3 سيناريوهات تنتظر لبنان

رئيس الوزراء اختار إرادة الشعب.. والمتظاهرون يريدون رأس الأفعى
رئيس الوزراء اختار إرادة الشعب.. والمتظاهرون يريدون رأس الأفعى

الأربعاء - 30 أكتوبر 2019

Wed - 30 Oct 2019

ماذا سيحدث في لبنان؟

هل يسطو حزب الله على الحكم ويبدأ في تشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة الحريري؟

وهل يهدأ الشعب اللبناني مع التغييرات القادمة، أم تستمر احتجاجاته وثورته لاقتلاع كل رؤوس الفساد وعلى رأسهم أتباع إيران؟

3 سيناريوهات منتظرة ربما تشهدها الأيام المقبلة في أعقاب تغليب سعد الحريري مصلحة الوطن، وإعلان استقالته نزولا عند رغبة الشارع، لكن ما ينتظر لبنان الجريح الذي تتصارع عليه 18 طائفة أقصى مرارة وقد يكون أكبر من كل التصورات، ويتجاوز السيناريوهات التي يقبلها العقل.

رأس الأفعى مطلوب

لم تتوقف المظاهرات والاعتصامات عقب استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، فالمتظاهرون يريدون رأس الأفعى، يعملون على إسقاط كل القيادات التي تنفذ الأجندة الإيرانية في بلادها، والتي حولت بلدهم إلى وكيل ضعيف للمرشد الأعلى علي خامنئي.

عاد المتظاهرون بقوة في بيروت وطرابلس وصيدا ومدن أخرى، ملؤوا ساحات التظاهر والاعتصام في أجواء احتفالية أعقبت تقديم سعد الحريري استقالة حكومته التي لم يبت فيها الرئيس ميشال عون، احتفلوا بتنحي الحريري لإرادة الشعب، أشعلوا أضواء هواتفهم ورفرفت الأعلام اللبنانية وأطلقوا بالونات وقرعوا الطبول للتعبير عن سعادتهم بالخطوة التي أقدم عليها بعد نحو أسبوعين من احتجاجات شعبية تهز البلاد.

نباح وكلاء طهران

فيما وصفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الاحتجاجات التي يشهدها لبنان والعراق بأنها ثورة ضد أذرع إيران الفاسدة في المنطقة، استمر نباح الأمين العام لميليشيات حزب الله الإرهابية حسن نصر الله، ودعواته لوقف التظاهرات في لبنان، بعدما ضرب أنصاره المتظاهرين على جسر الرينغ وسط بيروت، ومنعوهم من الوصول إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء، وهدموا خيام المعتصمين ضمن حملة رعب ممنهجة ينفذونها بأوامر نظام الملالي الإيراني.

وفي حين اختار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري خيار الشعب وغلب مصلحة وطنه وتقدم باستقالته لتهدئة الأوضاع وتجنيب البلاد شر الانقسامات، ظهر التدخل الإيراني من جديد، عبر بيان لوزارة الخارجية، ورسائل موجهة للطوائف والأحزاب التي زرعتها طهران وكبرتها، وجاء الوقت لتكتوي بنارها.

اتهامات نصر الله

خرج الأمين العام لما يسمى بحزب الله، حسن نصر الله، بوابل جديد من الاتهامات التي اعتاد على إطلاقها بين كل فترة وأخرى، وظهر مخلصا ووفيا لأسياده في إيران، منفذا لتعليمات مرشده الأعلى. اتهم المحتجين بأنهم يتقاضون أموالا من أعدائه الأجانب في الخارج، وأنهم يسعون لتنفيذ أجندتهم، وقال إنه ينبغي إعادة فتح الطرقات التي أغلقها المتظاهرون والتصدي لكل تصرفاتهم.

في المقابل، قام أنصاره ومعهم أعضاء حركة أمل بالاعتداء وضرب المحتجين عند جسر الرينغ في وسط العاصمة بيروت، قبل أن يصلوا إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء، حيث هدموا خيام المعتصمين، الأمر الذي استدعى تدخل شرطة مكافحة الشغب.

ونقلت «سكاي نيوز» عن شهود عيان أن قوات الأمن لم تتدخل في البداية لوقف الاعتداء على المتظاهرين بالعصي، والذين شوهدوا وهم يركضون ويطلبون المساعدة. وفي النهاية تم إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.

كيف تصدى الحريري للأزمة؟

أجرى الحريري محاولات عدة لاحتواء الأزمة قبل استقالته، لكنه انحنى لإرادة المتظاهرين وغلب المصلحة العامة، وأعلن أنه استقال من رئاسة الحكومة استجابة لمطالب الشارع اللبناني، بعد أن شهدت بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب حراكا شعبيا نادرا وعابرا للطوائف على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين. ومر الحريري بـ3 مراحل قبل استقالته:

1 - خرج في اليوم الثاني للاحتجاجات وقال «سأتكلم بصراحة. أتمنى من اللبنانيين أن يسمعوا بدقة بعيدا عن المزايدات، اللي شفناه إمبارح وجع اللبنانيين وحاسس ومعترف بيه ومع كل تحرك سلمي للتعبير عنه، المهم كيف يمكن معالجة ذلك».

