6 يطبخون قرارات المرشد الإيراني

الاحد - 18 أغسطس 2019

Sun - 18 Aug 2019

لماذا تستفز إيران ناقلات النفط والسفن التجارية التي تمر من مضيق هرمز؟

وما الذي يدفع طهران إلى تكريس جهودها لتبقى دائما في حالة حرب مع المجتمع الدولي؟

ومن جعل حكومة الملالي تضع على رأس أولوياتها الاستثمار في الصواريخ الباليستية؟

يضع معهد واشنطن للدراسات السياسية، والمشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة (AEI) صورة واضحة لصناع القرار داخل إيران، بناء على فهم عميق لاستراتيجية وعقلية نظامها الإرهابي، مشيرا إلى أن الأمر ليس وليد اللحظة، بل متغلغل في التاريخ الإيراني منذ اندلاع الثورة الخمينية قبل 40 عاما، ويستند على مرض الزعامة والهيمنة الذي يسيطر على الشخصية الإيرانية على مدار عقود طويلة.

الهويات المتناقضة

السياسات الخارجية لإيران معقدة بسبب التعددية، وفي بعض الأحيان الهويات المتناقضة التي اكتسبتها عبر تاريخها «الفارسي والإسلامي والشيعي والثوري».

ولا تزال القومية الإيرانية المعاصرة والمصالح الوطنية في صراع مع الأهداف العالمية للثورة، فكثيرا ما تعوق الشيعة الإيرانية رسائلها الإسلامية تجاه الأغلبية السنية في المنطقة، في حين أن مذهبها الديني الثوري يفصلها عن زملائها الشيعة في العراق وفي أماكن أخرى، وبحسب موقع معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة (AEI) ومعهد واشنطن توجد عدد من الأبعاد التي تحدد السياسية الإيرانية.

من يصنع القرار في طهران؟

إضافة إلى المصالح الوطنية المستمرة، والموروثات التاريخية، والأيديولوجية، والمعتقدات المشتركة، فإن فهم أنماط صنع القرار في الدولة هو المفتاح لبناء نموذج للثقافة الاستراتيجية.

ومن الأفضل وصف عملية صنع القرار التي يتخذها النظام الإيراني بشأن المسائل الأمنية على أنها عملية توافقية بين القادة السياسيين والعسكريين الرئيسيين، ويمكن أن يبدو هذا النوع من صنع السياسات غامضا وغير عملي، ولكن في الممارسة العملية، يمكن للحكومة اتخاذ القرارات بكفاءة عالية، وقد تطورت المنظمات والقيادات الأمنية الإيرانية وأصبحت محترفة مع مرور الوقت، وذلك بحسب مؤسسة راند.

المرشد الأعلى

بحسب موقع جلوبال سيكيوريتي، يعد المرشد الأعلى علي خامنئي مثل رئيس الولايات المتحدة، هو القائد الأعلى لجميع قوات الأمن والجيش، يتم اتخاذ القرارات المتعلقة باستخدام القوة التقليدية أو تغيير السياسات الخارجية الرئيسية أو توجيه أعمال المنظمات شبه العسكرية السرية التي تنفذها إيران وتنفيذها من خلال القنوات المباشرة وغير المباشرة تحت إشراف المرشد الأعلى.

6 يؤثرون في المرشد

مستشار السياسة الخارجية للزعيم الأعلى، علي أكبر ولايتي.

مستشاره العسكري، يحيى رحيم صفوي.

رئيس أركان مكتبه، محمد محمدي غوليجاني.

رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام علي موفادي كرماني .

رئيس لجنة الأمن والدفاع (ووزير الدفاع السابق) أحمد وحيدي.

والأكثر شهرة، قاسم سليماني، قائد النخبة، قوة القدس فيلق الحرس الثوري .

عادة ما يكون لهؤلاء الأفراد خط اتصال مباشر مع خامنئي والعديد من أعضاء المجلس، ويساهمون في طبخ القرارات التي يتخذها المرشد

الأبعاد الرئيسة للسياسة الإيرانية

الصراع الطائفي


يعد النظام الإيراني نفسه زعيما للشيعة في جميع أنحاء العالم، وتعتقد طهران أن لديها مسؤوليات أخلاقية خاصة لحماية المزارات الشيعية المهمة في العراق وسوريا، وتتمتع طهران بسهولة الوصول النسبي إلى الجماعات الشيعية في بلاد الشام والعراق، خاصة بعد سقوط صدام حسين في 2003، وتجد الدول الأخرى صعوبة في التأثير على هذه الفئة بسبب الخدمات اللوجستية، والبيئة الأمنية.

وتطمح إيران إلى قيادة العالم الإسلامي، لكن سياساتها الإقليمية كثيرا ما تقوض هذا الهدف وتذكي الصراع الطائفي غير المرغوب فيه، ويثير تعاونها في السر والعلن مع جماعات في دول متعددة القطاعات مثل العراق والبحرين وسوريا ولبنان واليمن، الشكوك والمخاوف من محاولة الهيمنة الإيرانية على المنطقة.

