محمد صالح الحربي

المملكة.. القدوة.. وخطاب المحبة والسلام

الثلاثاء - 19 مارس 2019

Tue - 19 Mar 2019

يتسم الخطاب السياسي السعودي، في مضمونه ومحتواه، دائما بالوضوح والاتزان، لإبراز نهج وقيم المملكة العربية السعودي الثابتة والراسخة في مكافحة التطرف والإرهاب بكافة أشكالة الأيديولوجية (الدينية العرقية الطائفية)، هذا ما تضمنته برقيتا العزاء اللتان وجههما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى الحاكمة العامة لنيوزيلندا، باتسي ريدي، حيث أبديا فيهما وقوف ومساندة المملكة لنيوزيلندا في مواجهة العمل الإرهابي الذي راح ضحيته 50 قتيلا وعشرات الجرحى، وكذلك، البيان الصادر لإدانة لمجزرة الشنيعة التي استهدفت المصلين الآمنين بمسجدين في نيوزلندا، والتأكيد على تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في مواجهة خطابات الكراهية والإرهاب التي لا تقرها الأديان ولا قيم التعايش بين الشعوب.

استفاق العالم الأيام الماضية على فاجعة إطلاق النار على مصلين بمسجدين في كرايست تشيرش، والتي نفذها (برينتون تارنت) اليميني الأسترالي المتطرف (28 عاما) الذي وصفته رئيسة الوزراء النيوزيلندية بالإرهابي العنيف، بعد ارتكاب المجزرة الإرهابية الشنيعة، وبثه جريمته على الهواء مباشرة من صفحته بالفيس بوك التي احتوت على وثيقة نشرها على الانترنت (75 صفحة)، ذكر فيها أنه ينتمي إلى عائلة أسترالية من الطبقة العاملة، وأهدافه هي إخلاء المجتمعات الغربية من غير البيض والمهاجرين بغرض حمايتها، والانتقام للحوادث الإرهابية والجرائم الجنسية التي يقوم بها مسلمون ومهاجرون حول العالم ، مطالبا بترحيل غير الأوروبيين من الأراضي الأوروبية، وأنه شكل أفكاره من خلال الانترنت، مشيرا إلى تأثره بأندرس بريفيك، الإرهابي اليميني الذي قتل 77 شخصا في النرويج عام 2011، بحسب أقوال منفذ الهجوم.

لا شك أن صعود التيارات اليمينية في الغرب، وما تحتويه من خطابات شعبوية وفئوية متطرفة وعنصرية مناهضة للمهاجرين والأقليات ومنهم المسلمة، كان لهما أثر سلبي في تنامي الفكر اليميني المتطرف لدى جمهورها وناخبيها. ولعل ما صرح به مؤخرا السناتور الأسترالي فريسر آنينغ (إن هجرة المسلمين كانت سببا لهجوم يوم الجمعة..)، ليس ببعيد عن هذا النهج اليميني المتطرف!

يذكر أن أستراليا ستشهد انتخابات فيدرالية عامة في منتصف 2019 بين حزب الأحرار الحاكم الذي يشهد صراعا داخليا بين جناحية (المعتدل والمحافظ المتشدد) برئاسة رئيس الحكومة الحالي موريسون، والذي عرف في الحلبة السياسية بسياساته المتشددة حيال المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء الذين يصلون إلى بلاده بحرا، وبين حزب العمال (الاشتراكي الديمقراطي) ورئيسه بيل شورتن ذو النهج الأكثر اعتدالا.

لا بد من إبراز وتعميم الخطابات السياسية المعتدلة في طرحها لإشاعة المحبة والسلام بين الشعوب كخطاب وبيان خادم الحرمين الشريفين آنف الذكر، ونبذ وكشف خطابات الكراهية والعنصرية المتنامية التي تتبناها الأحزاب اليمينية المتطرفة أمام الرأي العام العالمي. وبالله التوفيق.

dr_mohAlharbi@