طارق جابر

طرق جراحة السمنة.. تعددت العمليات والوزن واحد

الخميس - 09 مايو 2019

Thu - 09 May 2019

منذ أن تبدلت طبيعة حياة الإنسان وعاداته الغذائية بدأ يأكل أكثر مما يحتاج، مراكما مزيدا من الدهون والشحوم. في البداية كانت البدانة دليلا على الرفاهية وأحد مقاييس الجمال التي تغنى بها الشعراء وأبرزها الرسامون.

ولكن لأن دوام الحال من المحال ولأن المعدة بيت الداء فإن مقاييس الجمال تغيرت مع الوقت، وبدأ الناس يعرفون أكثر ما تسببه السمنة من علل، وبدأت رحلة البحث عن حلول للسمنة، وأصبح الكائن الذي كان همه البحث عما يملأ جوفه مشغولا بالبحث عما يمنعه من ملء جوفه.

منذ منتصف القرن العشرين أخذ الجراحون ولا يزالون يبتدعون عمليات لإنقاص الوزن، وكلما اعتقدوا أنهم وجدوا الحل ظهرت لهم بعض العيوب أو بدا لهم خيار آخر أفضل مالوا إليه، حتى أصبح هناك العديد من العمليات، مما جعل المرضى في حيرة ساهم فيها الكم الكبير من المعلومات المغلوطة المتداولة في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

ما هي أنواع عمليات إنقاص الوزن؟ وما هي العملية الأفضل؟

تنقسم عمليات السمنة إلى فئتين رئيسيتين: العمليات المقيدة وعمليات سوء الامتصاص، وسنضيف إليهما فئتين أخريين، هما العمليات المندثرة أو البائدة والعمليات غير المعتمدة.

النوع الأول: وهو العمليات المقيدة التي تعمد إلى تصغير المعدة أو إلى حصر استقبال الطعام في جزء صغير من المعدة يسمى الخزان، وأهم أمثلتها عملية التكميم الشهيرة التي تختصر حجم المعدة إلى أقل من الربع، وعملية الحلقة التي شاعت في فترة ما والآن هي في طريقها إلى الاندثار.

النوع الثاني: هو عمليات سوء الامتصاص التي تعمل على جعل الجسم غير قادر على امتصاص جزء كبير من الطعام، مما يؤدي إلى فقدان الوزن، ولكن أيضا يؤدي إلى فقدان بعض العناصر الهامة التي يتم تعويضها بتناول المكملات، وأكثر أمثلتها شيوعا عملية تغيير المسار بنوعيها التقليدي والنوع الذي يعرف مجازا بالمصغر.

وهناك أنواع منها أقل شيوعا وأشد وطأة على المريض، مثل عمليات القلب الاثني عشري، وما يعرف عند الناس بعملية التكميم مع التحوير، وغيرها. وهذه العمليات تتطلب متابعة متواصلة وتعويضا مستمرا بالمكملات.

أما ما أسميته بالعمليات البائدة فهي مجموعة العمليات التي ظهرت خلال السبعين سنة الماضية وخرجت من الممارسة الطبية أو أوشكت، وأكثرها شيوعا في المنطقة كانت عملية التدبيس الطولي مع الحلقة المعروفة بعملية تدبيس المعدة.

النوع الأخير: العمليات غير المعتمدة، وهو النوع الذي يصاحب بعضه عادة كثير من التسويق الذي يصل إلى درجة التضليل، ومن أمثلتها عملية طي المعدة التي تم الترويج لها فترة ثم انقرضت لثبوت فشلها، وعملية الكرمشة التي قد تكون مناسبة لنوعية محدودة جدا من المرضى، ولكن لم يتم دراستها بشكل كاف على المدى الطويل ولا يمكن الحكم عليها الآن.

أما عملية الفراشة التي انتشرت في دول الجوار فهي عملية غير معروفة في الأوساط العلمية، وهي نسخة هجينة من عمليات سابقة ثبت فشلها، وكل ما يقال عنها يدخل في باب التسويق الممنهج.

بقي أن نعرف كيف يتم اختيار العملية الأفضل للمريض وعلى أي أساس؟ وهذا ما سوف نجيب عنه في المقال القادم.

drtjteam@