التفجيرات الانتحارية

اعتمدت إيران على التفجيرات الانتحارية بشكل مكثف خلال الحرب العراقية الإيرانية، واستخدم النظام ما أسماه بـ»الاستشهاد» لإطالة الدعم لحملات المليار بعد فترة طويلة من توقفها عن تحقيق أهدافها.

اتخذ الاستشهاد شكلا جديدا عندما بدأ أول مفجرين انتحاريين عصريين أعضاء في جماعة حزب الله اللبنانية التابعة لإيران العمل في أوائل الثمانينيات، وصف المرشد الأعلى علي خامنئي قائد قوة الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بأنه «شهيد حي» لأنه خاطر بحياته في بناء مجموعات بالوكالة لتعزيز الثورة والدفاع عن إيران وحلفائها، بحسب موقع مجلة نيويوركر.

ولاية الفقيه

مفهوم ولاية الفقيه هو أهم مبدأ للثورة الإيرانية، حيث دافع آية الله روح الله الخميني وغيره من رجال الدين عن ولاية الفقيه في القرن العشرين باعتبارها شكلا أكثر عدلا للحكم، يقوم رجل الدين الجدير (القائد الأعلى)، أو حتى من الناحية النظرية مجموعة من رجال الدين، بتوجيه الناس والحكومة، لكنه لا يدير شؤون الدولة عادة بشكل مباشر.

ومن الاستثناءات المهمة لهذه القاعدة دور القائد الأعلى كقائد أعلى للقوات المسلحة، كقاض، يفصل المرشد الأعلى في الشريعة، ويمنحه مكانة كبيرة لتفسير التعاليم والمذهب وتطبيقها وحتى تجاوزها كما يراه مناسبا.

المثل الثورية

سعت إيران إلى تغيير الحكومات والأنظمة السياسية الدولية الكبيرة المحيطة به منذ عام 1979، تأكيدا على أنها دولة ثورية وأن النظام في شكله الحالي موجود بسبب الثورة، وبالتالي فإن الحفاظ على التزام القيادة والشعب الإيراني، أو على الأقل التمسك الخارجي، بأيديولوجية الثورة الإسلامية يصبح تحديا وجوديا للحكومة.

والمثل الثورية في منظورهم تعني سعي إيران للحصول على قيادة موثوقة، حيث يشعر قادة إيران أنه من خلال الاستمرار في تصدير الثورة والدفاع عنها في الداخل والخارج، يمكن لإيران أن تصبح زعيمة للمجتمع الإسلامي العالمي، وتمتلك طهران مجموعة من المنظمات الدينية والتعليمية والمالية والإنسانية المكرسة لإعلان ولاية الفقيه والمثل الثورية الأخرى، وذلك بحسب معهد (AEI).

خصائص صنع القرار الإيراني

كيف تؤثر خصائص وهياكل الحكومة على عملية صنع القرار؟ فبحسب موقع Open Briefing:

أولا، يحتفظ النظام بسياسات متسقة ومتماسكة إلى حد ما تعكس إرادة الزعيم الأعلى.

ثانيا، يمكن أن يحدث صنع القرار في إيران بشكل راكد رغم الحاجة إلى الإجماع.

ثالثا، للرأي العام تأثير محدود على قرارات السياسة العامة، فتدفع المخاوف من الاضطرابات الداخلية والنشاطات المناهضة للنظام إيران إلى مراقبة المشاعر الشعبية والرجوع إليها من خلال قوات الأمن الداخلية وأجهزة الاستخبارات والسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومع ذلك، فإن القيادة الإيرانية العليا المتماسكة والملتزمة أيديولوجيا لن تغير قرار الأمن القومي لاسترضاء الرأي العام في غياب مخاطرة متصورة بأن استمرار هذه السياسة قد يؤدي إلى عدم استقرار واسع النطاق.

رابعا، يستجيب صانعو القرار الإيرانيون للحدود التي حددها الزعيم الأعلى والأهداف الأيديولوجية والوطنية والتكتيكية للنظام، فيمكن القول إن السياسات الأمنية لطهران أكثر اتساقا ويمكن التنبؤ بها من سياسات القوى الأخرى في المنطقة.

صنع القرار العسكري

ورثت إيران الجيش النظامي التقليدي، والبحرية، والقوات الجوية، وجيش الجمهورية الإيرانية المشار إليها باسم الأرتش «الفارسية للجيش»، وتحتفظ بهيكل تنظيم وقيادة مماثل لمعظم النماذج الأوروبية، وهو إرث الدور المهيمن الذي لعبته المملكة المتحدة والولايات المتحدة في بناء جيش إيران الحديث في القرن العشرين.

الدور العسكري.. وفق موقع معهد AEI

- يحتفظ جيش إيران بمهمة الدفاع عن الدولة وحماية حدودها.

- تم إنشاء الحرس الثوري بعد فترة وجيزة من ثورة 1979 لحماية النظام وضمان استمرار وتصدير نظام الحكم الجديد.

- الحرس الثوري الإيراني أقرب إلى المرشد الأعلى من أرتش.

