نوال العتيبي

الإبل ثروة وتراث

السبت - 30 مارس 2019

Sat - 30 Mar 2019

الإبل موروث شعبي ومن التراث العربي والسعودي، ومعجزة الله على أرضه أمرنا بالتأمل بها، فمن ناقة نبينا صالح حتى القصواء ناقة سيدنا محمد، عرف العرب منذ القدم أهمية الإبل فكانت رمزا للغنى والقوة والثراء والعزة، سخرها الله لأبناء الصحراء وبيئتهم الصعبة الجافة ليعيشوا عليها ويقتاتوا على حليبها ولحمها وجلدها، وأحيانا تكون لهم شفاء ودواء، وقد كانوا يرتحلون عليها شرقا وغربا حجا وتجارة وحروبا وغزوات وانتصارات وفتوحات.

احتلت الإبل منذ القدم في نفوس العرب مكانة عالية جدا لا يعيها من لم يعاينها أو يسمع من أصحابها ومربيها قصصهم ورواياتهم وما تتناقله الأجيال عنها، كتبت فيها القصائد والمعلقات والأهازيج والأغاني.

وتعد الإبل رمزا وأيقونة لبيئتنا الصحراوية البدوية وتراثنا الذي عاش عليه أجدادنا وعشقوه وتغنوا به حتى مع التطور الحاصل في عصرنا الحديث وتنوع أساليب المواصلات وتعدد مصادر الغذاء والكساء، ولا زالت الإبل تحتل المكانة ذاتها في نفوس أبناء الصحراء ولا زال ثمنها بازدياد، فاجتهد ملاكها في سباقات الهجن ومزادات بيعها ودخول منافسات جمالها والبحث عن صفاتها. بدأت هذه المناسبات في مجتمعنا كاجتهادات من مجموعات وجهات وقبائل حتى لاقت نجاحا باهرا وحضورا قويا وشعبية كبيرة في المجتمع السعودي والخليجي وبعض المناطق العربية ذات الطبيعة الصحراوية.

أدرك هذه الأهمية ولاة أمرنا فأصبح للإبل مهرجان عالمي يحمل اسم المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وتحت إشراف حكومي منظم عالي المستوى، وهو أكبر تشريف واعتراف من حكومتنا بأهمية مورد الإبل الموروث الشعبي الذي امتازت به الجزيرة العربية، ورصد لهذا المهرجان ميزانية ضخمة وتغطية وحضور إعلامي على كل الساحات الإعلامية، ودعم من كل القطاعات الحكومية، وتوج اهتمام ولاة أمرنا بالابل بإنشاء نادي الإبل الذي أصدر خادم الحرمين الشريفين أمرا بأن يكون ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مشرفا عاما على نادي الإبل.

والمهرجان بنسخته الثالثة شهد تحديثا وتطورا كبيرا يذهلك عند رؤيته، وأصبح يستضيف دولا وفرقا عالمية وفنونا من تراث مختلف وبيئات صحراوية، وأصبح من الوجهات الترفيهية والسياحية العالمية، وتشريفا ودعما لهذه الثقافة التي تميزنا ونعتز بها حضر سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الحفل الختامي للمهرجان مع دعوة رؤساء الدول الخليجية والعربية لحضوره.

كانت الإبل ولا زالت فتنة لملاكها ومحبيها تأسرك وتجبرك على تأملها وحبها ومشاهدتها والأنس بها والشوق والحنين لها، الإبل كنز وثروة يعرفها من يقتنيها، وكل الجهود المبذولة من حكومتنا لدعم موروث الإبل تنسجم وتتفق مع الرؤية الجديدة لمملكتنا التي تشجع وتدعم السياحة في المملكة والاعتزاز بالتراث والهوية السعودية الصحراوية التي تميزنا، وهي مورد اقتصادي سياحي مهم نمتاز به عن باقي بلدان العالم.