إنصات دايم السيف

اعتاد الجميع أن يشيد ويثني على من يتمتع بطلاقة اللسان وحسن الحديث وجمال الطرح ولباقة الكلام، وهو أمر طبيعي لأن المتحدث يبهر المستمعين بأسلوب حديثه ومهارة إيصال المعلومة والاستفادة مما يقوله للجميع. ولكني هنا أود أن أشيد بمهارة وحسن إنصات أمير الثقافة والفكر والشعر دايم السيف الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والذي لا يحتاج إلى أن أشيد بمقامه الرفيع وعلو شأنه، ولكن مما رأيته في مجلسه الأسبوعي العامر الذي اعتدت على التشرف بحضوره أنه يحسن الإنصات العميق لكل متحدث أو لكل من يسأل أو يشارك بنقاش قضية متنوعة بمختلف المجالات ولمختلف الأعمار ودون أي تمييز في أفضلية المداخلة، سواء لاعتبارات وظيفية أو أي اعتبارات أخرى، بل يمنح المتحدث من الوقت المتسع الكبير ليقول ما لديه ومن ثم يشيد بما طرحه ويوضح التوضيح الوافي الكامل الذي يدل من خلاله إجابته على حسن إنصاته العميق لما طرحه الطرف الآخر.

هذا ما يدعوني إلى الاستغراب من بعض المسؤولين الذين تظهر على ملامحهم علامات الانزعاج والتذمر والغضب من حديث مراجع أو موظف، وأن وقته لا يسمح ومقامه الإداري لا يسمح بأن يستمع لأي مداخلة أو شكوى أو حتى رأي، وبمنتهى قلة الاحترام لا يعير من يتحدث إليه أي اهتمام. أتمنى التعلم من مدرسة دايم السيف حسن الإنصات.