لا تتركوهم بدون عمل

فيزيائيا... إن عملية إيقاف جسم متحرك فجأة صعبة ولها نتائج سلبية في الأغلب، وحتى إن كان ذلك الجسم يتحرك ببطء كسيارة (40 كلم/ ساعة). هذا الحال ينطبق أيضا على المتقاعدين، فالبعض منهم ينتقل من وضع نشط جدا إلى ركود يصل إلى مرحلة الصفر، اجتماعات ورحلات عمل ومتابعة تقارير وإشراف على إنجاز مشروعات... إلخ، إلى منزل وتلفاز (ومشاكل في المطبخ).

أنا لا أدعو إلى الخمول وعدم العمل قبل التقاعد، لكن أذكر كل من شارف على التقاعد بالتخطيط الجيد لهذه المرحلة. والذي دعاني لكتابة هذا المقال هو معرفتي ومعايشتي لثلاث حالات من أقارب وزملاء، كانوا في غاية النشاط والاجتهاد في عملهم حتى آخر يوم لهم في العمل، لكن ماذا حدث لهم مباشرة بعد التقاعد بسنة أو سنة ونصف؟ لقد تدهورت حالتهم الصحية والنفسية أيضا، وانتقلوا إلى رحمة الله في عمر لا يتجاوز 64 سنة. كل هذا بسبب مكوثهم في البيت بدون أي نشاط أو عمل، وهنا أصل إلى لب المشكلة، إذ يتصور المتقاعد أو من حوله أن وضع البقاء في البيت وحالة السكون وانعدام النشاط كانت نتائجها إيجابية. في الحقيقة هذا صحيح لكنه خادع، إذ تقول الدراسات إنه وفي السنة الأولى للمتقاعد تتحسن الصحة، لكن بعد مرور سنتين إلى ثلاث يبدأ الوضع العقلي والبدني في التدهور. ودراسة أخرى من عام 2013م صادرة عن مركز الشؤون الاقتصادية في لندن، تقول إن التقاعد يزيد من نسبة الاكتئاب 40%، ونسبة تعرض المتقاعد للأمراض تزيد وترتفع إلى 60%. نسب كبيرة ولا يمكن تجاهلها.

إن الرسالة التي أود إيصالها هي: شيء جميل ويدعو للسرور أن نرى الأب أو الأخ الأكبر أو أي قريب أو صديق قد تقاعد وهو يتمتع براحة واسترخاء وهدوء، لكن لا بد أن نعرف أن بقاء هذا المتقاعد على هذا الوضع سوف يؤثر عليه سلبيا، وإذن فإن من الضروري للمتقاعد لكي يظل محتفظا بلياقته البدنية والذهنية أن يزاول أي نشاط ملائم، سواء تجاري أو حرفي أو حتى تطوعي، ودور الأهل والأصدقاء ألا يتركوا هذه الفئة الغالية بدون عمل.

يقول الإمام الشافعي رحمه الله:

إني رأيت وقوف الماء يفسده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب !

صحة المتقاعد

تتحسن

السنة الأولى من التقاعد

تتدهور

السنة الثانية والثالثة

بعد التقاعد

%40 تزيد نسبة الاكتئاب

60 % تزيد نسبة تعرضه للأمراض

أنشطة مقترحة للمتقاعد

• تجارية


• رياضية


• استشارية


• تطوعية


• حرفية

@ALSHAHRANI_1400