السعادة الزوجية المفقودة

الحديث عن الحياة الزوجية شائك، وكثرة الخلافات الزوجية لا تخفى على كل من يعيش في قفص الزوجية، ولم تعد معرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع الطرف الآخر أو فهم رغباته بالأمر السهل

الحديث عن الحياة الزوجية شائك، وكثرة الخلافات الزوجية لا تخفى على كل من يعيش في قفص الزوجية، ولم تعد معرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع الطرف الآخر أو فهم رغباته بالأمر السهل

الخميس - 26 نوفمبر 2015

Thu - 26 Nov 2015



الحديث عن الحياة الزوجية شائك، وكثرة الخلافات الزوجية لا تخفى على كل من يعيش في قفص الزوجية، ولم تعد معرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع الطرف الآخر أو فهم رغباته بالأمر السهل.

وأصبح مفهوم السعادة الزوجية يختفي بعد مرور أعوام على الزواج، ثم فور انقضاء عام، ثم انحصر في شهر العسل، ثم في فترة الخطوبة، ثم تلاشى مفهوم الوفاق الزوجي تقريبا.

لهذا تخصص العديد في هذا المجال، وانتشرت الكتب التثقيفية والدورات والمحاضرات التي تهتم بتوعية كل طرف لفهم كيفية التعامل مع طباع الطرف الآخر المختلفة.

ولكن ارتباط الزوجين ببعضهما لم ينشأ بسبب التطور الحضاري أو التمدن الفكري أو السير على القمر، فهو سنة الحياة منذ أوجد الله الإنسان.

ولو عدنا إلى التاريخ لوجدناه مليئا بالقصص والأحداث التاريخية والسياسية، التي تثبت مدى الانسجام والتفاهم والعشق والتضحية الذي يربط العلاقة بين المرأة والرجل، رغم انعدام الدراسات والدورات والمؤلفات التي تساعد كل طرف على فهم الآخر.

فما الذي حدث في زماننا وجعل العلاقة بين المرأة والرجل أو بين الزوجين معقدة وشائكة، ويشوبها الكثير من الخلافات والألم وانعدام الثقة.

أعتقد أن التفسير بسيط للغاية؛ هذا لأن الرجل يحتاج إلى التقدير والمرأة إلى الأمان، وكل منهما كان يوفر احتياجات الآخر الأساسية بالفطرة.

وحينما ظهرت فكرة حقوق المرأة والمساواة مع الرجل ومحاولة الصعود على أكتافه للوصول للمطلوب، تأثرت الحياة الزوجية وأصبحت المرأة مطالبة وناقمة ومحاولاتها لتغيير الرجل لا تنتهي، وانتقادها لأعماله وقصوره راديو لا يكل من الحديث، فضلا عن عمل المرأة الذي تساوت به مع الرجل فلم تعد ترى له عليها أفضلية أو قوامة.

وبهذا فقد الرجل التقدير أو الاحترام الذي يحتاجه لتكوين شخصية واثقة متزنة، وجراء ذلك وكردة فعل طبيعية بدأ يعبث في حياتها تعويضا لاحتياجاته المفتقدة، مما حرمها الشعور بالأمان والثقة به.

فضلا عن ابتعاد الرجل عن محيط الأسرة هروبا من الواقع، وتحميل الزوجة كل المهام والمسؤوليات بدءا من الأبناء وانتهاء بالأمور المالية.

وهنا تحاول المرأة تصحيح الأوضاع، فتحمل نفسها الكثير من العناء لإرضائه بطرق تزيد من استغلاله واستهتاره بواجباته، مما يجعلها قابلة للانفجار، ويجعله أداة للسخط والتجريح والتذمر غير المنتهي.

هذا تحليلي الشخصي للأوضاع الأسرية الحالية وأسبابها، بالتأكيد هذا ليس كل شيء، وبالتأكيد هناك مئات الأسباب والعوامل.

ولكن خلق الله الزوجين بطباع واحتياجات مختلفة، وهيأ كلا منهما حسب مسؤولياته، وحينما فقدت المرأة القناعة بالرجل بدأت تعبث بشخصيته، مما أعطاه كل الدوافع للعبث بحياتها بالكامل.

ولو نظرنا لحياة أمهاتنا وجداتنا، لوجدناها مليئة بقسوة الظروف والحياة، ولكن القبول الداخلي والقبول الاجتماعي للرجل، جعلهن سعيدات حتى في سردهن للذكريات المؤلمة.

واليوم غاية أمنيات الأزواج لا تتجاوز الهدوء المعيشي، بعيدا عن أكاذيب الرومانسية وأحلام السعادة الزوجية المفقودة.