وتابع «الوجع انفجر بالشارع إمبارح، بقالي أكتر من 3 سنوات بحاول أعالج أسباب الوجع دا وتقديم حلول حقيقية، من أكتر من 3 سنوات قلت لكل شركاء الوطن إن بلدنا انفرضت عليه ظروف خارج إرادته، وبيصرف سنة بعد سنة أكتر مما يدخل وأصبح الدين كبير، الكهرباء بتكلف الدولية 2 مليار دولار بالسنة، والرواتب اللي ملتزمين بيها تبين أنها فاقت التوقعات وتكلف 2 مليار دولار عجز إضافي»

2 - عاد ليعقد مؤتمرا صحفيا بعد 5 أيام من الأزمة، كشف خلاله عن حلول واقعية تضمنت خفض رواتب الوزراء والنواب اللبنانيين إلى النصف، كما أكد أن الموازنة الجديدة لن تتضمن أي ضرائب إضافية، وأكد على أن المظاهرات نتيجة شعور الشباب بالغضب واليأس، وأيد إجراء انتخابات نيابية مبكرة، واعتبر أن «التظاهرات كسرت حواجز سياسية كثيرة واستعادت الهوية الوطنية الموحدة في لبنان»

3 - جاء ظهوره الثالث بعد 13 يوما من الأزمة، عندما أعلن تقديم استقالته، وقال «منذ ثلاثة عشر يوما والشعب اللبناني ينتظر قرارا بحل سياسي يوقف التدهور. وأنا حاولت طوال تلك الفترة أن أجد مخرجا نستمع من خلاله لصوت الناس ونحمي البلد من المخاطر الأمنية والاقتصادية والمعيشية. اليوم، لا أخفيكم، وصلت لطريق مسدود، وبات لزاما أن نحدث صدمة كبيرة لمواجهة الأزمة».

وأكد أن استقالته تأتي تجاوبا مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير، والتزاما بضرورة تأمين شبكة أمان تحمي البلد في هذه اللحظة التاريخية، وأضاف «ندائي إلى كل اللبنانيين أن يقدموا مصلحة لبنان وسلامته وحماية السلم الأهلي ومنع التدهور الاقتصادي على أي أمر آخر. ولكل الشركاء في الحياة السياسية أقول: مسؤوليتنا اليوم هي كيف نحمي لبنان ونمنع وصول أي حريق إليه. مسؤوليتنا هي كيف ننهض بالاقتصاد. هناك فرصة جدية يجب ألا تضيع»

السيناريوهات المتوقعة في لبنان

  • يتولى حزب الله تشكيل حكومته الخاصة، كونه يتمتع بالأغلبية النيابية

  • يسمح حزب الله بتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة، بعيدة عن الضغوط، تنقذ البلد وتبني دولة، وهو أمر يبدو صعبا

  • استمرار حزب الله في الضغط مع حلفائه لتشكيل حكومة لهم فيها أغلبية، ليبقوا داخل السلطة وشريكا في صنع القرار اللبناني




تدخل إيراني سافر

وفي تصريح وصف بأنه تدخل إيراني سافر في الشأن اللبناني، حث المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أمس، على ضرورة تضامن ووحدة جميع الطوائف والأحزاب والشخصيات اللبنانية.

وتعليقا على استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قال موسوي «نأمل أن يتخطى الشعب والحكومة في لبنان هذه المرحلة الخطيرة والحساسة بنجاح وتعاضد».

وفي حين ترمي طهران بكل وكلائها داخل الأزمة، علقت على الاحتجاجات قائلة «لا ننوي التدخل في القضايا الداخلية للدول الأخرى، والشعب اللبناني شعب ناضج، ومن الطبيعي أن يكون لديه مطالب، بحيث تقوم الحكومة اللبنانية بدراستها والإصغاء إلى صوت المحتجين».

حزب الله سبب المأزق

يرى الكاتب والباحث السياسي، أسعد بشارة، أن حزب الله وراء الأزمة التي تعيشها لبنان الآن، ويقول «حزب الله هو من أوصلنا إلى هذا الانهيار، فهو من يغطي الفساد، ويشارك فيه من خلال التعطيل الدستوري، والمعابر المفتوحة، وتهريب الأموال، وتهديد النظام المصرفي، وكل ما شهدناه في السنوات الأخيرة من تعطيل وتخريب».

ويرى بشارة في حديث فضائي لسكاي نيوز أن الحريري اتخذ قرارا شجاعا، معللا ذلك بالقول «الحكومة وإن كانت برئاسة الحريري إلا أن حزب الله مسيطر على مقاليد الأمور، إذ تسلم القرارات الكبرى، ووضع لبنان تحت الوصاية الإيرانية، وعزله عن محيطه العربي وقتل حياته السياسية، وأوصله إلى الانهيار الاقتصادي».