أعضاء الكونجرس لإردوغان: لا نريد رؤيتك

لقاء بارد مع ترمب عقب تصريحات «لا تكن أحمق» و«تدمير تركيا»
لقاء بارد مع ترمب عقب تصريحات «لا تكن أحمق» و«تدمير تركيا»

الأربعاء - 13 نوفمبر 2019

Wed - 13 Nov 2019

بعد أسابيع من التصريحات المتبادلة المتوترة والمواقف المتضاربة أحيانا، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نظيره التركي رجب طيب إردوغان في البيت الأبيض أمس.

ويتباهى ترمب بأنه يحسن التفاوض مع القادة المتسلطين، لكن مفاوضاته مع إردوغان في الأسابيع الأخيرة اتسمت بالفوضى وأثارت تساؤلات فعلية حول استراتيجيته في سوريا.

وبعد إعلان ترمب سحب القوات الأمريكية المنتشرة على نقاط حدودية في شمال شرق سوريا، شنت أنقرة في التاسع من أكتوبر هجوما عسكريا على القوات الكردية المدعومة من التحالف الدولي لتصدرها القتال ضد تنظيم داعش، ووجه ترمب حينها إلى إردوغان رسالة غير مألوفة النبرة بين الرؤساء، ختمها بالقول «لا تكن متصلبا، لا تكن أحمق».

وإزاء موجة الانتقادات الشديدة الموجهة إليه، بما في ذلك من حلفائه، شدد ترمب اللهجة لاحقا وهدد بـ «تدمير» الاقتصاد التركي، وأمر بفرض عقوبات على تركيا، رفعت بعد التوصل إلى اتفاق حول سوريا في منتصف أكتوبر.

لكن التخلي عن الحلفاء الأكراد وإيجاد فراغ على الساحة السورية (ملأته روسيا) أثارا غضب عدد من أعضاء الكونجرس من ديمقراطيين وجمهوريين على السواء.

وكتب أعضاء من الكونجرس من الطرفين في رسالة أعلن نصها «نعتقد أن الوقت غير مناسب لاستقبال الرئيس إردوغان في الولايات المتحدة، ونحضك على سحب دعوتك».

ويرى معارضو الزيارة أن استقبال إردوغان بمراسم حافلة في البيت الأبيض سيكون بمثابة هدية له تعزز موقفه. وعلق مسؤول في وزارة الخارجية، طلب عدم كشف اسمه، «لا بد لنا من التباحث مع تركيا بشأن سوريا. يجب ألا نرى في هذا النوع من الزيارات مكافأة، بل أداة دبلوماسية». كذلك أثارت مواقف ترمب والهجوم التركي توترا حادا داخل حلف الأطلسي الذي يخشى عودة تنظيم الدولة الإسلامية إلى الظهور.

وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة بعدم وجود أي تنسيق مع الولايات المتحدة حول هذا الملف، معتبرا أن حلف الأطلسي في حالة «موت دماغي».

ويأتي اللقاء بين ترمب وإردوغان عشية اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية على مستوى وزاري في واشنطن، استجابة لطلب عاجل من وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان، إثر إعلان سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا.

وفي الملف السوري تكثر المواضيع الخلافية بين أنقرة وواشنطن، فعلى الرغم من احتجاجات واشنطن اشترت تركيا أنظمة صاروخية روسية مضادة للطائرات من طراز «إس 400». وردا على ذلك استبعدت الولايات المتحدة تركيا من برنامج تطوير الطائرات المقاتلة إف -35 ، على الرغم من استثمارات أنقرة الطائلة في هذا المشروع.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، روبرت أوبراين، لشبكة سي بي إس الأحد «إننا غاضبون للغاية. لا مكان داخل حلف الأطلسي لشراء كميات ضخمة من الأسلحة من روسيا».

وشهدت زيارة إردوغان الأخيرة إلى واشنطن في مايو 2017 مواجهات عنيفة بين جهاز حراسته ومتظاهرين مؤيدين للأكراد أمام مقر السفير التركي في واشنطن.

ووجهت النائبة الجمهورية ليز تشيني رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو تطلب منه فيها منع أي شخص يرافق الرئيس التركي في زيارته، وشارك في الهجوم على مواطنين أمريكيين كانوا يتظاهرون سلميا، من الدخول إلى الأراضي الأمريكية. وكتبت في الرسالة «استخدام نظام إردوغان العنف أينما كان أمر لا إنساني وغير مقبول».