أنقذوا شهداء الواجب

هل وصل غسيل المخ إلى هذه الدرجة من نزع العقل والمشاعر من نفس المتفجر، وتسخيره بهذه القدرة، ليأتي في وضح النهار ويفجر نفسه وسط إخوة له، لا ذنب لهم إلا أنهم يقومون بحماية أبناء وممتلكات هذا الوطن العزيز من أي معتد

هل وصل غسيل المخ إلى هذه الدرجة من نزع العقل والمشاعر من نفس المتفجر، وتسخيره بهذه القدرة، ليأتي في وضح النهار ويفجر نفسه وسط إخوة له، لا ذنب لهم إلا أنهم يقومون بحماية أبناء وممتلكات هذا الوطن العزيز من أي معتد

الجمعة - 09 يناير 2015

Fri - 09 Jan 2015

هل وصل غسيل المخ إلى هذه الدرجة من نزع العقل والمشاعر من نفس المتفجر، وتسخيره بهذه القدرة، ليأتي في وضح النهار ويفجر نفسه وسط إخوة له، لا ذنب لهم إلا أنهم يقومون بحماية أبناء وممتلكات هذا الوطن العزيز من أي معتد.
ما هذا المارق المريض، الذي يخترق الحدود هاربا من أرضه وأهله، ويعود متسللا عاقدا العزم على قتل الأهل، وسلب غنائمهم، وسبيهم لو تهيأ له ذلك.
ما هذا، الذي يشرب من أنهار الكره والحقد، فيزداد عطشه عطشا، وتتنامى لديه الرغبة في تدمير الحياة، وتدمير كل معاني الأمن والجمال والثقة والإخلاص.
يطوي جسده بالمتفجرات، ويقترب من مناطق الحدود، ويطلب مقابلة بريء لم يره في السابق، ولا يعلم عن مدى إيمانه، فلربما أن الله يحبه ويزكيه، وأنه ممن يشهد له خلقه بالخير والصلاح.
يقوم بخداع الجميع، يتباكى، يتأسف، يعاهد، حتى يأمن ويستأمن، ثم يخون الله ورسوله، ويخون عهدا قطعه على نفسه، ويفجر نفسه بين أحضان من فرحوا بعودته، وصدقوا توبته.
أي مستوى خبيث من غسيل المخ بلغ هذا؟!.
لقد قتل أبرياء، وأهلك نفسه.
ولكنه يعلم أن آلافا من المتابعين لأعماله سيؤكدون شهادته المزعومة، وسيشهدون له بالجنة، حتى وهو الباغي، الذي أودى بنفسه للتهلكة.
لقد تفجر وهو على يقين بصدق فتوى الشيخ، الذي أفتاه، رغم أنه لن يترحم عليه في العلن، ولن يأتي على ذكره، خصوصا وأنه يستعد لرحلة دعوية في دول الكفر، ينال فيها من هجرته ما نوى من جمال وسكينة.
تفجر وهو يجزم بأن هذا حب في الله ورسوله، وبناء على ما يعرفه عن الولاء والبراء، وعن الجهاد، ويستغرب من مشايخ الإسلام، ممن ينكرون عليه فعلته، دون تبيان وتوضيح، ودون تحليل لما يحدث.
فهل هذا براء وولاء، وهل هذا جهاد؟.
وكيف يفرق هو بين هذا وذاك، وكبار علماء المسلمين لا يزالون مختلفين، فمنهم من يوافقه على رأيه بقوة، ومنهم من يؤيده بقلبه دون لسانه، ومنهم من يخالفونه دون إبداء الفوارق والأسباب، لتزداد الحيرة.
هذا المتفجر ليس وحده من يحتاج لعلاج، فالعارفون الصامتون، ممن لا يبينون الحكم هم أيضا متورطون معه في قتل إخوانهم من شهداء الواجب.
الأمر ليس مجرد مارق مختل يحاول إثبات رأيه، الأمر أعمق من ذلك، وأكثر بعدا عند من يهربون من مسؤولية تناول القضية بعقلانية، ولا يفصلون الأمور، ولا يؤصلون الفتوى، بالعقل لا بالنقل، وبالواقع، لا بالأمنيات.
علماء العالم الإسلامي عليهم مسؤولية الأمانة، ومسؤولية إنقاذ جنود الواجب، ومن حق الشعوب المسلمة أن تسمع منهم، وأن ترى جدية خطوات إصلاحهم.
علماء الأزهر بدؤوا، وليت أننا لا نستمر في الظل ننتظر نتائج بحثهم، وبياناتهم، وفتاواهم.
نحن أهل الحرمين الشريفين أولى بإعادة دراسة منهجنا المذهبي، والإتيان بما ينتشل أبناءنا من هذا الزيغ والنشوز عن الحق.