فواز عزيز

وعاء الإعلام.. ومستشارو المسؤول

السبت - 11 مايو 2019

Sat - 11 May 2019

• حتى لو قال البعض بأن «الإعلام» انتهى وتلاشى دوره، تبقى الحقيقة التي يراها الكثير بأن الإعلام باق وأثره باق ويتمدد مع وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الحديثة التي ليست إلا وعاء ينقل من الإعلام - سواء كان إعلاما مؤسسيا أو فرديا - حتى لو كان البعض لا يعلم بأن ما يتناقله مواد إعلامية نشرت في وسيلة إعلامية تقليدية أو حديثة.

• صحيح أنه لم يعد «كل قارئ» يمسك بالجريدة الورقية بحثا عن أخبار أو تقارير أو مقالات، ولم يعد «كل مشاهد» مجبرا على الجلوس أمام التلفزيون لمتابعة نشرة أخبار أو برنامج حواري، لكن بالتأكيد أن موادهما -الجريدة والتلفزيون - تنتشر في «تويتر» وتتناقلها «قروبات وحالات الواتس اب»، حتى الحوارات التلفزيونية تجد مقاطعها المهمة والمثيرة في «انستقرام»، وربما يشوهها فقط بعض التحليلات الغريبة أو التفسيرات الجاهلة أو المغرضة أو التعليقات العبثية..!

• حتى لو كنت لا تشاهد التلفزيون أو لا تمتلكه في منزلك فإنك بالتأكيد شاهدت أشهر الحوارات التلفزيونية وعرفت ما جاء فيها وربما روجت لبعضها أو علقت على بعضها، كل ذلك عبر هاتفك الذي جمع لك كل شيء في جيبك، تستحضر ما تريد وتتجاوز ما لا يثير اهتمامك..!

• تطورت الوسائل التقنية كثيرا واستفاد منها الإعلام في انتشار «المميز» من مواده أو «المثير»، لكنه لم يستفد منها ماديا، وكذلك استفاد من الوسائل الحديثة «إعلام حديث» ليس له جريدة ورقية يطبع عليها، أو شاشة يعرض عبرها؛ لأنه باختصار وجد «وسائل عرض» حديثة وسهلة وأقل تكلفة، والأمثلة كثيرة على ذلك.

• المتابع تغير كثيرا، وأصبح لا يحب المطولات، لكنه وجد من يختصر له مقالة في «تغريدة»، ومن يختصر له حوارا في «مقطع فيديو»، وبقي المتابع يتابع رغم تغير القوالب.

• الإعلام الذكي هو الذي يقدم «المحتوى» وينشره بعدة قوالب ليصل إلى أكبر شريحة ممكنة من المتابعين، كل بحسب ما يناسبه.

• صناعة المحتوى الإعلامي «فن» لا تتقنه كثير من أقسام «الإعلام والعلاقات العامة» في الإدارات الحكومية، لذلك لا تزال تلك الإدارات بحاجة إلى «الإعلام» الذي يتقن صناعة المحتوى أو «الإعلاميين» من صناع المحتوى الجيد.

• يعتقد بعض المسؤولين بأن إداراتهم ليست بحاجة للإعلام في ظل وجود حساب في «تويتر» يمتلك عشرات الآلاف من المتابعين، إلا أن الحقيقة أن تلك الحسابات لا تزال عاجزة عن تقديم محتوى إعلامي جيد يقدم صورة جميلة لأعمال تلك الإدارات.

• بعض المسؤولين لا يعرف الإعلام، ولا يحترمه، ولا يقدر دوره، ويحاول تهميش الإعلاميين، وحين تحقق إدارته ما يعتبره هو إنجازا «يتودد للإعلام ولأهله».

(بين قوسين)

• سعادة المسؤول.. الإعلام الحقيقي هو مستشارك الذي لا يقبض منك ثمنا لاستشاراتك ولا يطلب مقابلا لذلك، لكن عيبه الوحيد - بنظرك - أنه يقدمها علانية وحسب توقيته هو - الإعلام - لا حسب توقيتك أنت، سعادة المسؤول.. الإعلام ينتقد عملك وعمل إدارتك لخطأ يراه، ويمتدح عملك وعمل إدارتك لصواب يراه، وكلاهما في صالحك وصالح عملك.

fwz14@