أطباء ومشاهير يضللون النساء بجهاز كاذب

في حين استدعت الهيئة العامة للغذاء والدواء إحدى شهيرات «التواصل الاجتماعي» بعد تسويقها ادعاءات غير دقيقة تؤكد قدرة جهاز على الكشف المبكر عن سرطان الثدي، حذرت مسؤولة بالبرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي من الجهاز قبل صدور بيان الهيئة.

وأوضحت مديرة برنامج مكافحة السرطان في وزارة الصحة الدكتورة فاتنة الطحان لـ»مكة»، أن الجهاز لم تثبت فائدته علميا في الكشف عن سرطان الثدي، بل توجد أبحاث تدل على خطورة انتشاره واستخدامه، ويسوق له ليس فقط من قبل مشاهير مواقع التواصل ممن لديهم ملايين المتابعين أغلبهم نساء، وأضافت «للأسف يساعدهم في التسويق أطباء وطبيبات يفترض بهم التحلي بالأمانة العلمية، ولكنهم ينساقون خلف الإعلان له تحت إغراء الكسب المادي، دون الاكتراث لما يمكن أن يتسبب إعلانهم من أضرار على النساء السليمات أو المصابات بالسرطان ولم يكتشفن ذلك بعد، إذ يجعلهن يعتقدن أن الجهاز كاف لكشف السرطان لديهن في حال وجوده، وبالتالي يتوقفن عن الذهاب للمستشفى لإجراء الكشف بتقنيه الماموجرام وهي الطريقة المثبتة علميا للكشف مبكرا عن سرطان الثدي، مما يؤخر اكتشاف السرطان في حال وجوده ويجعله يصل لمرحلة يصعب علاجه فيها وهذا يعرض حياة النساء للخطر».

وقالت إن جهات عدة تواصلت سابقا معها لإدراج الجهاز ضمن البرنامج الوطني للكشف المبكر عن سرطان الثدي في الوزارة، إلا أنها رفضت ذلك، وتساءلت عن كيفية دخول الجهاز للسعودية، وهو غير مصرح به من قبل هيئة الغذاء والدواء، مؤكدة ضرورة سن قوانين تمنع تسويق أي منتجات تحمل ادعاءات طبية غير مثبتة علميا.

من جانبه أكد الأستاذ المشارك في قسم الهندسة الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور نزيه العثماني أن هذا الجهاز سبق أن حذرت منه هيئة الغذاء والدواء في عام 2016م بعد أن جرى الترويج له حينها، وسحبت الكميات من الأسواق، كما أن الكتيب الإرشادي الصادر من المصنع الذي صنع الجهاز ذكر فيه أنه ليس بديلا للفحص المبكر بواسطة تقنية الماموجرام في المستشفيات، وأن الجهاز غير قادر على كشف السرطان في مراحله المبكرة، وربما يكشف عنه في المراحل المتقدمة فقط، ولذا فالإشكالية هي في التضليل والخداع الذي يتبعه المسوقون وبينهم أطباء وحملة شهادات عليا بقولهم إن الجهاز قادر على الكشف عن جميع مراحل سرطان الثدي.

وقال إن دخول الجهاز للسعودية رغم عدم التصريح له قد يكون من خلال تضليل الشاحن لبيانات الشحنة، بحيث لا تمر على هيئة الغذاء والدواء، وبالتالي لا تصادر، وأن الهيئة لا بد أن تتبع طريقة دخول الشحنة، وتتجاوز الغرامة مليون ريال، إضافة لعقوبات أخرى، كما سيحاسب كل من سهل دخول الشحنة إن وجد.

وبحسب بيان هيئة الغذاء والدواء فإن المسوقة ظهرت في مقطع فيديو بمنشأة طبية لشرح ميزات جهاز Breastlight والتسويق له بادعاءات غير دقيقة، مشيرة إلى أنها ضبطت المنتجات الموجودة لدى المنشأة الطبية، كما استدعت صاحبة الحساب لاستكمال الإجراءات النظامية.

وشددت الهيئة على أن هذا النوع من الأجهزة لا يمكن الاعتماد عليه في التشخيص ولا يغني عن الكشف بواسطة الأشعة السينية «الماموجرام».

ولفتت إلى أن الإعلان عن أي جهاز أو منتج طبي يتطلب الحصول على تصريح مسبق من الهيئة التي تتحقق من صحة الادعاءات الطبية بالإعلان، ومن وجود أبحاث إكلينيكية معتبرة تثبت سلامة وكفاءة الجهاز، مشيرة إلى أن مخالفة هذا الأمر يعرض المخالف لعقوبات لائحة

رقابة الأجهزة والمنتجات الطبية.