أمل السليم

تمهين وتمكين

الثلاثاء - 16 أبريل 2019

Tue - 16 Apr 2019

قال تعالى إخبارا عن يوسف عليه السلام (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)، يتكرر أمامنا هذا المشهد عند كل أزمة إدارية في أي بيئة عمل، فنجد أن القيادة تبدأ بعمل التغيير والهندرة من أجل ابتكار حلول وأفكار جديدة لحل أزمة ما، والتي لا تنجح إلا باستثمار جميع الكفاءات والقدرات عند الفريق.

فإبراز الكفاءات والمهارات في حل المشكلات أمر ضروري وواجب على كل من يجد في نفسه ذلك، فقول سيدنا يوسف عليه السلام (إني حفيظ عليم) لم يكن للمدح والإطراء، بل ليظهر مقدرته، ويجوز ذلك إذا جُهل أمر الفرد، ولعلمه أن لا أحد غيره يقوم مقامه في هذا العمل، ومن جانب آخر يتجلى هنا دور القائد وهو تنصيب الأكفأ والأصلح عند الولاية مع التمكين، فمن غير المنطقي تهميش الكفاءات واستبعادهم والاقتصار فقط على نفس الأفراد عند كل مشكلة، هنا ستحل الفوضى والتسرب للمواهب، وستُدار بنفس العقول التي نعمل بها، وهذا يخالف واقعنا ورؤيتنا وتطلعنا (أصحاب همم طويق) إلى بناء مزدهر بتعاون سواعد ودماء جديدة في جميع بيئات العمل.

الموظف الكفء لا يحتاج إلى صلاحيات مجمدة أو مكتوبة على ورق فقط تحسب عليه بدلا من أن تكون ميسرة له للانطلاق والإبداع، فإذا أردت كقائد بناء فريق متميز عليك بالتمكين الحقيقي، فذلك دليل على تبادل الثقة بين الرئيس والمرؤوس، ومتى ما منح الموظف الثقة سيكون على أهبة الاستعداد للتضحية والتفاني والولاء من أجل مصلحة العمل، وهذا لا يكون إلا بقائد التغيير الذي لا يهاب الموقف، بل يتعدى بالمواقف ويتجرأ على الروتين القاتل للإبداع لقيادة متفردة خلاقة إبداعية وطنية.

ومما ثبت، وإن كانت القيادة لها أسس ونظريات علمية منهجية لا تكتمل إلا بممارسة صحيحة لتلك الأسس، نجد أن الواقع يفرض نفسه بنماذج قيادية لها بصمة في التاريخ القيادي بحكمة تصرفها وثقتها بقراراتها، فمتى حملت هم الفريق وشعرت بالمسؤولية ووضعت نصب عينيك تكاملك مع فريقك ستحقق الهدف وستصل إلى أعلى مستويات القيادة.