نعمة الأمن

الجمعة - 22 مارس 2019

Fri - 22 Mar 2019

الإسلام دين السماحة

«السلام هو تحية أبينا آدم عليه السلام والأنبياء من بعده، وبه تحيي الملائكة المؤمنين في الجنة، وهو تحية أهل الجنة يوم يلقون ربهم، تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما، لافتا إلى أن في هذه التحية العظيمة، من المعاني الكريمة، والغايات النبيلة بين العباد، في تأليف قلوبهم، وتوحيد صفوفهم، لذا جعلها الله تعالى شعار الإيمان، وتحية أهل الإسلام.

إن السلام اسم من أسماء الله تعالى الحسنى، فالله جل جلاله وتقدست أسماؤه، هو السلام، ومنه السلام، ويدعو إلى دار السلام، والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، مبينا أن تسمية دين الإسلام، مشتقة من السلم والسلام، فالسلام عنوانه وشعاره، ودعوته ومنهاجه، وهو الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا.

إن سيرته صلى الله عليه وسلم عطرة جلية للعيان، فلم يكن داعيا للحرب ولا إلى المخاصمة، ولا إلى التنازع والمشاجرة، بل كان رحيما سمحا عفوا، ففي بداية الدعوة المكية، وشدة ما وجده صلى الله عليه وسلم من قومه، يأتيه ملك الجبال فيستأذنه، بأن يطبق على كفار قريش جبلي مكة، فيختار سبيل السلم والسلام ويقول «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم، من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا»، كما لم تكن علاقته صلى الله عليه وسلم مع مخالفيه، مجرد عدل وسلام ورحمة، بل تعدى ذلك إلى الإحسان والبر والصلة.

إن الإسلام هو دين السماحة والسلام، والرأفة والرحمة، جاء لنشر المحبة والألفة، وتوحيد الصف وجمع الكلمة، من أجل إقامة مجتمع صالح، له رسالة عظمى، السلام فيه عقيدة ودينا، وسمتا وسلوكا، لافتا إلى أن ما نسمعه اليوم، من خطابات العنف والتحريض، ضد أي جنس أو لون أو ملة، هو صورة من صور الإرهاب والتطرف، الذي ترفضه الشرائع السماوية، والعقول السوية، لما في ذلك من انتشار الفوضى في المجتمعات، وما ينتج عنه من انتهاك الحرمات، مبينا أن حلول السلم والسلام، يبعث على انتشار المحبة والمودة، والتعاون بين الناس، لتحقيق النهضة والنماء، الذي تسعى له كل أمة لبلادها، فلن تصلح أمور المجتمعات إلا بالسلام، فلذا أوجب دين الإسلام، حفظ الضروريات الخمس ورعايتها: الدين والنفس والعقل، والمال والنسل».

ماهر المعيقلي - المسجد الحرام

نعمة الأمن

«إن الله سبحانه وتعالى أسبغ علينا من النعم ما لا يحصى وأسبل علينا من العطاء ما لا يستسقى وأكرمنا بالأمن والرخاء والاستقرار والعطاء، وأبعد عنا قلاقل الفتن والبلاء، ومصائب المحن والشقاء بفضل الله ثم بتمسكنا بعقيدتنا وجهود ولاة أمرنا وعلمائنا، قال تعالى (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون).

إن الأمن هو أهم مقومات حياة الإنسان وبه يحصل الاستقرار والاطمئنان، وهو الهدف الذي تنشده المجتمعات وتبذل فيه كل الوسائل والطاقات، فالأمن نعمة لا يعرف قدرها وعظيم شأنها وأهميتها إلا من اكتوى بنار فقدها، فالأمن نعمة لا يهنأ العيش بدونه، ولا يقر قرار عند فقده، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا).

إن الفوضى لا تحقق غاية إلا الفتن والبلاء وليس وراءها إلا المصائب والمحن والشقاء، ولقد رأينا بأم أعيننا ما حل بالشعوب في كثير من البلدان بسببها، فكم من نفوس معصومة أزهقت وأموال محروزة أتلفت وأعراض مصونة انتهكت، فالواجب علينا الوقوف في وجههم وأن نكون بنيانا مرصوصا أمام من تسول له نفسه أن يطعن في وحدة أمتنا أو ينال من تماسكها أو يهدد أمنها أو يخرج على أئمتنا وولاة أمورنا، فاستمسكوا بدينكم واعتصموا بوحدتكم وكونوا يدا على عدوكم واثبتوا على منهجكم.

إن الله قد أوجب الطاعة لولاة الأمور، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، فطاعة ولاة الأمور من ديننا الذي هو عصمة أمرنا وفيها صلاح دنيانا التي فيها معاشنا».

عبدالله البعيجان - المسجد النبوي