برجس حمود البرجس

تطوير التعليم والمعلم

الثلاثاء - 17 ديسمبر 2019

Tue - 17 Dec 2019

لدينا رؤية طموحة تتحدث عن أعمال واستثمارات وتطورات على المستوى التجاري والصناعي والتعليمي والصحي والترفيهي، وبقية المكونات الرئيسية لمجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. وضمن أهم البرامج «برنامج تنمية القدرات البشرية» الذي يهدف إلى تحسين مخرجات منظومة التعليم والتدريب في جميع مراحلها، من التعليم المبكر إلى التعليم العام والجامعي حتى التعليم والتدريب المستمر مدى الحياة.

لسنا في مجال لسرد أهمية التعليم ومخرجاته لتحقيق الرؤية الطموحة، فالجميع يعلم ويقدّر أهمية التعليم ومخرجاته لتحقيق الأحلام والطموحات في جميع القطاعات والمجالات، ولكن ما هي مؤشرات قياس مخرجات التعليم؟ ونحن نعلم أن هناك مبادرات ممتازة عملت منظومة التعليم على تطويرها خلال الثلاث السنوات الماضية، السؤال: ما هي المخرجات التي نقيس عليها تطور التعليم؟

بطبيعة التعليم، لا يمكن قياس المخرجات بالمنظار الخارجي حتى يتم تفعيل المبادرات بشكل كامل أو شبه كامل، وهذا يحتاج إلى وقت طويل ليتضح انعكاس التطوير على تعليم الطلبة ومستوياتهم وقدراتهم ومهاراتهم ومدى جاهزيتهم لأن يكونوا أسلحة ننافس بهم الدول المتقدمة. لذلك يتوجب علينا إيجاد مؤشرات لقياس تطور التعليم على المدى القريب لتؤكد لنا إيجابية مؤشرات المدى البعيد.

تطور التعليم بطبيعته لا ينعكس على مخرجاته في يوم وليلة وعلينا الانتظار، ولكن أيضا هناك عناصر توحي بالتوجه السليم أو بوجود نقص بتلك العناصر.

اختبارات قياس للقدرات والتحصيلي وغيرها مؤشرات لم نرغب بها منذ البداية، ولكن مع مرور الوقت وصلنا إلى قناعة بأنها مؤشرات لقياس أداء ومخرجات المدارس والتعليم أكثر من أنها مؤشرات لقياس مستوى الطلبة، ولكن مع الأسف ضعف نتائجها أكد أن مخرجات التعليم لم تعطنا الاطمئنان الكافي.

من الضروري إبقاء اختبارات قياس القدرات والرجوع لها كمقياس أساسي لفكر ومهارات الطلبة، وهذا هو المقياس الأفضل لقياس تطور التعليم من عدمه. يجب أيضا أن ننظر إلى القبول بالجامعات، والذي أصبح مشروطا بالقدرات التي يكتسبها الطالب، يجب تخفيفها في شروط القبول ويجب أيضا تضمين اكتساب رفع القدرات للطلبة ضمن المراحل الجامعية.

كان لدي فضول خلال السنوات الأخيرة لمراجعة كتب الأبناء وبلا شك تحسنت الكتب والمناهج كثيرا وبفارق كبير عن السنوات السابقة، فربما لدينا مناهج من الأفضل عالميا، ولكن في جانب المهارات وتنميتها نلاحظ تقدما بسيطا فلا زلنا نقضي ساعات طويلة مع الأبناء والبنات في حل الواجبات المنزلية والحفظ دون تفكر أو إدراك للمواد التي يحفظونها.

هناك مؤشرات قياس أخرى للطلبة مثل المسابقات العالمية، فهذه مهمة كتمثيل للمملكة ولكن نحن في هذه الحالات نختار أفضل الطلبة وليس جميع الطلبة، وهذا مطلوب لتمثيل الوطن خير تمثيل، وتبقى أهمية لهذه المسابقات وتحديد المستويات لكنها ليست بأهم من قياس مستوى جميع الطلبة، وهي أيضا ليست قياسا لتطوير التعليم.

تطوير التعليم ربما هو العنصر الأهم في برامجنا الطموحة فنحن نبني مستقبل المملكة، والتعليم يبني باقي القطاعات الأخرى، وأهم عنصر في تطوير التعليم هو تطوير المعلم، فتطوير المناهج وتطوير المباني وغيرها ليس أهم من تطوير المعلم وهو المسؤول الأول عن تطوير مهارات وإدراك وقدرات الطلبة، ولذلك علينا التركيز بكل ما أوتينا من قوة على الاستثمار بتطوير المعلم والمعلمة.

Barjasbh@