اقتصاديون: استعادة أرامكو طاقتها الإنتاجية قبل الموعد المحدد ستنعكس على قيمتها السوقية

السبت - 28 سبتمبر 2019

Sat - 28 Sep 2019

جماعية للعاملين في إصلاح منشآت الشركة (أرامكو السعودية)
جماعية للعاملين في إصلاح منشآت الشركة (أرامكو السعودية)
عد اقتصاديون استعادة أرامكو السعودية لطاقتها الإنتاجية من النفط خلال أيام من تعرض معملي بقيق وخريص لاعتداء إرهابي جبان تسبب في وقف نصف إنتاج المملكة من النفط، إنجازا جبارا ومذهلا تحقق قبل الموعد المحدد من الشركة بنهاية الشهر الحالي، لافتين إلى أن ذلك يؤكد مصداقية الشركة وموثوقيتها، وسينعكس بشكل إيجابي على اكتتاب الشركة بعد طرحها في الأسواق.

وكان الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» محمد باركيندو، أشار في مقابلة مع وكالة بلومبيرج إلى أن السعودية أعادت إصلاح المنشآت التي تضررت من هجمات الطائرات المسيرة التي تعرضت لها في وقت سابق، مؤكدا أن السعودية استطاعت خلال وقت قياسي استعادة قدراتها في إنتاج النفط.

كفاءة الأداء

وأشار المستشار الاقتصادي والمالي فضل البوعينين إلى أن السرعة في إصلاح ما أحدثه العمل التخريبي في معامل أرامكو في بقيق وخريص تعكس كفاءة شركة أرامكو التشغيلية وقدراتها الاستثنائية في مواجهة الأزمات الطارئة، لافتا إلى أن تخريب منشآت نفط وغاز واشتعال النار فيها ليس بالأمر الهين خاصة أننا نتحدث عن تجمع نفطي يعالج أكثر من 6 ملايين برميل يوميا، جازما بأن ما قامت به أرامكو هو عمل استثنائي ولم يسبق لأي شركة نفط أن قامت به من قبل. وهذا يعزى لقوة أرامكو ومنهجية عملها وآلية تحوطها وكفاءتها المتقدمة في متطلبات مواجهة الأزمات، وتطبيقها معايير السلامة بدقة متناهية.

تريث القيادة

وأوضح البوعينين أن القيادة تعاملت بحكمة وأناة مع الحدث؛ وارتأت أن تشرك المجتمع الدولي في التحقيقات بدل أن تتفرد بها؛ وهي تعتمد في هذا على أن النفط المستهدف هو جزء من أمن الطاقة العالمي وهو جزء من مقومات الاقتصادات العالمية لذا من الحكمة أن تكون الدول المتضررة من الاستهداف جزءا من التحقيق، مبينا أن الحشد في مرحلة التحقيق سيقود إلى حشد مماثل في محاسبة من نفذ العمل التخريبي ليكون الرد تحت مظلة دولية ومدعوما من الأمم المتحدة المشاركة في التحقيق.

وأكد أن المملكة نجحت في توفير الحشد الدولي في مرحلة التحقيقات والمرحلة الأكثر أهمية وهي مرحلة الرد على من خطط ونفذ ودعم العمل التخريبي.

قياس المواقف الدولية

وذكر أن النتائج بعد أن تظهر ستقيس فاعلية المواقف الدولية لوقف الأعمال التخريبية التي تستهدف المنشآت النفطية والاقتصادية بشكل عام، مشددا على ضرورة قرن الأقوال بالأفعال والمحاسبة، فعدم قرن الأقوال بالأفعال يشجع إيران ووكلاءها وجميع الدول المارقة في المنطقة على الاستمرار في تهديد أمن الطاقة العالمي واستهداف المنشآت النفطية وبالتالي استهداف الاقتصاد العالمي.

لا بد من دفع الثمن

وطالب بأن يدفع المسؤول عن العمل التخريبي الثمن أولا من ناحية التعويضات المالية عن المعامل المدمرة وحجم الإنتاج المتوقف والتكلفة الكلية لها لأنه حرم المملكة من عوائد النفط المتوقف بسبب الاستهداف؛ وثانيا من الناحية السياسية والقانونية وأخيرا من حيث تحقيق أمن المنشآت النفطية وردع كل من تسول له نفسه استهدافها، مضيفا أنه ما لم يتم تحقيق تلك المتطلبات فمن المتوقع أن تستمر الدول المارقة في تهديد الاقتصاد العالمي وليس دول النفط الخليجية فحسب.

سعر مناسب

بدوره أوضح المختص في الطاقة إبراهيم الصعب أن استعادة 50% من الطاقة الإنتاجية التي فقدت بعد الهجوم الإرهابي ليس بالأمر السهل، إلا أن الأمر يدل على أن أرامكو تملك من الاحتياطات والاستعدادات للطوارئ ما لا تملكه الكثير من الشركات العالمية، وهو ما يعزز قوتها كأكبر المنتجين، مشيرا إلى أن المملكة حرصت على موازنة مصالحها ومصالح المستهلكين، منوها إلى أن عودة الإنتاج ستنعكس إيجابا على الأسواق العالمية، حيث الحد من ارتفاعات جديدة، مبينا أن السعر المناسب يخدم المنتجين والمستهلكين والوسطاء ويحافظ على نسبة معقولة من النمو في الاقتصاد العالمي.

تهدئة المخاوف

وشدد المستشار النفطي محمد الخليل على أن عودة الطاقة الإنتاجية تعطي مزيدا من الثقة بشركة أرامكو السعودية في الأسواق الدولية، وتهدئ المخاوف من ارتفاعات كبيرة تؤدي إلى تباطؤ في النمو، مشددا على أهمية السعي لنيل المعتدي جزاءه على الأقل بإجباره على تعويض الخسائر التي لحقت بالشركة والاقتصاد الوطني.

وأوضح أن مستقبل أسعار النفط خلال الربع الأخير مرهون بالعرض والطلب مع استمرار الحرب التجارية المستمرة بين واشنطن وبكين، بالإضافة إلى المشكلات القانونية التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي داخل بلاده مع الكونجرس، لافتا إلى أن الاقتصاد الأوروبي يعاني من دخوله في ركود قد يستغرق وقتا أكثر ويتزامن مع خروج بريطانيا بدون اتفاق من الاتحاد الأوروبي والفوضى السياسية في بريطانيا على خلفية بريكست.

الأكثر قراءة