فواز عزيز

الوزير السابق وذكريات النقد

السبت - 27 يوليو 2019

Sat - 27 Jul 2019

• لم يحتمل وزير التعليم السابق الدكتور أحمد العيسى مصارحة أحد أصدقائه له بأنه عندما حمل المسؤولية وأصبح على قمة الهرم في وزارة التعليم تبخرت تلك الأفكار، وتناثرت حبات تلك العقود من الأحلام والأمنيات التي كان يقدمها في كتابه «إصلاح التعليم».

• ووصف الوزير حديث صديقه بالاستفزاز في مقالته في صحيفة الحياة بعنوان «ثلاثة أعوام في وزارة التعليم»، واتهم صديقه بأنه - ربما - متأثر بما يكتب بين حين وآخر في وسائل التواصل الاجتماعي من كتابات وردود أفعال تدافع عن مصالح شخصية وقتية، أو حتى من بعض الإعلاميين الذين يبحثون عن الإثارة ونتائج سريعة لأي مشروع إصلاحي.

• وهنا إما أن الوزير يعتبر حديث صديقه غير صحيح، بمعنى أنه عمل في الوزارة بتلك الأفكار التي قدمها في كتابه «إصلاح التعليم، وبذلك يعتبر كل من انتقده بمخالفة أفكاره مدفوعا بمصالح شخصية أو إعلاميا يبحث عن الإثارة، وإما أن الوزير العيسى لا يريد الاعتراف بأنه لم يستطع تطبيق أفكاره الانتقادية لوضع التعليم حين تولى المسؤولية!

• فإن كانت الأولى بأنه يعتبر نفسه طبق كل أفكاره فأرجو منه فقط أن يعيد مشاهدة حلقته في برنامج «في الصورة» مع «عبدالله المديفر». وإن كانت الثانية فأقول له: ليس عيبا أن تخسر لكن العيب أن تعتبر الخسارة فوزا وكل من يصفها بالخسارة أحد اثنين إما باحث عن مصالح شخصية أو إثارة!

• معالي الوزير السابق: مهما كان النقد لعملك في وزارة التعليم قاسيا ومؤلما لك - كما يبدو إلى الآن - إلا أنه أقل بكثير من تلك القسوة التي كنت تمارسها في نقدك لوزارة التعليم قبل توليك الوزارة، ألا تذكر أنك طالبت في كتابك «إصلاح التعليم» بإلغاء وزارة التعليم؟

• معالي الوزير السابق: لو اتهمك أحد بأنك كنت باحثا عن مصلحة شخصية أو إثارة حين أصدرت كتابك «إصلاح التعليم» هل ستتقبل ذلك؟

• معالي الوزير السابق: ألا تذكر حين عرض المديفر عليك في برنامج «في الصورة» بعد آرائك السابقة، بأنك اعترفت بأنك الآن مختلف عن نفسك سابقا، وقدمت تبريرات منها أنك كنت خارج المنظومة وتنظر من زاوية أخرى؟

• بعد ذلك التبرير توقعت منك أن تقدم بعد الوزارة كتابا لمراجعة أفكارك السابقة أو تعترف بأن تطبيقها على أرض وزارة التعليم صعب أو مستحيل، لكني تفاجأت بأنك خرجت علينا بمقال لتسرد فيه المبادرات التي قدمتها أثناء عملك وزيرا للتعليم، ومنها «لائحة الوظائف التعليمية» التي صدرت مؤخرا، ومضيت في أغلب المقال تسرد مبادراتك التي عملت عليها ثلاث سنوات، مؤكدا أنها ستؤتي أكلها بإذن ربها!

• معالي الوزير السابق: كنا ننظر لك بأنك عراب «إصلاح التعليم»، وكنا نتعلم النقد منك ومن كتاباتك، لكن حين رأيناك مسؤولا وجدناك لا تسمع النقد وتصنفه في خانة «المصالح الشخصية» وخانة «الإثارة الإعلامية»، حتى حين خرجت من الوزارة لم نسمع منك كلمة بأنك استفدت من النقد البناء وكأنه لا وجود له.

• معالي الوزير السابق:

في مقالتك الأخيرة «ثلاثة أعوام في وزارة التعليم» كأنك تقول: كل نجاح سيتحقق في «التعليم» بشقيه «العام والعالي» هو نتاج تلك «البذور» التي غرستها أنت، شخصيا أعتقد أنك لا تقصد ذلك، لكن هذا ما ظهرت به مقالتك التي يبدو أنك كتبتها لحظة غضب حين استفزتك ذكريات النقد السابق الذي كنا نتوقع بأنه لا يغضبك وقتها، فكيف بعد أن رحلت عن الوزارة!

(بين قوسين)

• كنت أعتقد أن كثيرا من المسؤولين يؤمن بأن النقد لا يخص شخصه، بل يخص عمله، لكن بعد مقالة وزير التعليم السابق أحمد العيسى بدأت أشك فيما أعتقد!

fwz14@