حسن علي العمري

لغتنا إلى أين؟

الخميس - 31 يناير 2019

Thu - 31 Jan 2019

نص النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية في مادته الأولى على أن اللغة العربية هي لغة الدولة، كدلالة على أهمية هذه اللغة وواجب الالتزام بها في كل التعاملات.

ولست هنا بصدد إيضاح أهمية اللغة العربية وتاريخها أو كونها لغة الدين الإسلامي والقرآن الكريم أو دورها التاريخي للمساهمة للرقي بالحضارات السابقة وتمييزها عن اللغات العالمية بوضوح مفرداتها وعمق معانيها وتنوع دلالاتها، ولكني أعبر عن غبطتي بعودة إقرار بعض المواد الدراسية في مناهج وزارة التعليم كمادتي الإملاء والتعبير وهما من المواد التي غيبت عمدا من مناهجنا خلال العقود السابقة بفعل فاعل أو فاعلين، لينشأ لدينا جيل كرتوني فارغ لغويا لا يملك أدنى مقومات لغوية للغته الأم حتى أفرز لنا مسخا لغويا أسموه (العنجليزي) كتعبير تمتهن فيه اللغة المنحورة من أبنائها على أنه تطور وتحضر بدمج لغتين في لغة واحدة، ولك حينئذ أن تحاول بما أوتيت من قدرة فكرية على فك رموز خط كان ابتدعه أحد مخرجات هذه المرحلة ليعبر به عن اللا مفهوم.

اطلعت كغيري على مقطع تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وفيه يتحدث أمير الفكر العربي الأمير خالد الفيصل بعبارات تقطر حرقة وألما عن مآل اللغة العربية على أيدي أبنائها، وللأمير تجربة فريدة في أحد المجمعات التعليمية في أبها - إبان إمارته لمنطقة عسير - حول استخدام اللغة العربية في هذا المجمع لإدراكه أن اللغة من الثوابت المعبرة عن الانتماء الوطني لأي شعب، وقد شهد الجميع في محيطها بما حققته هذه التجربة من الأثر الكبير وما تركته على كل من انتسب لهذه المدرسة طلابا ومعلمين.

ورغم الجهود المتفرقة والمبذولة في عدة أماكن في الوطن العربي على مختلف المستويات إلا أن تجربة موقع نحو دوت كوم بدت لي مختلفة بشكل كبير والتي تبناها وسار فيها مؤسس الموقع بجهد يشكر له، كونه أحد أساتذة اللغة العربية وعاشقا لها في آن، وقد كانت تجربته ثرية بحق في هذا المجال بذل فيها ما يفوق قدرته المادية والصحية في سبيل هذا الموقع حتى أصبح واحة لكل محبي ودارسي النحو خاصة واللغة العربية عموما، وقد حوى مواد ذات قيمة عالية بما تحويه من برمجيات وأسطوانات وإصدارات مصممة بشكل فريد ومميز.

إلا أن هذا الموقع مع بالغ الأسف بدأ في التراجع بعدما داهم المرض صاحبه ليصرف جزءا كبيرا من صحته ووقته وماله لمحاربة المرض فألقى ذلك بظلاله سلبا على ذلك الموقع ورسالته وغايته التي يسعى لها.

حتى أصبح يتوسل من ينقذ موقعه النحوي وصحته الشخصية، وهي رسالة للمهتمين ومن يملك أن يقدم له عونا في كلا الاتجاهين، فهو حري بالاهتمام والدعم ليستمر في رعاية هذا الموقع وتطويره.

المختصر البصري

وزارة التعليم بكافة مراحل تعليمها هي ميادين بناء اللغة العربية أو العكس، فلا بد من إقرار الاستراتيجيات التربوية لبناء الأجيال لغويا تحدثا وكتابة.

التأكيد على المحافظة على اللغة العربية من خلال النص على ذلك في القوانين والتنظيمات الصادرة والتعاملات التبادلية على مختلف المستويات.

تطوير كافة الأساليب والطرائق لتدريس اللغة العربية وتقديمها في قوالب مبسطة يسهل تلقيها وتعلمها.

إلزام كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومحال البيوع والدعاية والإعلان داخل الدولة باستعمال اللغة العربية فقط دون غيرها.

[email protected]