اكتب معروضك حتى نراك!

نشرت إحدى الجهات الحكومية معلومة من التعليمات والإرشادات الموجهة للمواطنين تبين الطرق والأساليب التي يجب أن يتبعوها في حال رغبوا في مراجعتها، وهذا أمر جميل لكن الأجمل طبعا هو التأكيد على كتابة «معروض» يبين الطلب الذي يريده هؤلاء المواطنون.

نشرت إحدى الجهات الحكومية معلومة من التعليمات والإرشادات الموجهة للمواطنين تبين الطرق والأساليب التي يجب أن يتبعوها في حال رغبوا في مراجعتها، وهذا أمر جميل لكن الأجمل طبعا هو التأكيد على كتابة «معروض» يبين الطلب الذي يريده هؤلاء المواطنون.

السبت - 20 ديسمبر 2014

Sat - 20 Dec 2014



 



 



نشرت إحدى الجهات الحكومية معلومة من التعليمات والإرشادات الموجهة للمواطنين تبين الطرق والأساليب التي يجب أن يتبعوها في حال رغبوا في مراجعتها، وهذا أمر جميل لكن الأجمل طبعا هو التأكيد على كتابة «معروض» يبين الطلب الذي يريده هؤلاء المواطنون.



والمعروض - لغير الناطقين بالسعودية - هو الوسيلة المتبعة للحديث إلى جل الجهات الحكومية وغير الحكومية، إن أردت سريراً أو مقعداً أو حقاً تظن أنه لك أو غير ذلك من حوائج الدنيا فإن المعروض هو الخطوة الأولى على طريق الألف ميل، وهذا لا يتعارض مع كون بقية الخطوات في الغالب هي معاريض أخرى تشير إلى المعروض الأول، أو معاريض تحاول أن تبدأ الخطوة الأولى من جديد. والمعروض مظلوم ومجني عليه رغم أنه يدخل في كل تفاصيل حياتنا تقريبا، فلا أحد يهتم بهذا الفن العظيم أو يوليه العناية التي يستحقها كتراث أصيل وأسلوب حياة.

يفترض كأضعف الإيمان أن يكون هنالك تركيز على تعليم التلاميذ منذ الصفوف الأولية طريقة كتابة المعاريض والأساليب التي تجعل من المعروض شيئاً يستحق النظر إليه، والواقع يقول إن تعليم الطالب لهذا الأمر يغنيه عن كل العلوم الأخرى، فإن أجاد الطالب كتابة المعاريض وتمرس عليها فستفتح أمامه أبوابٌ كان يظنها لا تُفتح، وإن كان ممن من الله عليه بموهبة الشعر فإن هذه نعمة أخرى ستلغي وجود الأبواب من الأساس. وأظن أن الأمر لا يتعلق فقط بوزارة التربية والتعليم، يجب أيضا على وزارة الثقافة والإعلام إقامة مؤتمرات وندوات وورش عمل حول هذا الفن الجميل، يحاضر فيها كبار كتاب المعاريض ويرسمون للناس طريقهم إلى تحقيق أمنياتهم! ولعلي سأبدأ بنفسي وسأكتب للناس كتاباً أتحدث فيه عن هذا الجانب المهمل من الأدب، وربما يكون عنوانه هو «اكتب معروضك حتى نراك».