الناصر: الاستحواذ على حصة في سابك سيؤثر على توقيت طرح أرامكو ولا إطار زمنيا للصفقة

السبت - 21 يوليو 2018

Sat - 21 Jul 2018

أكد رئيس شركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر أن مناقشات أرامكو مع صندوق الاستثمارات العامة بشأن الاستحواذ على حصة استراتيجية في شركة سابك لا زالت في مرحلة مبكرة للغاية، حيث لا يمكن الجزم بأن الصفقة ستتم.

وأوضح في تصريحات صحفية اليوم أن الصفقة المحتملة إذا ما اكتملت ستؤثر حتما على الإطار الزمني لخطة طرح جزء من أرامكو السعودية للاكتتاب.

وقال الناصر إننا مازلنا في المراحل الأولى للمباحثات، ولذلك فإن الإطار الزمني للصفقة سيتم تحديده بعد التوصل إلى اتفاق، وسيكون ذلك في وقت لاحق بإذن الله، رهنًا بما يتحقق من تقدّم في المناقشات.

****

تنويع مصادر الدخل

وأشار إلى أن برنامج أرامكو للتحول الاستراتيجي الذي بدأته في 2011، وضع هدفًا بأن تتحول الشركة من كونها الشركة الأولى الرائدة في العالم في مجال الطاقة إلى أن تكون الشركة الرائدة في العالم في مجال الطاقة والكيميائيات، لافتا إلى أنه بخصوص الكيميائيات فإن هناك خيارين عن طريق إنشاء مشاريع جديدة (مثل مشروع صدارة) أو عن طريق الاستحواذ.

وأوضح أن استراتيجية أرامكو تضمنت إعادة موازنة مجموعة أعمالها التي كانت تركز في العقود الماضية على إنتاج النفط والغاز بحيث تتوسع بشكل كبير في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق والكيميائيات، وتحقق طموحها في أن تكون الشركة العالمية الرائدة في الطاقة والكيميائيات، مبينا أن هذا التحول يتضمن الكثير من مزايا التكامل وفرص النمو والقيمة المضافة وتنويع مصادر الدخل.

***

البحث عن الفرص

وذكر الناصر أن قطاع الكيميائيات ينمو بمعدل 3% وهو أسرع من معدل نمو الاقتصاد العالمي أو الطلب الإجمالي على الوقود، وسينمو بمقدار 50% عما هو عليه الآن على مدى الـ20-25 سنة القادمة، لذلك فإن الاستثمار في الكيميائيات هو أحد السبل لدعم أعمالنا في مجالي التكرير والتسويق التي تشهد هي الأخرى نموا.

وقال: لدينا تطلع طموح للغاية ضمن استراتيجيات الشركة نسعى لتحقيقه على المدى البعيد وهو أن يتم تحويل من مليونين إلى 3 ملايين برميل من إنتاجنا من النفط إلى كيميائيات، وهذا الهدف له عدة فوائد، منها:

- زيادة القيمة المضافة من كل برميل وتنويع مصادر الدخل.

- تأمين مصدر لتسويق إنتاجنا الضخم من النفط على المدى البعيد خارج قطاع النقل. حاليا غالبية استهلاك النفط العالمي يتم في قطاع النقل.

- استحداث أثر إيجابي فيما يتعلق بالتغير المناخي لأن الاستخدام النهائي للنفط في مجال الكيميائيات وليس في مجال المحروقات يساعد في خفض انبعاثات الكربون.

وأضاف أنه من أجل تحقيق الخطط والتطلعات الاستراتيجية سعت الشركة على مدى السنوات الماضية إلى النمو في مجال الكيميائيات من خلال طريقين:

- مشاريع جديدة مثل صدارة وبترورابغ.

- صفقات الشراء والاستحواذ مثل شراء حصة 50% من شركة لانكسيس الألمانية التي تمت قبل سنتين.

وأشار إلى أن أرامكو تبحث كل الفرص الاستثمارية المتاحة على الصعيدين الوطني والعالمي لتنمية أعمالها في مجال الكيميائيات بما يتوافق مع استراتيجياتها، وتأتي في هذا السياق الصفقة المحتملة للاستحواذ على حصة استراتيجية في سابك، وهي الشركة السعودية المرموقة التي تعد الثالثة عالميا والتي تربطها مع أرامكو السعودية علاقات متميزة منذ بداية تأسيسها.

***

التأثير على الاكتتاب

وأوضح الناصر أن صفقة شراء حصة في سابك قد يكون لها تأثير على توقيت طرح أرامكو للاكتتاب، مبينا أن إجراءات الاستحواذ تأخذ وقتها، خاصة إذا كانت الصفقة كبيرة، حيث إن مناقشات الصفقة لا بد أن تأخذ إجراءاتها ومراحلها، وإضافة لذلك، هناك أنظمة سوق المال ذات العلاقة بعمليات الاستحواذ وينبغي أخذها في الاعتبار.

وأضاف "إذا ما اكتملت الصفقة المحتملة، أخذًا بالاعتبار الأنظمة ذات العلاقة، فإن ذلك حتما سيكون له تأثير على الإطار الزمني لخطة طرح جزء من أرامكو السعودية للاكتتاب"، لافتا إلى أنه متى ما كانت أرامكو السعودية جاهزة يبقى توقيت طرح جزء من أرامكو للاكتتاب قرارًا من الدولة.

