم بصرف النظر عن ألوانهم أو أعراقهم أو جنسياتهم.
ولا يمكن أن نغفل دور المدرسة ومناهج التعليم التي تحتاج لتضمين بعض المواد أو الفصول التي تربي الأجيال على احترام الإنسان، فلا بد من تضافر الجهود في البيت والمدرسة والإعلام وعلى منابر المساجد حتى ننتهي من فكر الجاهلية المقيت، وحتى نكف عن ترديد حديث الناس سواسية كأسنان المشط دون إدراك حقيقي لمعناه أو ترجمة له في سلوكنا مع الغير.
وأخيرا يبقى أن أكرمنا عند الله أتقانا وإن أبى العنصريون.
رغم أنه لا علاقة له بالعبودية إطلاقا، فتجد أحدهم حين يتحدث عن شخص أسمر يستهل حديثه بعبارة (عبد وكلنا عبيد لله)! ربما ليتخلص من وخز ضميره لإطلاقه هذا الوصف العنصري ظنا منه أن هذه العبارة كافية، حتى لا ينزعج من تطلق عليه لو تصادف وجوده في نفس المكان.
وفيما تعود الكثير على قول (عبد) لأنه سمعها في محيط أسرته ومجتمعه القريب، يقولها البعض الآخر ازدراء واحتقارا، والمضحك في الأمر أن غالبية من يطلق هذا الوصف العنصري هم مختلفون عن البشرة السمراء بدرجات لونية فقط، وليسوا من الجنس الآري أسمى فروع العرق الأبيض كما يصفه الأديب الفرنسي الكونت (دي جوبينو) صاحب الدراسات المتعددة عن التفاوت في الجنس البشري.
والمتأمل لحال مجتمعنا يدرك تغلغل العنصرية فيه وانتشارها بين أفراده انتشار النار في الهشيم في غالب الأوساط والشرائح المجتمعية إلا من رحم ربي.
والمؤسف أنه لا علاقة لها بالتعليم أو المستوى الثقافي أو غيره! فلا تعجب حين ترى أكاديميا يختم نقاشه مع أحدهم ببيت شعر عنصري للمتنبي!
هذا الأكاديمي هو واحد من مئات الألوف ممن استوطنت العنصرية نفوسهم لكن بعضهم يصرح بها ولا يرى أي حرج في إطلاق هذا الوصف العنصري فيما الآخر من العنصريين يحاول إخفاء عنصريته إلا أنها تظهر في أول فرصة سواء كانت نقاشا حاميا أو في حديث عابر أوممازحة سخيفة دون أي مراعاة لمشاعر الآخرين وكأن اللون صفة معيبة، توجب الانتقاص من صاحبها.
ولا بد أن تشعر بالدهشة المضحكة حين تسمع أحدهم يتحدث عن عنصرية الغرب واضطهادهم للعرب فيما هو ومن هم على شاكلته من العنصريين يمارسون الأمر ذاته كل يوم.
وبالرغم من أن الإسلام العظيم حارب العنصرية وعدها من بقايا الجاهلية الواجب على كل مسلم أن يطهر نفسه من أدناسها، إلا أنهم يفضلون العيش بها ومعها فلا يرونها عيبا أو إهانة أو أمرا يستدعي التغيير.
ومع ما نحن فيه من التطور والحضارة أفكر دوما كيف لنا أن نطهر مجتمعنا من هذه الصفة المنتنة؟
والحقيقة أن العبء الأكبر يقع على عاتق الأسرة فهي التي تسهم بشكل كبير في بناء شخصية الطفل الذي يكون كالإسفنجة يمتص كل ما يشاهده ويسمعه، فالأسرة إما أن تزرع فيه بذرة العنصرية وتغذيها في نفسه مع كل موقف عنصري يصدر من والديه، أو تربيه على احترام الآخرين وتقديرهم بصرف النظر عن ألوانهم أو أعراقهم أو جنسياتهم.
ولا يمكن أن نغفل دور المدرسة ومناهج التعليم التي تحتاج لتضمين بعض المواد أو الفصول التي تربي الأجيال على احترام الإنسان، فلا بد من تضافر الجهود في البيت والمدرسة والإعلام وعلى منابر المساجد حتى ننتهي من فكر الجاهلية المقيت، وحتى نكف عن ترديد حديث الناس سواسية كأسنان المشط دون إدراك حقيقي لمعناه أو ترجمة له في سلوكنا مع الغير.
وأخيرا يبقى أن أكرمنا عند الله أتقانا وإن أبى العنصريون.