صيادون لـ "البيئة" : أين المسجلون بصياد؟

المتدربون في عمان 15 أغلبهم موظفون بالثروة السمكية.. والوزارة: هؤلاء نواة تدريب
المتدربون في عمان 15 أغلبهم موظفون بالثروة السمكية.. والوزارة: هؤلاء نواة تدريب

الاحد - 20 يناير 2019

Sun - 20 Jan 2019

تحول برنامج التدريب المخصص لمشروع «صياد» الذي تنظمه وزارة البيئة والمياه والزراعة في الخابورة بسلطنة عمان لسد النقص في عدد السعوديين المرافقين، إلى برنامج مثير للجدل بعد أن كشفت قائمة مسربة أن عددهم لا يتجاوز 15 متدربا، وهو ما دفع الصيادين للتساؤل عن المئات التي أشارت الوزارة إلى أنهم سجلوا للتدريب في البرنامج، مستفسرين عن الحل مع قرب التطبيق مطلع فبراير المقبل.

وفيما بررت الوزارة قلة العدد بأن المبتعثين هم من الثروة السمكية ليكونوا نواة للتدريب، فند أعضاء في جمعيات الصيادين ذلك، مضيفين أنهم ليسوا كلهم من الوزارة، بل إن بينهم أقارب صيادين يعرفونهم، مشيرين أن الوزارة لم تستطع جمع العدد اللازم للبرنامج.

تباين في نوع المتدربين

وأوضح مدير عام إدارة الثروة السمكية بوزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور علي الشيخي لـ «مكة» أن الوزارة ابتعثت مجموعة من موظفي الثروة السمكية كمتدربين في برنامج تدريب الصيادين بالخابورة العمانية ليكونوا نواة التدريب لنقل المعرفة وبناء القدرات.

في المقابل أكد عضو جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية يوسف الخالدي أن ذلك غير صحيح، حيث إن بينهم صيادين هواة أو أقارب لصيادين (تحتفظ الصحيفة بأسمائهم)، لافتا إلى أن ذلك يدل على أن الوزارة وجدت صعوبة في جمع أعداد من المتدربين للدفعة الأولى، متسائلا عن المئات الذين أشير سابقا إلى أنهم سجلوا للتدريب.

اختلاف على عدد المراكب

وأفاد الشيخي بأن الخميس الماضي شهد تخريج أول دفعة، فيما يبدأ اليوم الأحد انتظام الدفعة الثانية، لافتا إلى أن الوزارة تعاقدت مع مجلس الجمعيات السعودي للتدريب، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة من التدريب ستكون في المملكة في ثلاثة مواقع.

ونفى الشيخي أن يكون عدد القوارب العاملة العاملة بالمملكة 13 ألف قارب، مشيرا إلى أن العدد لا يتجاوز 8 آلاف قارب، لافتا إلى أن المستهدف للتدريب والتأهيل في هذا العام يتجاوز 500 متدرب، كما أن عدد الممارسين الحاليين من السعوديين يقارب 2000 سعودي بشكل دائم ومستمر.

وأشار الخالدي إلى أن التصريح بوجود 8000 قارب بالمملكة يتناقض مع تصريح سابق للشيخي نفسه، أشار فيه إلى وجود 13 ألف قارب للصيادين في المملكة. وتساءل الخالدي عن كيفية تغطية طلب نحو 13 ألف مركب في السعودية سبق للوزارة أن أعلنت عن وجودها، وكم من الوقت نحتاج لتوفير الأعداد اللازمة لهذه المراكب، وهل سيستقر من يتم تدريبهم - إن توفروا - في وظيفة صياد مرافق في ظل إمكانية حصولهم على قروض تجعلهم مالكين لقوارب بدل إجراء برواتب.

تعارض في تحديد الموعد

وقال الشيخي إن المواعيد المحددة مطلع فبراير للقوارب الصغيرة ومطلع أبريل للقوارب الكبيرة طلبها الصيادون أنفسهم، حيث جرى تمديدها إلى هذا الموعد بناء على طلبهم.

وأكد الخالدي أن الصيادين ليسوا من حدد موعد بدء التطبيق في مطلع فبراير وأبريل، بل الوزارة نفسها، حيث كان الاتفاق معها حول إعطاء فترة حتى توفر الصياد المرافق، ولم يتم التطرق لموعد محدد، مضيفا أنه كان حاضرا لجميع الاجتماعات التي تمت في الوزارة أو في المنطقة الشرقية أوالاجتماع مع الشيخي الذي تم بالمنطقة الشرقية، ولم يطلب الصيادون مهلة ستة أشهر قبل تطبيق القرار بصيغته الحالية في مطلع فبراير، بل طلبوا مهلة كافية للدراسة الميدانية، وحتى توفير الصياد المرافق. واستغرب الخالدي من إصرار وزارة البيئة على تنفيذ التوطين ابتداء من مطلع فبراير المقبل في ظل العدد المحدود جدا من الراغبين في التدرب على العمل كصيادين، واصفا ذلك بالهروب إلى الأمام.