***

ضمن خطة التحول

وأكد الناصر أن الصفقة المحتملة للاستحواذ على حصة استراتيجية في سابك تأتي ضمن خطة بدأتها الشركة منذ عدة سنوات وتنظر فيها إلى جميع الخيارات المحلية والإقليمية والعالمية، حيث إن برنامج أرامكو للتحول الاستراتيجي منذ 2011، يهدف لأن تتحول الشركة من كونها الشركة الأولى الرائدة في العالم في مجال الطاقة إلى أن تكون الشركة الرائدة في العالم في مجال الطاقة والكيميائيات، مبينا أن مجال الكيميائيات عنصرا محوريا في استراتيجية الشركة.

وأشار إلى أن الشركة حققت عدة إنجازات كبرى خلال الخمس سنوات الماضية لتنمية قطاع الكيميائيات، منها مشاريع عملاقة تم إنشاؤها مثل مشروعي صدارة وبترورابغ، ومنها مشاريع تم الاستحواذ على حصة استراتيجية منها مثل شركة لانكسيس المشهورة بتميزها في صناعة المطاط الصناعي.

وقبل حوالي سنة ونصف السنة تم الإعلان عن مشروع عملاق مشترك مع سابك بطاقة 400 ألف برميل في اليوم لتحويل النفط إلى كيميائيات، وكذلك أعلنت الشركة عن استثمارها في مشروع تقني سيحقق نقلة نوعية بتحويل النفط الخام مباشرة إلى كيميائيات بنسبة 70 إلى 80%.

كما أن جميع مشاريع أرامكو السعودية العالمية في مجال التكرير تتضمن هدفًا كبيرًا يتمثل في تحويل نسبة عالية من النفط الخام إلى كيميائيات، مثل المشروع المشترك في الهند وماليزيا، وكذلك استثمارات شركة موتيفا المستقبلية في الولايات المتحدة.

***

تعزيز الموقع التنافسي

وأفاد الناصر بأن أرامكو في موقع تنافسي ممتاز في أسواق الطاقة، وستعزز الصفقة المحتملة مع سابك أو غيرها بإذن الله موقع أرامكو السعودية التنافسي لأنها تدعم أكثر من هدف استراتيجي للشركة، وعلى رأسها موازنة التقلبات بين عوائد قطاع التنقيب والإنتاج وعوائد قطاع التكرير والكيميائيات.

وقال إن عوائد قطاع التنقيب والإنتاج تتأثر سلبا لدى انخفاض أسعار النفط العالمية بينما عوائد قطاع التكرير والكيميائيات تحقق عوائد جيدة مع انخفاض أسعار النفط الخام العالمية. وهذا ما نسعى له حين تحدثنا عن إعادة توازن محفظة الأعمال لدى أرامكو السعودية بين قطاع إنتاج الزيت والغاز وقطاع التكرير والكيميائيات.

وتابع أنه إضافة لذلك تعزز الصفقة المحتملة مع سابك أو غيرها من الشركات الملائمة في مجال الكيميائيات موقع أرامكو السعودية التنافسي في زيادة الابتكار وتعميق سلسلة التصنيع إلى المنتجات المتخصصة عالية القيمة، وتحقيق أعلى قدر ممكن من القيمة المضافة على كل برميل نفط وكل قدم قياسية مكعبة من الغاز تنتجها الشركة.

***

خفض عدة مخاطر

وذكر أن توجه أرامكو السعودية لتنمية قطاع الكيميائيات يخفض من المخاطر التالية:

- تغير أنماط الطلب في قطاع النقل على المدى البعيد، فقطاع النقل في السيارات الصغيرة يعتمد على منتجات النفط المكررة. ومع أن ذلك سيستمر على المدى البعيد إلا أن نمو السيارات ذات المحركات الكهربائية يتطلب تأمين أسواق للنفط في قطاعات جديدة لا تستهلك النفط كمحروقات بل تستهلكه كلقيم مثل الصناعات الكيميائية والصناعات اللامعدنية.

- خفض النمو في البصمة الكربونية المرتبطة بتحديات التغير المناخي، فنسبة الانبعاثات الكربونية تكون أقل حينما يتم استهلاك النفط كلقيم في الصناعات الكيميائية والصناعات اللامعدنية مقارنة باستخدام النفط كوقود ومحروقات.

- تتيح الصفقة المحتملة فرصًا كبيرة للتكامل مبنية على نقاط القوة المتميزة لدى أطراف الصفقة، ومن المعروف أن أرامكو السعودية هي الشركة الأقوى عالميًا في إنتاج الطاقة ومن الأبرز عالميًا في مجال الموارد البشرية المؤهلة ومراكز البحوث والتطوير والابتكار وانخفاض تكلفة الإنتاج. وهي نقاط قوة تعزز فرص نجاح الاستثمار والتكامل في قطاع الكيميائيات. ومن المتعارف عليه أن شركات النفط والغاز تكون لها صلات قوية وتكاملية مع شركات الكيميائيات.