حمد القميزي

بناء الثقة نجاح للمؤسسات

الاحد - 01 سبتمبر 2019

Sun - 01 Sep 2019

يسعى المهتمون بالعمل الإداري للبحث عن أهم العوامل التي تؤدي إلى نجاح المنظمات والمؤسسات، ويسعى الباحثون والمختصون لدراسة وتحليل مفاهيم وعناصر تنظيمية مختلفة، بهدف الوصول إلى تحديد هذه العوامل التي تحدد النجاح المستمر أو التميز في الأداء.

وعلى الرغم من تعدد الرؤية والاختلاف في وجهات النظر في تحديد معايير النجاح أو التميز في الأداء باختلاف القطاع والصناعة، إلا أنه من الممكن تحديد عوامل مشتركة للنجاح أو التميز الأدائي للمنظمات على اختلاف قطاعاتها.

وتمثل الثقة بأنواعها أهم عوامل النجاح في المؤسسات والمنظمات، ومن أبرز أنواع الثقة في المنظمة والمؤسسة ثقة الموظفين بالمدير أو الرئيس، وثقة الرئيس أو المدير بالموظفين، وثقة الموظفين بالموظفين، وثقة الجمهور والعملاء بالمنظمة أو المؤسسة، وثقة المنظمة أو المؤسسة بالجمهور والعملاء، وثقة الرئيس بنفسه، وثقة الموظفين بأنفسهم.

ويستطيع قادة المنظمات ومنسوبوها بناء ثقة الآخرين بمنظماتهم ومؤسساتهم من خلال عدد من الاستراتيجيات، من أبرزها:

- القدوة: بحيث يكون القادة والموظفون قدوة حسنة لمن حولهم، ومن أبرز ما يعزز ذلك إظهار القدرة على قيادة النفس لنحظى بثقة من حولنا، وأن نقوم بالعمل الصحيح دائما، ومن يكون قدوة يفضل أن يخسر وهو يفعل الشيء الصحيح على أن يفوز وهو مخطئ.

- تشجيع قدرات الأفراد: ينبغي للقيادات الإدارية أن تشجع العاملين والموظفين على الإيمان بقدراتهم من خلال إعطائهم مهام تتناسب مع قدراتهم، وأحيانا تتحدى قدراتهم. ومن قال: لا أستطيع، قل له: حاول.

- المساءلة: ليس هناك بشر معصوم عن الخطأ، لكن إذا ما ارتكبت خطأ ما، عليك تحمل المسؤولية، سواء كان ذلك على مستوى فردي أو على مستوى العمل والإدارة. وغالبا ما يكون الناس متسامحين تجاه خطأ ما إذا أظهر الفرد تحمله للمسؤولية عنه، وتصرف بسرعة لتصحيح الخطأ.

- الاستماع للآخرين: الاستماع للآراء، والانفتاح لتقبل أفكار الموظفين ووجهات النظر والإنصات لردود أفعالهم، والاتصال الفعال مع الموظفين وتزويدهم بمستجدات المعلومات والتطورات التي تحدث في المنظمة، سواء كان ذلك بشكل رسمي أو غير رسمي، وكذلك الأمر يتعلق بالعملاء الذين يشكلون حجر الأساس في نجاح المنظمات، وهو من أهم الأمور في بناء الثقة بين الموظفين والمؤسسة من جهة ومع المستفيدين من جهة أخرى.

- الوضوح (وضوح التوقعات): يمكن للقادة توضيح ما يتوقعون من موظفيهم القيام بفعله، حيث أظهرت الأبحاث أن نحو 80% من الصراعات المؤسسية أساسها التوقعات غير الواضحة، فكن واضحا دائما، فالشخص الغامض لا يفضل التعامل معه على الإطلاق.

- التزام الصدق: عندما تلتزم القيادات بما تقوله لموظفيها والعاملين معها فسوف يثق الجميع بهم، وإذا لم نستطع أن نلتزم بالكلمات التي تفوهنا بها يمكننا أن نكون صادقين حيال السبب الذي دفعنا إلى ذلك، ولنتعلم الاستماع دائما إلى الآخرين، فربما يكونون على صواب.

- تطوير السلوك الإيجابي: فبدلا من التركيز على الأحداث السلبية وتوقع الأسوأ، لنبذل مزيدا من الجهد للتركيز على الإيجابيات وتوقع النتائج الإيجابية. هذا قد لا يكون سهلا، لكن مع الممارسة والنظر في المآلات الإيجابية يسهل ذلك.

أخيرا: لتعزيز الثقة ونجاح العمل المؤسسي على قيادات هذه المؤسسات بذل ما يستطيعون من الجهد، والتحدث مع أنفسهم والآخرين بحديث إيجابي، والمثابرة على العمل، والتعلم من الفشل واعتبار ذلك خطوة تقودنا إلى النجاح. وأن نكون جديرين بثقة الآخرين خير لنا من أن نكون جديرين بحبهم. وتذكر: عدم وجود أحد تثق به سيشعرك بألم أكبر.