تعزيز التسامح حول العالم يمنح العيسى جائزة دولية

الأربعاء - 11 ديسمبر 2019

Wed - 11 Dec 2019








محمد العيسى خلال تكريمه بجائزة الإمام الحسن بن علي الدولية                    (مكة)
محمد العيسى خلال تكريمه بجائزة الإمام الحسن بن علي الدولية (مكة)
تقديرا لجهوده العالمية البارزة في تعزيز السلم والتسامح حول العالم كرم منتدى تعزيز السلم في أبوظبي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى، بجائزة الإمام الحسن بن علي الدولية لهذا العام، والاحتفاء به وتسليمه الجائزة من قبل وزير التسامح بالإمارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وذلك بحضور عدد كبير من الشخصيات العالمية الإسلامية والفكرية والسياسية حول العالم من ذوي الاهتمام بقيم السلم والتسامح.

وقال العيسى في سياق فعاليات المنتدى «إن المنتدى أحسن عندما اختار موضوع دور الأديان في تعزيز التسامح، إذ هو يرسل لقيادات الأديان حول العالم رسائل مهمة، تحمل في طياتها استدعاء مسؤولياتهم واستنهاض هممهم، ووضعها أمام محك الأخلاق والقيم».

وأضاف أن السماحة قيمة أصيلة من قيم الإسلام الرفيعة، وأن خلق السماحة يبدأ برحابة الصدر في استيعاب المخالف، ومن ثم السعي قدر الإمكان لتحويل مفهوم الاختلاف المجرد إلى مفهوم الإثراء والتعدد، فأفضل الإيمان «الصبر والسماحة»، كما يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم.

وأوضح أن كثيرا من النصوص الدينية يقرؤها بعضهم على أنها ضد قيم السماحة أو التسامح، فنبه إلى جملة من الأمور قائلا «أولا، يجب فهم معانيها فهما صحيحا، وكثيرا ما تتضح الحقيقة للمعترض بعدما يقف على التفسير الصحيح للنص. وثانيا: العلم بالنصوص ذات الصلة، فكم من نص جاء تفسيره في نص آخر، وكم من نص جاء ليعالج ظرفية خاصة، ولا يتم تطبيقه إلا على أمثال ظرفيته فحسب، بينما يوجد نص آخر يتعلق بالموضوع نفسه لكن كقاعدة عامة، ولذا كان اجتزاء النصوص خطأ فادحا في فهم الشرائع».

وأضاف «وثالثا: فهم مقاصد النصوص الدينية التي جاءت بالرحمة والسماحة والسعة لتحقيق مصالح الناس جميعا في دينهم ودنياهم، فالشريعة لم تأت للتضييق والحرج ولا الصراع والصدام، وقد ذكر علماء الإسلام أنه حيثما كانت مصالح الخلق فهناك شرع الله، وأن الفتاوى والأحكام تختلف باختلاف ستة أمور: الأزمنة والأمكنة والأحوال والعادات والنيات والأشخاص»، مشيرا إلى أن «وثيقة مكة المكرمة» تحمل تلك القيم الرفيعة، وهي الوثيقة التي صادق عليها أكثر من ألف ومئتي مفت وعالم من سبعة وعشرين مذهبا وطائفة إسلامية، يمثلون جميع المكون الإسلامي في تجمع استثنائي في ظلال قبلتهم الجامعة بمكة المكرمة، حيث يعد الأول من نوعه في التاريخ الإسلامي».

يذكر أن الجائزة العالمية تهدف إلى تكريم الأعمال التي لها جهود فعالة وملموسة لتعزيز جهود السلام والتسامح، حاملة اسم أحد الرموز الإسلامية، وهو الصحابي الجليل الإمام الحسن بن علي - رضي الله عنهما - الذي قال عنه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».