توماس فريدمان بالرياض!

للذي لا يعرف فريدمان، يعتبر هذا الرجل خطيرا جدا لسببين: الأول أنه يكتب في صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، وهي الصحيفة الأكثر توزيعا على مستوى العالم، والأكثر تأثيرا على النخبة السياسية والثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه ثانيا يتقدم قائمة كتاب الصحيفة الأكثر حضورا. لهذا مقاله ينشر يوم الأحد، وهو اليوم الأهم للصحف الورقية في الغرب.

للذي لا يعرف فريدمان، يعتبر هذا الرجل خطيرا جدا لسببين: الأول أنه يكتب في صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، وهي الصحيفة الأكثر توزيعا على مستوى العالم، والأكثر تأثيرا على النخبة السياسية والثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه ثانيا يتقدم قائمة كتاب الصحيفة الأكثر حضورا. لهذا مقاله ينشر يوم الأحد، وهو اليوم الأهم للصحف الورقية في الغرب.

الاثنين - 23 نوفمبر 2015

Mon - 23 Nov 2015



للذي لا يعرف فريدمان، يعتبر هذا الرجل خطيرا جدا لسببين: الأول أنه يكتب في صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، وهي الصحيفة الأكثر توزيعا على مستوى العالم، والأكثر تأثيرا على النخبة السياسية والثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه ثانيا يتقدم قائمة كتاب الصحيفة الأكثر حضورا. لهذا مقاله ينشر يوم الأحد، وهو اليوم الأهم للصحف الورقية في الغرب.

فريدمان زار الرياض السبت الماضي بدعوة من مركز الملك سلمان للشباب وأقيمت ندوة في قاعة المؤتمرات بمركز الملك عبدالله، وهي أول محاضرة تقام هناك، وتلقى العبد الفقير دعوة لحضور الفعالية، لأن هناك سؤالا ملحا من سنوات، وفريدمان له مجموعة مقالات هاجم فيها السعودية وسياستها، ونقدها بشكل لاذع، وهذا حق لكل صحافي، لكن المشكلة أنه اتهمها بالإرهاب ودعمه، وهذه تهمة لها تأثيراتها وانعكاساتها، خصوصا عندما تأتي من رجل، متخصص في دراسات الشرق الأوسط من جهة، وتسمع كلمته ويثق بها الملايين من جهة أخرى.

بدأ الرجل محاضرته باندفاع عن (العولمة) وتأثيراتها على المستوى المحلي والدولي، وانعكاساتها على المواطن العادي. حدثنا عن أن فيس بوك هو أكبر موقع بالعالم فيه مشتركون ومع هذا هو لا يقدم أي محتوى! حدثنا عن شركة أوبر، أكبر شركة تاكسي بالعالم، وهي لا تمتلك سيارة أجرة واحدة! حدثنا عن بي آن بي، أكبر شركة فندقة بالعالم، وهي لا تمتلك فندقا واحدا! ولذا نحن نعيش في بداية ثورة معلوماتية لم يمر على التأريخ البشري مثلها! من يعيش في هذا الزمن ويمتلك مقومات الحياة الأساسية فهو في فترة ذهبية من التاريخ يجب أن يشعر بقيمتها.

من جهة أخرى سيارات قوقل تعمل بدون سائق، تحت نظام القيادة الآلية، وهي فكرة ما زال البعض إلى هذه اللحظة يعدها ضربا من الجنون وأفلام الخيال، قطعت أكثر من مليون وخمسمئة ألف كيلومتر، نتج عنها 12 حادثا مروريا فقط! الأكثر دهشة أن هذه الحوادث الاثني عشر كلها من الخلف، وبسبب سائق (بشري)، وفي نظام المرور من يرتطم بك من الخلف الخطأ عليه بنسبة 100%!

المحاضرة جميلة - نوعا ما - مع تحفظ الإنسان على بعض جوانب العولمة، وضرورة التعامل معها بذكاء ومعرفة مداخلها ومخارجها، لأن هناك (لوبي غربي) تسيطر عليها شركات كبرى تفوق قدراتها بعض الحكومات، تحاول بسط نفوذها على مناطق شاسعة حول العالم. كذلك تأخر اللقاء عن موعده ساعة كاملة، مما جعل المحاضر يمازحنا (شكرا لتأخركم)، مع أن الحضور كانوا بالموقع قبل اللقاء! البعض في تويتر تفاعل بشكل سلبي ورفض فكرة اللقاء جملة وتفصيلا بحجة باهتة وعلامة ضعف، فليس لدينا شيء نخافه أو نخفيه، والحجة تدفع بالحجة والفكرة تواجه بالفكرة، وسرني أنه تأثر مما شاهده بالسعودية مؤخرا وقالها بالفم المليان: (لا أقول هذا مدحا لكم أو مجاملة، وسترى كلامي بمقالي الأسبوع القادم بصحيفة التايمز، لكن أبهرني ما رأيته بالسعودية، ويبدو أن القيادة الحالية - سلمان الحزم - لديها رؤية جديدة، وسرني - مثلا - أن غالب الجهات الحكومية لديها تطبيقات بالجوال وهناك شفافية في ازدياد بين المواطن والحكومة).

وختم حديثه بذكر أمير سعودي شاب اسمه (محمد بن سلمان) وأن هذا رجل المرحلة، وبوجود مثل هذا الشاب الطموح في منصب قيادي، يطمئن أن مستقبل السعودية وشبابها سيكون على أفضل حال.