موقف ثابت

الشورى يؤكد رفض السعودية واستنكارها لقانون يهودية الدولة
الشورى يؤكد رفض السعودية واستنكارها لقانون يهودية الدولة

السبت - 21 يوليو 2018

Sat - 21 Jul 2018

عبر رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ عن رفض السعودية واستنكارها لإقرار الكنيست الإسرائيلي أخيرا، القانون المسمى «الدولة القومية للشعب اليهودي»، مشيرا إلى أن المملكة تؤكد أن هذا القانون يتعارض مع أحكام القانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية، والمبادئ السامية لحقوق الإنسان، ومن شأنه تعطيل الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سلمي للنزاع الفلسطيني والإسرائيلي، وعلى المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته والتصدي لهذا القانون أو أي محاولات إسرائيلية تهدف إلى تكريس التمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني ومحاولة طمس هويته الوطنية والمساس بحقوقه المشروعة.

استشعار المسؤولية

وقال في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع الاتحاد البرلماني العربي في دورته الثامنة والعشرين الاستثنائية المنعقد حاليا بمقر مجلس النواب بجمهورية مصر، إن سبب عقد الاجتماع الطارئ ما شهده العالم أخيرا من اعتداءات وقتل في قطاع غزة من قبل الكيان الإسرائيلي، وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها إليها، مؤكدا أن عقد المؤتمر يعكس الاستشعار المسؤول لخطورة الموقف وأهميته لما تحمله القضية الفلسطينية في وجدان الجميع من مضامين دينية وسياسية وحضارية واجتماعية تجعل من الأهمية بمكان تشكيل موقف عربي موحد وحشد للمواقف الدولية للتصدي للانتهاكات التي تتعرض لها بكل جوانبها.

وأشار إلى أن الشعوب العربية والإسلامية والشعوب المحبة للسلام متمسكة بالأمل بأن يترجم التضامن مع الشعب الفلسطيني إلى واقع ملموس يعيشه الفلسطينيون بعامة، والمقدسيون بخاصة أمنا وحرية وسلاما يحقق بذلك قرارات المجتمع الدولي التي لا تزال مع الأسف الشديد مستباحة من قبل قوى الاحتلال دون أدنى خوف من رادع أو عقوبة.

تحية للنضال

وقدم آل الشيخ في هذا الصدد التحية للشعب الفلسطيني الشجاع الذي يناضل ببسالة متمسكا بأرضه وبحقه في العيش الكريم مدافعا عن أولى القبلتين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بكل ما أتيح له من وسائل مشروعة، مشيرا إلى تجديد السعودية التأكيد على مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية وعلى الهوية العربية للقدس الشريف، وعلى حق دولة فلسطين في السيادة على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشريف، وعلى حتمية انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان العربي السوري المحتل، والتمسك بالسلام كخيار استراتيجي وعلى حل الصراع العربي الإسرائيلي وفق مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت العربية في 2002 لتكون مشروعا عربيا موحدا يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة.

هاجس المؤسس

وأضاف قائلا «لقد وقفت المملكة مع القضية الفلسطينية في جميع مراحلها وأطوارها وشغلت هذه القضية القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، واستحوذت على اهتمامه منذ البدايات الأولى لتفاقم الأوضاع في فلسطين، وظلت هذه القضية بعد وفاته تشكل هاجسا مشتركا لدى أبنائه الملوك البررة من بعده الذين حملوا عبء الأمانة وتبعاتها دونما أي تفريط أو تقصير أو كلل، حيث كان ولا يزال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في مقدمة الداعمين للقضية الفلسطينية والمؤمنين بعدالتها، وأكد على ذلك في القمة العربية «التاسعة والعشرين» المنعقدة في المملكة أخيرا، والمسماة بـ»قمة القدس».

وعبر عن حرص المملكة على ترجمة اهتمامها بالقضية الفلسطينية إلى واقع مشهود، حيث كانت الأولى في قائمة الدول الداعمة لفلسطين على الأصعدة كافة، ومنها الدعم الإنساني والتنموي، وقدمت لمصلحة الشعب الفلسطيني نحو 6 مليارات دولار أمريكي منذ عام 2000.

استنكار وأسف

وقال رئيس المجلس إن المملكة بوصفها راعية للحرمين الشريفين «لتعرب عن استنكارها وأسفها الشديد للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها، ولقد حذرت المملكة في وقت مبكر الإدارة الأمريكية من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة، مبينا أن هذا القرار يمثل انحيازا كبيرا ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس، التي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة، وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي، كما أنها أدت إلى استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم نظرا لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى».

منعطف خطير

ورأى أن هذه الخطوة وإن كانت لن تغير أو تمس بالحقوق الثابتة والمصانة للشعب الفلسطيني في القدس وغيرها من الأراضي المحتلة، ولن تتمكن من فرض واقع جديد عليها، إلا أنها تمثل منعطفا خطيرا، وتراجعا كبيرا في جهود الدفع بعملية السلام.

وشدد على أن القضية الفلسطينية بشكل عام ليست قضية فلسطينية، بل هي قضية إسلامية عربية دولية، وهو ما يدعونا جميعا اليوم للاستمرار في الوقوف بحزم ضد أي نوع من أنواع الاعتداء والعنف ضد الأشقاء في فلسطين أو العبث بتراث أمتنا الإسلامية والعربية وحفظ تاريخها وحضارتها ومقدساتها.

«ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين، وأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

خادم الحرمين الشريفين

الملك سلمان بن عبدالعزيز