- تعد علاقة قائد قوة القدس سليماني بالزعيم الأعلى وموقعه في البنية التحتية لاتخاذ القرارات المتعلقة بالأمن القومي الإيراني أكثر بروزا من تلك الموجودة لدى قادة أرتش المشابهين.

- شهدت العقود الثلاثة الأولى بعد الثورة تنافسا كبيرا وانعدام ثقة بين أرتش والحرس الثوري الإيراني فيما يتعلق بالقرارات المتعلقة بالطبقة العسكرية والعمليات والموارد.

- بعد عمليات تطهير واسعة النطاق لقادة أرتش الأكثر استقلالية في التفكير، أو الزعماء المرتبطين بالنظام السابق، كانت القيادة الإيرانية الجديدة تفتقر إلى الثقة في أرتش ومنحت استثمارا تفضيليا في الحرس الثوري الإيراني.

- المنافسة بين المجموعتين تفاقمت بسبب تدخل الحرس الثوري الإيراني في مهمة أرتش التقليدية عندما قامت البحرية الإيرانية بالتدريج بتولي السيطرة الكاملة على البحر والساحل الدفاع عن الخليج العربي.

- منح الحرس الثوري الإيراني امتلاك الوسائل الأساسية لإيران في مجال القوة التقليدية، وهي قوة الصواريخ الباليستية.

- انخفضت المنافسة على الموارد عندما بدأ النظام في التعبير علنا عن زيادة الثقة في جيش جمهورية إيران والاستثمار بشكل أكبر في تحديثه.

- ساعدت جهود الحرس الثوري الإيراني في تنظيم المؤسسة في نضوجها، وساعدت في سد الفجوة الثقافية العسكرية مع تقسيمات جيش جمهورية إيران الراسخة والتقسيمات المخففة.

- يعد دمج كليات الحرس الثوري الإيراني وقيادة الأرتش والأركان العامة في 1990 أحد الأمثلة على هذا الاتجاه، حيث يتلقى الضباط من الجيشين الآن نفس التدريب.

- كبار قادة أرتش لديهم الآن صلات مهنية أكثر مع الحرس الثوري الإيراني أو ضباط سابقين في الحرس الثوري الإيراني.

إعادة تشكيل الجيش

يقود القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد ماد باغيري، والذي يشرف على الميليشيات الإيرانية كرئيس لمجلس القيادة العليا للقوات المسلحة، تولى في يوليو 2016 إعادة تشكيل الجيش الذي لم يشهد تغييرا منذ نهاية الحرب بين إيران والعراق.

ويعد قائد الحرس الثوري الجديد عرابا لمخابرات الحرس الثوري الإيراني، ويمثل على الأرجح تحركا نحو قوات مسلحة أكثر احترافا وتكاملا وقابلية للتشغيل المتبادل، لا سيما بالمقارنة مع سلفه اللواء حسن فيروزبادي والذي خدم لمدة 26 عاما وكان قريبا شخصيا من خامنئي، لكن فيروزبادي كان ذا خبرة عسكرية بسيطة، وذلك بحسب موقع مركز ‹كريتكال ثرياتس بروجكت›.

خاتم الأنبياء

حدثت تغييرات أكثر إثارة للاهتمام في 2016 تحت قيادة باغيري، حيث نقل العميد غلام علي راشد وهو مفكر عسكري ومشهور منذ فترة طويلة في قلب الإستراتيجية والتخطيط العسكري لإيران لرئاسة مقر خاتم الأنبياء المركزي والذي أعيد إنشاؤه حديثا.

لعب خاتم الأنبياء دورا مهما في الحرب بين إيران والعراق من خلال تنسيق العمليات بين الحرس الثوري الإيراني وأرتش، وتمت الإشارة إليه كواحد من أرفع المناصب في الساحة العسكرية، إن العلاقة بين خاتم الأنبياء والجيش والحرس الثوري لا يزال غير مؤكد.

ولاء الجيش الإيراني

وبحسب موقع معهد واشنطن يوضح تعيين الكثير من أعضاء شبكة القيادة في مناصب الجيش العليا طريقة رئيسية تستخدمها القيادة الإيرانية للتخفيف من المخاوف بشأن ولاء الجيش.

ويحتفظ الحرس الثوري بدرجة من الاستقلال في عملياته بسبب العلاقة الخاصة التي تربط قادته بالمرشد الأعلى والدور الذي يلعبه لحماية النظام وتصدير الارهاب للخارج.

وغالبا ما تكون العمليات السرية التي تقوم بها قوة القدس مستقلة عن الحرس الثوري الإيراني، وعادة ما يأخذ سليماني أوامره مباشرة من خامنئي.

ولاية الفقيه والصراع الطائفي والتفجيرات الانتحارية تحدد ملامح استراتيجية طهران العسكرية

4 هويات متناقضة أدت إلى تضارب المصالح في الداخل والخارج

مبادئ ثورة الخميني تقوم على تغيير الحكومات والأنظمة السياسية في العالم

سليماني يتلقى أوامره من خامنئي مباشرة وعمليات قوة القدس مستقلة

الحرس الثوري أقرب إلى قلب المرشد من الجيش ومهام خاصة لخاتم الأنبياء