التخبط في تطبيق التوطين

بدوره قال رئيس لجنة البيئة والزراعة بغرفة الشرقية طلال الرشيد إن الصور التي تأتينا مسربة من مركز التدريب في عمان تشير إلى أن التدريب في واد والهدف الذي ترغب فيه وزارة البيئة في واد آخر، ولا يمكن أن يخرج صيادين قادرين على مرافقة أصحاب القوارب، مشيرا إلى أن ما يحدث نوع من التخبط في مسألة التوطين التي لا يختلف أحد في المملكة على أهميتها، إلا أن الاختلاف هو حول التنفيذ.

برامج التدريب على المكائن

وأكد عضو جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية رضا الفردان أن الأخبار الواردة من مقر تدريب الصيادين السعوديين بمدينة الخابورة العمانية لا تبشر بالخير، حيث إن الملتحقين ببرنامج صياد رغم الإعلانات المتعددة يصل بالكاد إلى أصابع اليدين، كما أن الغريب في الأمر أن برامج التدريب هناك، كما ينقل عن متدربين تم الاتصال بهم، تتطرق فقط للمكائن البحرية ومكونات المركب، ولا تتطرق لأعمال الصيد الفعلية، وهذه مشكلة أخرى في ظل تقلص المدة وقرب التطبيق الفعلي للقرار.

عدم سماع مطالب أساسية

وعلق الفردان على تغريدة في تويتر لمدير عام الثروة السمكية بوزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور علي الشيخي، أشار فيها إلى الرضا من أعداد المشاركين بالبرنامج التدريبي في سلطنة عمان، بالقول إن إجمالي المنضمين للدورة 15 شخصا، وعليه كم دورة تدريب وكم عاما نحتاج لتغطية طلب 13 ألف قارب بحري؟ لافتا إلى أن الإخفاق بسبب أن الوزارة تسد أذنيها عن سماع مطالب أساسية للصيادين الذين سبق أن أعلنوا أنهم مستعدون للإسهام في التدريب المجاني بقواربهم الخاصة للراغبين ودون أن تبذل الوزارة أموالا.

نحتاج إلى لجان محايدة

بدوره دعا رئيس طائفة الصيادين في ثول حميد الجحدلي إلى تشكيل لجان من وزارتي الزراعة والعمل لاستقصاء وضع الراغبين بالعمل في مهنة صياد مرافق في كل المناطق، وقال «مستعدون لتدريبهم وإكسابهم الخبرة فضلا عن توظيفهم بشرط التزامهم بالعمل لفترة تعاقدية لا تقل عن سنتين»، وأضاف أن وزارة الزراعة تعتقد خطأ أن أصحاب القوارب لا يرغبون في التوطين ويفضلون العامل الأجنبي، وهذا غير صحيح، فالسعودي لا يفضل أن يغيب لخمسة أيام أو أسبوعا عن أهله في عرض البحر، بينما الأجنبي لا يهمه ذلك باعتباره جاء من بلاده لهذا العمل، كما أن أغلب هؤلاء تركوا أسرهم في بلادهم.

رغبة في التنفيذ بسرعة

وذكر شيخ الصيادين بمنطقة البرك في عسير محمد الهلالي أن من المؤسف إضاعة أموال وطنية في الخارج في دورات غير متناسبة مع المطلوب منها، وهو توفير الصياد المرافق، لافتا إلى أن المشكلة في أن الوزارة تود تنفيذ قراراتها بشكل متسرع، مضيفا أننا كصيادين لا نمانع مطلقا في توظيف أبناء الوطن، بل نحن من نطالب الوزارة بتوفير الصياد المرافق لتوظيفه فورا.

ماذا قالت الوزارة؟

• المبتعثون لعمان موظفي الثروة السمكية ليكونوا نواة تدريب

• عدد القوارب العاملة العاملة بالمملكة لا يتجاوز 8 آلاف قارب

• المواعيد الجديدة لبدء تطبيق القرار بناء على طلب الصيادين

ماذا رد الصيادون؟

• ليسوا جميعا من الوزارة وبينهم صيادون هواة أو أقارب لصيادين

• يتناقض مع تصريح سابق أشارت فيه إلى وجود 13 ألف قارب بالمملكة

• الاتفاق حول إعطاء فترة حتى توفر الصياد المرافق ولم يتم التطرق لموعد محدد