كاتبة سيناريو مرفوضة

حصلت على إجازة من عملي لعدة أشهر، ووجدت ذلك فرصة لأقضي مع أسرتي أوقاتا جميلة، فكنا نشاهد معا مسلسلات كوميدية قديمة كانت تعرض في زمن الفن الجميل، وبعد مشاهدة عدة مسلسلات لم أعد أجد للأسف المزيد.

حصلت على إجازة من عملي لعدة أشهر، ووجدت ذلك فرصة لأقضي مع أسرتي أوقاتا جميلة، فكنا نشاهد معا مسلسلات كوميدية قديمة كانت تعرض في زمن الفن الجميل، وبعد مشاهدة عدة مسلسلات لم أعد أجد للأسف المزيد.

الاحد - 29 نوفمبر 2015

Sun - 29 Nov 2015



حصلت على إجازة من عملي لعدة أشهر، ووجدت ذلك فرصة لأقضي مع أسرتي أوقاتا جميلة، فكنا نشاهد معا مسلسلات كوميدية قديمة كانت تعرض في زمن الفن الجميل، وبعد مشاهدة عدة مسلسلات لم أعد أجد للأسف المزيد.

فخطرت في بالي فكرة كتابة سيناريو لمسلسل كوميدي يحيي ذكرى تلك المسلسلات، وقد يكون خطوة للارتقاء الكوميدي العفوي، بعيدا عن التصنع ومبالغات التكلف.

وبدأت في البحث عن كيفية كتابة النصوص الفنية، وبعد أيام بدأت بالكتابة لمسلسل من عشرين حلقة وكانت الأفكار سلسة والكتابة ممتعة.

وبعد كتابة عدة حلقات صدمني عدم قبول المخرجين بأقل من ثلاثين حلقة، وذلك يعني الابتذال في الكتابة لتغطية المساحة المطلوبة.

وبعد مدة من التفكير قبلت بذلك على مضض، وقد كانت الكتابة مرهقة لاحتياجي لكثير من المواقف والمواضيع والأفكار، فالحلقة الواحدة من نص المسلسل الأول جعلته في خمس حلقات، لهذا أرهقتني الكتابة فعلا.

وبعد كتابة خمس حلقات، علمت أن علي انتظار التعميد التلفزيوني ـ والذي تم إلغاؤه لاحقا ـ والذي لا تظهر نتائجه إلا قبيل رمضان، مما يعني كتابة 25 حلقة خلال شهر تقريبا، وكتابة الحلقات قبل التعميد قد تذهب أدراج الرياح في حال عدم التعميد.

ووجدت ذلك مناسبا للتوقف واعتذرت للمخرج وألغيت فكرة كتابة المسلسلات تماما، وتحولت لكتابة أفلام سينمائية اجتماعية كوميدية، وبعد الانتهاء من السيناريو والذي تجاوز ثمانين دقيقة، علمت أن المخرجين لا يقبلون نصوص الأفلام الطويلة، لأن تكلفتها عالية ولا يوجد مردود يعوض خسائر الإنتاج.

ولم يعد أمامي سوى كتابة الأفلام القصيرة، أو المسرحيات والتي لا تستهويني كتابتهما ولا أجد نفسي فيهما إطلاقا.

أعلم أن القصة طويلة ومملة، ولكن الشروط المفروضة إعلاميا تجعل الكاتب يكتب ما ليس مقتنعا به، والمخرج يخرج ما ليس مقتنعا به، والممثل يؤدي دورا غير مقتنع به، وبالتالي المشاهد الضحية الذي يضطر لمشاهدة ما ليس مقتنعا به.

لهذا إذا كنت «سيناريست» وخضعت للمطلوب تفقد إبداعك، وإذا تحررت من القيود الإعلامية تبقى كتاباتك حبيسة مكتبك، فعليك أن تختار بين أن تكون جيدا ومرفوضا، أو سيئا ومقبولا.

أحترم كل من يخوض هذا الجانب ولكن لا أعلم لماذا لا يتم إنتاج مسلسلات لا تتجاوز عشر حلقات أو خمس عشرة، فيتم عرض مسلسلين أو ثلاثة بمستوى راق بدلا من مسلسل طويل وثقيل وفارغ وممل.

ومسلسلات الزمن الجميل لا تتجاوز عشر حلقات أو اثنتي عشرة حلقة، وقد وضعت بصمتها الخالدة التي لم يزلها تطور الإنتاج وجمال الديكور وعمليات التجميل وتزييف الوقائع.

لست من هواة متابعة التلفاز، وأجهل كل ما يتصل بعالم الفن، ولكنني اشتقت لمشاهدة مسلسلات نبتسم أمامها متناسين أوجاع الحياة، ونتبادل الضحكات بعيدا عن الروتين الممل.

فثارت حماستي البريئة وسطرت ما أراه مقبولا، ولكن يبدو أن الكتابة أصبحت تجارة تخضع لكثير من الأنظمة والقوانين، رفضك لها يجعل ما تكتبه سلعة بائرة.