مثقفون في مهرجان "نور": في هذه الحالة تصبح مجلة سوبرمان أدبية

الاحد - 07 أبريل 2019

Sun - 07 Apr 2019

٢٠١٩٠٤٠٢_٢٠١٢١٣
٢٠١٩٠٤٠٢_٢٠١٢١٣
أجمع مثقفون على ضرورة القبول بحقيقة تداخل الأجناس الأدبية في الوقت الراهن وعدم وجود منطقة محايدة بين الأدب والفلسفة، وذلك خلال الندوة التي تحدث فيها كل من الدكتور علي النهابي وعبدالرحمن مرشود وشايع الوقيان وأدارها الدكتور عبدالله المطيري ضمن مهرجان "نور" الذي اختتم فعالياته السبت.

وذهب المتحدثون إلى أن الأدب والفلسفة يمثلان المتعة والمعرفة، وهي احتياجات تتغير لدى القارئ مع مرور الوقت، وكذلك مع وصول الإنسان إلى مرحلة يعيد فيها تصور حياته ويتساءل عن المعنى، مشيرين إلى أن المتلقي هو من يضع النص في جانب المعرفة أو المتعة وفقا لما يراه، وأن الإبداع لا يمكن أن يكون إبداعا كاملا.

ورفض الدكتور علي النهابي ربط الأدب بالخيال فقط، مشيرا إلى أن هذه الفرضية ستعني أن مجلة سوبرمان ستصبح مجلة أدبية، كما أشار إلى أن الانحراف عن اللغة المعيارية ليس أدبا بالضرورة، في حين رأى وجود تداخل بين الأدب والفلسفة وصل إلى حد النزاع حينما اتخذ أفلاطون موقفا رمزيا بطرد الشعراء من مدينته الفاضلة.

وأضاف "في المقابل البعض يرى أن الفلاسفة يفكرون بالكلمات، وهناك فلاسفة اعتمدوا بلاغة عالية وقوالب أدبية ومنهم ابيقور في نص طبيعة الأشياء".

بدوره يرى شايع الوقيان وجود فرق بين الأدب وبين ما قيل عنه، مشيرا إلى أن الأدب إنتاج إبداعي يركز على الإبداع اللغوي، كما ينقل تعريف البعض له بأنه نوع من الانتهاك المستمر للكلام العادي، مضيفا "هو ظاهرة فردية ولكن الفرد المبدع يظل منتميا إلى مجتمعه ولا يمكن إخراجه من الإطار الذي نشأ فيه، ديكارت لو لم يكن حوله مجتمع فلسفي لما أبدع".

ووجه الوقيان نصيحته إلى قراء النصوص الأدبية، قائلا "لا تقولب النص، انتظر منه المفاجآت، ولا تلو عنق النص كي يتوافق مع رؤاك، ولا تتوقع منه شيئا محددا كي لا يتحول إلى شيء موجود مسبقا في ذهنك".

من جهته قال الكاتب عبدالرحمن مرشود، "إن دور المتلقي أكثر أهمية من دور المبدع، وأن طريقته في قراءة النص لها دور في تصنيفه، وذكر أن العمل الأدبي يصبح أقوى كلما كان محملا بالأفكار الفلسفية ولكن دون أن يفقد هويته الأدبية".

وأضاف "المواربة عيب في الفلسفة وميزة في الأدب، هناك من اشتغلوا على الفلسفة ثم انتقلوا للأدب، كما أن هناك فرق واضح بين الأدب الفلسفي وبين الفلسفة التي كتبت أدبا، حين نقرأ رواية عالم صوفي فسنجد أنها نجحت لأنها احترمت قالبها الأدبي، في المقابل سنجد أعمالا يمكن قراءتها من البعدين الفلسفي أو الأدبي، مثل فاوست (جوتة) حي بن يقظان (ابن الطفيل) الغثيان (سارتر).