بشاير آل زايد: جائزتي ليست ورطة

بصدور مجموعتها الأولى «لا وجود لآميتشيه» عن دار مداد، وتحقيقها المركز الأول في مجال القصة القصيرة لجائزة الشيخ راشد بن حميد النعيمي للثقافة والعلوم لعام 2014، تكون الكاتبة السعودية بشاير آل زايد قد صنعت بداية مشجعة لتجربتها الكتابية، والتي تعتبرها مرادفا بديهيا لتجربتها الحياتية ككل، هنا تكشف بعض أوراق هذه التجربة

بصدور مجموعتها الأولى «لا وجود لآميتشيه» عن دار مداد، وتحقيقها المركز الأول في مجال القصة القصيرة لجائزة الشيخ راشد بن حميد النعيمي للثقافة والعلوم لعام 2014، تكون الكاتبة السعودية بشاير آل زايد قد صنعت بداية مشجعة لتجربتها الكتابية، والتي تعتبرها مرادفا بديهيا لتجربتها الحياتية ككل، هنا تكشف بعض أوراق هذه التجربة

السبت - 20 ديسمبر 2014

Sat - 20 Dec 2014



بصدور مجموعتها الأولى «لا وجود لآميتشيه» عن دار مداد، وتحقيقها المركز الأول في مجال القصة القصيرة لجائزة الشيخ راشد بن حميد النعيمي للثقافة والعلوم لعام 2014، تكون الكاتبة السعودية بشاير آل زايد قد صنعت بداية مشجعة لتجربتها الكتابية، والتي تعتبرها مرادفا بديهيا لتجربتها الحياتية ككل، هنا تكشف بعض أوراق هذه التجربة.



1 - ما هو دافعك الأهم للكتابة، والتحدي الأكبر فيها؟



مهما حاولت فلسفة الإجابة ستكون «أحتاج أن أكتب» فهي ليست أمرا ثانويا بالنسبة لي، ولا شيئا إضافيا في حياتي إنما هي لزمة مرافقة لي منذ سنين عديدة، أن أكتب هذا يعني ألا أشعر بالغربة، تجاه نفسي على اﻷقل.



2 - تميلين للعنونة بعبارات أجنبية «آميتشيه، هايبرثيمسيا» هل يبدو هذا النمط أكثر جاذبية للقارئ؟



في الواقع ليس المقصد هو التشويق بقدر أن سَير القصتين كان يلزمني أن أعنونها هكذا، آميتشيه تعني صديق باللغة اللاتينية وهذا اﻷمر له علاقة ببطل القصة الذي كان يدرس اللغات، ثم حاول إحياء هذه اللغة القديمة والتي تعتبر لغة ميتة، بيد أن ظروفا قاهرة حالت بينه وبين هدفه.

بالنسبة لهايبرثيمسيا فهو مرض عصبي نادر يفقد الإنسان القدرة على النسيان، مما جعلني أتقمص مشاعر أولئك المصابين به فوجدت أن قلمي خط هذه القصة.



3 - كيف ترين مستقبل الكتابة الذاتية الوجدانية بالمقارنة مع الروايات والكتب الفكرية المنتشرة حاليا؟



هذا النوع من الكتب ليس إلا محطة من محطات الكاتب لا يجب عليه التوقف عندها أبدا، كما أن الرواية فن نبيل وعظيم لا تقارن بالكتب الوجدانية التي غالبا ما تكون مشاعر لحظية تموت مع الزمن، وهي حالة من التقمص طويل اﻷمد يعيش فيها الكاتب ازدواجية بين عالم روايته وبين واقعه، كتابتها مرهقة جدا فكريا لذلك هي تستحوذ على التاريخ اﻷدبي وحتى المستقبل.

أقول هذا وأنا أدرك أن كتابي لا وجود لآميتشيه احتوى نصوصا وجدانية ونثرية أيضا لكنه البداية، إلى جانب أنني أكتب رواية الآن.



4 - ماهي أهدافك الخاصة على الصعيد الأدبي ..وهل سيستمر هذا المسار حتى مع دراستك للطب؟



 كما قلت سابقا حتى لو رغبت بالتوقف عن الكتابة فإنني لن أستطيع سواء كنت أدرس الطب أو غيره، اﻷمر ملازم لي، فقد وجدت نفسي بين هذه السطور والعوالم التي أصنعها، سأركز أكثر على التأليف الروائي، لأن الأفكار موجودة لكن لا يسعفني الوقت لإنجاز ما أرغب بكتابته، وحاليا أوشك على الانتهاء من رواية جديدة.



5 - هل نستطيع القول إن الوصول بات أسهل حاليا بالنسبة للأديب أو الأديبة الشابة؟



نعم كثيرا، وهذا اﻷمر بقدر إيجابيته إلا أنه يحمل عدة نقاط سلبية، فبعض دور النشر تركز على كمية الإنتاج أكثر من محتوى الكتاب، في هذا تسهيل لدخول فئة من الناس لا يحملون من الكتابة إلا اسمها، يريدون أن ينالوا من خلال الكتابة مظهر المثقف فقط، تفتقر نصوصهم للرسالة وتركز على مشاعر خالية من المعاناة، مشاعر لا يشعر بها سوى أولئك الذين تشبعوا من الدنيا فكتبوا عن أتفه اﻷمور ﻷنهم لم يذوقوا مرارة العيش..أمر آخر أود التعليق عليه وهو أن وجود مثل هؤلاء تسبب في هبوط اللغة العربية بشكل كبير، حيث إن بعض الأعمال أنتجت بلهجة عامية بحتة ولا أعرف حقيقة ما المغزى من وراء الكتابة بأسلوب متداول، الكل يستطيع التحدث به، هذا ببساطة ﻷن أصحاب هذه الأعمال ليسوا كتّابا، فالكاتب الذي لا يفتخر بلغته وأصالتها، عليه أن يترك قلمه ويكتفي بفتح فمه ويثرثر فلا فرق بين الثرثرة وما سيكتب.



6 - هل يمكن القول إن الفوز بجائزة في مرحلة مبكرة قد يكون ورطة تجعله تحت المجهر؟



لا أفكر بالأمر من هذه الناحية، فالكتابة ليست مهنة عليّ أن أتقنها وإلا سأحاسب، أو أنه يتوجب عليّ أن احترف لأنجو من سياط النقد، لو كانت هكذا الكتابة لتوقفت فورا، فهي في هذه الحالة ليست إلا وجع رأس ولا تختلف عن أي مجال من مجالات العمل، كما أنني أرحب بالنقد، والفوز بجائزة هو علامة جيدة في طريقي غير أنه أيضا لن يؤثر في أسلوبي وتوجهي اﻷدبي.