فواز عزيز

حوار «بلومبيرغ».. فخر بالحاضر وتفاؤل بالمستقبل

السبت - 06 أكتوبر 2018

Sat - 06 Oct 2018

• أهمية وقوة كل حوار صحفي تكمن في شجاعة وصراحة المحاور، وقدرته على الإجابة عن كل سؤال بلا دبلوماسية عائمة، وهذا بالضبط ما كان عليه حوار سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع «بلومبيرغ» الذي قال فيه - كعادته - كلاما شجاعا، وأجاب عن كل سؤال بصراحة ووضوح، فكانت كل نقطة في الحوار محل اهتمام كبير سياسيا ومحليا واقتصاديا وإعلاميا.

• في كل حوار صحفي تبحث وسائل الإعلام عن أهم نقاط الحوار وأكثرها إثارة وقوة لتكون «مانشيتا» صحفيا، وغالبا ما تكون نقطة واحدة أو جملة واحدة تحظى بذلك، لكن في حوار الأمير محمد بن سلمان مع «بلومبيرغ» كانت هناك عشرات النقاط المهمة والجمل القوية التي كانت «مانشيتات» صحفية للحوار الأهم عالميا.

• في حوار «بلومبيرغ»

مع ولي العهد أسئلة كثيرة ودقيقة في الشأن السعودي المحلي، وخطط السعودية الإصلاحية وإنجازاتها وما يعتريها من عقبات أو شائعات، فتدرك أن العالم يهتم بكل صغيرة وكبيرة في السعودية، والأجمل من هذا الاهتمام الكبير هو وضوح وشفافية الأمير محمد بن سلمان في إجاباته عن كل صغيرة وكبيرة بشجاعة لـ «يضع نقاط رؤية 2030 على حروف المستقبل السعودي والعالمي، في حوار يثري اهتمامات الداخل ويتصدى لتحديات الخارج»، كما وصف وزير الإعلام السعودي عواد العواد حوار ولي العهد.

• إشاعات كثيرة اعترضت طريق رؤية المملكة 2030، تناقلها الناس عالميا ومحليا، لكن صراحة الأمير محمد بن سلمان المعهودة في كل تصريحاته وحواراته الصحفية كانت بالمرصاد؛ لأنه باختصار يقول الحقيقة بطريقة واضحة يفهمها الجميع، ولا يتجنب الحديث عن أي شيء، لأنه يؤمن ويعمل بالشفافية، وهي أقوى سلاح لوأد الشائعات، ففي حوار «بلومبيرغ» قال كل شيء عن كل شيء يهم الداخل والخارج عن السعودية.

• حين سئل الأمير محمد بن سلمان عما خلفته اعتقالات «الريتزكارلتون» من آثار على ثقة المستثمرين الأجانب تجاه الدخول في السوق السعودية، كان رده واضحا بأنها أدت إلى انتشار كثير من الشائعات، لكنه لا يراها قد أثرت على ثقة المستثمرين، مستشهدا بارتفاع صافي الاستثمار الأجنبي في سوق الأسهم السعودية بنسبة تتجاوز الـ 40% خلال نهاية الربع الثاني من 2018 مقارنة بالفترة نفسها من 2017، وأخذ يفصل بالأرقام والتفاصيل الدقيقة عن الاستثمار الأجنبي وفترات انخفاضه وارتفاعه وأسبابهما، وما هو عليه حاليا وتوقعات المستقبل، مما يؤكد أنه ملم بكل صغيرة وكبيرة في الاقتصاد والاستثمار، وأنه يسير برؤيته الإصلاحية بخطوات واثقة.

• في أبريل 2016 أعلن الأمير محمد بن سلمان عن رؤية المملكة 2030، وكان يتحدث في الحوارات الصحفية عن زيادة موارد ومداخيل الدولة غير النفطية، وبعد عامين ونصف العام ها هو يؤكد في حواره مع «بلومبيرغ» زيادة الإيرادات والمداخيل غير النفطية بنسبة 300% في ميزانية الدولة، مما يشير بوضوح إلى قوة الخطوات الإصلاحية التي تسير عليها رؤية محمد بن سلمان المستقبلية لرخاء الوطن والمواطن.

• كان ولي العهد صريحا حين جاء الحديث عن البطالة، فلم يقل إنها انخفضت، مشيرا إلى أنها تقدر بنحو 13%، وإنه لو قضينا سنتين في إعادة هيكلة الاقتصاد - بالطبع - سنجد آثارا جانبية، مضيفا أننا اليوم أقوى بكثير، وأن معدل البطالة سيبدأ بالانخفاض بدءا من 2019.

(بين قوسين)

• نقاط كثيرة في حوار الأمير محمد بن سلمان مع «بلومبيرغ» مفرحة للوطن والمواطن، ونقاط كثيرة فيه تكشف قوة السعودية السياسية والاقتصادية، وتمنح كل سعودي وكل من يحب السعودية كثيرا من الفخر بالحاضر وكثيرا من التفاؤل بالمستقبل.

fwz14@