سلمان أحمد العيد

حزم المملكة في علاقاتها الخارجية.. قطع العلاقات مع كندا أنموذجا

الجمعة - 10 أغسطس 2018

Fri - 10 Aug 2018

في مقال سابق لي بعنوان «تأثير السعودية على القرارات الدولية.. إلغاء الاتفاق النووي الإيراني أنموذجا»، تحدثت عن حزم المملكة في علاقاتها الخارجية، وعدم قبولها الإساءة أو التدخل في شؤونها من أي أحد مهما كانت العلاقة بينها وبينه، وقد صدرت منذ تولي ملك الحزم - حفظه الله - كثير من المواقف الحازمة ضد بعض الدول التي حاولت الإساءة للمملكة.

وحينها كنت أعتقد أن الدول الصديقة والعدوة على حد سواء استوعبت هذه الدروس.

لكن الظاهر أن دولة كندا لم تستوعب الدرس، فبدأت تتطفل على الشأن الداخلي للمملكة العربية السعودية، وهذا الأمر خطر جدا.

لكن نظرا للظروف الإقليمية والدولية منذ بداية القرن العشرين كانت المملكة تقابل كثيرا من الإساءة لها بالصبر حينا وبالعفو حينا آخر، أما وقد تغيرت الظروف الدولية وانقلبت السياسة رأسا على عقب، ونزعت بعض الدول القناع الذي كانت تستخدمه في التدخل في شؤون الآخرين، مثل ما يسمى «منظمات حقوق الإنسان» التي لا ترى حقا إلا لعملائها في المنطقة، أما قتل الأبرياء في مختلف مناطق العالم فلا تراه، لكن حين توقف الجهات المختصة أحدا ممن دربتهم وأهلتهم لإثارة الفتن، وخلق المشاكل، ونشر الفوضى الفكرية، تتذكر فجأة الإنسانية وتقيم الدنيا ولا تقعدها، رغم أن هؤلاء مع خطئهم في حق أنفسهم ووطنهم ودولتهم يجدون من الحقوق ما لا يجده غيرهم من الأبرياء في بعض الدول التي ترفع عقيرتها للتنديد.

إن الموقف الكندي المتطفل وجد الحزم من ملك الحزم وولي العهد، الحزم الذي اعتمدته المملكة في سياستها الخارجية. فطرد السفير الكندي من الرياض، واستدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين من كندا، وتجميد العلاقات التجارية والاستثمارات، لهي حزم في محله، وقد أسعد هذا الموقف المواطنين السعوديين، بل وأشقاءهم من الخليجيين - غير من يغرد خارج السرب، بل إن تعليقات إخواننا العرب في مختلف الدول كانت إشادة بدور المملكة التي آلت إليها قيادة العالم العربي.

إنني كمواطن أعتز بهذه الخطوة، فالتطفل على سياستنا الداخلية خط أحمر، ولتكن هذه المواقف الحازمة درسا لكندا وغيرها ممن يفكر يوما ما أن يتطفل، فسر على بركة الله يا خادم الحرمين الشريفين، وكلنا جنود مخلصون في حماية الوطن.

ونظرا لما سبق كله نجد الترحيب الخليجي لإلغاء الاتفاق النووي، والمسارعة بالتأييد الكامل للقرار الأمريكي، لأن هذا القرار لصالحنا، والاتفاق كان لمصلحة إيران.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال