تقرير الديلي تليجراف وخطة التطوير في السعودية

نشر موقع قناة BBC بالعربية في صفحة "عرض الصحف" خبرا تناول تقريرا نشرته صحيفة الديلي تليجراف البريطانية كتبه محرر شؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر بعنوان: "تغيير سعودي لتهدئة المواطنين المتعطشين للتغيير" تقول الصحيفة إن السعودية أصدرت خطة للتغيير تشمل إصلاحات تتعلق بالاقتصاد ودور المرأة والسماح لجماعات حقوق الإنسان بدخول البلاد لأول مرة.

ويضيف سبنسر أن مستشاري العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز وابنه اتخذوا خطوة غير مسبوقة بإطلاع الديلي تلجراف على خطة حكومتهم المقبلة.

ويقول سبنسر إن التغييرات الجديدة تشمل استقطاعات في الموازنة وزيادة دور القطاع العام وإصلاح أسلوب حكم البلاد.
وأن البيان الذي أطلعت عليها الصحيفة يقول إن أسلوب إدارة المملكة منذ تأسيسها منذ قرن يجب أن يتغير- بحسب تعبير الوثيقة التي اطلعت عليها الصحيفة البريطانية.

ويضيف البيان أيضا أن: "الشعب يريد إعادة صياغة للأسس التي أرسيت المملكة عليها، وهذا لن يحدث دون تغيير".
وتشير الوثيقة التي اطلعت عليها الصحيفة إلى أن السلطات تنحى عليها اللائمة جزئيا في الصورة الدولية غير المرضية للسعودية، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة.

وتقول الوثيقة "خسرنا الكثير في هذه القضية (فيما يتعلق بالرأي العام).
ولكن ذلك كان أمرا عادلا لأننا لم نجر تعديلات على كيفية تعاملنا مع هذه القضية".
وفيما يعد خطوة كبيرة للأمام تقول الوثيقة إن هناك مساعي "لفتح أبواب المملكة أمام اللجان الدولية ومنظمات حقوق الإنسان".

نحن هنا لسنا أمام فرقعة إعلامية من صناعة الديلي تيلجراف كعادة الصحافة البريطانية المهتمة بقضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان في دول الخليج العربي.
بل نحن أمام محرر قدير كريتشارد سبنسر والذي يدرك التبعات القانونية جراء الافتراء واختلاق الأخبار من أجل الإثارة فقد صرح بقوله إن مستشارين أطلعوه على خطة الحكومة المقبلة!
أي حدث ذلك برغبة صناع القرار في البلد وليس مجرد سبق صحفي.

لدينا كمتلقين - كالعادة - جملة من التساؤلات والتكهنات التي نطرحها هنا على سبيل تحليل الخبر وتفاصيل لقاء المحرر بالمستشارين.
حقيقة أن لقاء المستشارين محرر صحيفة أجنبية يعكس مدى البؤس الذي تعيشه الصحافة المحلية هذه الأيام سيما مع تخلفها عن مجاراة وسائل الإعلام الجديد، إذ إن أحدا من المستشارين لم يفكر مطلقا بأن يطلع إحدى الصحف المحلية على مثل هذه القرارات المرتقبة.

الأمر الآخر هو ما يتعلق بتطوير إدارة الدولة، فإن كان ما ذكره المستشارون دقيقا فإننا سنكون أمام تطور حقيقي وخطوة جادة تبعث على التفاؤل نحو التنمية السياسية وترسيخ وثبات الدولة، وتعزيز التلاحم بين المجتمع والدولة، سيما وأن المحرر ذكر أن ما اطلع عليه يؤكد أن هناك عزما على تطوير أسلوب إدارة البلاد.
وهذا بالطبع هو أفضل وقت للشروع في مثل هذه المشاريع الحقيقية.
فالمنطقة تعيش أوضاعا حرجة والظروف الإقليمية مضطربة وهناك تعثر لمسار التحول الديموقراطي في الجمهوريات العربية التي اندلعت فيها موجات احتجاجية، وهناك انتشار للجماعات المتطرفة والميليشيات الخارجة عن سلطة الدولة سيما في العراق وسوريا واليمن وليبيا.
فهذا الوقت هو الأنجع لأن نكون أنموذجا يحتذى به ونقدم رسالة للمنطقة أننا جديرون بالتنمية السياسية والرخاء والاستقرار، ونكون بوصلة للمنطقة بأكملها.

fayed.
a@makkahnp.
com