الشتاء يرفع الطلب على الفرو 30%

شهدت حركات البيع والشراء بالمراكز التجارية في الرياض نموا بنسبة 30% بالتزامن مع قرب دخول أول أيام فصل الشتاء، حيث شهدت إقبالا وحركة نشطة وانتعاشا كبيرا على الرغم من الارتفاع الملحوظ في الأسعار

شهدت حركات البيع والشراء بالمراكز التجارية في الرياض نموا بنسبة 30% بالتزامن مع قرب دخول أول أيام فصل الشتاء، حيث شهدت إقبالا وحركة نشطة وانتعاشا كبيرا على الرغم من الارتفاع الملحوظ في الأسعار

السبت - 20 ديسمبر 2014

Sat - 20 Dec 2014



شهدت حركات البيع والشراء بالمراكز التجارية في الرياض نموا بنسبة 30% بالتزامن مع قرب دخول أول أيام فصل الشتاء، حيث شهدت إقبالا وحركة نشطة وانتعاشا كبيرا على الرغم من الارتفاع الملحوظ في الأسعار.

وازدحمت الأسواق نتيجة الإقبال الملحوظ على محلات الملابس الشتوية بأنواعها الرجالية والنسائية، كما جرت العادة السنوية، بالإضافة إلى محلات المستلزمات الأخرى من أحذية وملابس الأطفال وكمالياتها المختلفة، والتي شهدت أيضا حركة رائجة من قبل المتسوقين.



ندرة الصوف الطبيعي



ويقول مستورد الفراء عبيد الدرعاوي، إن الطلب على الفراء يزداد مع اشتداد البرد شتاء، لافتا إلى أن العام الحالي شهد ارتفاعا في أسعار غالبية المنتجات وصل إلى 30%، مرجعا السبب إلى ندرة الصوف الطبيعي نتيجة الأحداث التي تشهدها دول عربية درجت على تصدير الأصواف الطبيعية، مما حدا بكثيرين إلى الاستعاضة بالفراء ذات الأصواف الصناعية لتلافي موجات البرد القارس.

وأضاف: أفضل أنواع الفراء هي المسماة بالطفيلية، والتي تصنع من أجود أنواع الفراء وأغلاها، وهي جلود صغار الأغنام التي عادة لا يتجاوز عمرها شهرين، وتمتاز بالخفة ورقة الملمس، وشدة تدفئتها، مشيرا إلى أن إنتاجها يكون يدويا، ويمر بمراحل عدة، كما أن بعضها تكون مصنعة من فراء الأرانب البرية التي تستهلك أكثر من شهر لإنجاز الواحدة منها، وهو ما يعكس سعرها، ولكن الأهم هو الدفء المميز الذي لن تجده إلا فيها.



أسعار مبالغة



ولفت الدرعاوي إلى أن ما يلي فروة «الطفيلية» نوع آخر يسمى بـ»الدعم» ويصنع من جلد وصوف الأغنام الكبيرة، التي تجاوزت أعمارها 6 أشهر، وتمتاز بطول شعر صوفها وثقلها أكثر من الطفيلية، ويتراوح سعرها بين 1500 و3 آلاف ريال، وتختلف بحسب نوع الصوف، كما أنها ليست مرغوبة بشكل كبير، في حين أن فروة «الطفيلية» الأغلى ثمنا وتبدأ من 2000 ريال وتصل إلى 6 آلاف ريال.

وعن طريقة عملها، قال إن طريقة صناعتها تبدأ بإحضار جلود الخراف من المسالخ، ثم تغسل وترش بالملح وتترك لمدة زمنية معينة، ثم تغسل مرة أخرى ويتم رشها بمادة «الشبة» التي تعمل على قتل الجلد الحي، ثم يتم تنظيفها بماكينات خاصة، وبعد ذلك ترسل الجلود إلى الخياطة، من أجل تحويلها إلى فروات جاهزة للاستعمال.

وذكر أن الفروة الطفيلية هي الأفضل، ولكن يعاب عليها تأثرها السريع لأنها في الغالب حساسة، لافتا إلى أن الأصناف الموجودة في السوق والتي تخرج من بعضها رائحة لم تجهز بشكل جيد، كما أن جلدها لم يدبغ بصورة حسنة.



سلعة أساسية



واعتبر مورد الفراء شريف حمود، الفرو من أهم الملابس التي يحرص عليها أبناء الجزيرة العربية في فترة الشتاء، خصوصا في البادية لجلب الدفء، لا سيما في الأيام التي يكون فيها البرد قارسا جدا.

وعن صناعتها وأنواعها قال إنها تصنع من صوف الأغنام وجلودها وبعضها من الأرانب والنعام، ويوضع عليها قماش يطلق عليه «القباب»، كما أن هناك أنواعا عدة من الفراء، فمنها ما هو طويل يغطي جسم الإنسان كاملا، ومنها ما هو قصير مثل»الصدرية»، كما تختلف أشكالها وجودتها، مما ينعكس بدوره على أسعارها.

وأضاف أن أفضلها الصناعة العراقية المسماة بـ»الموصلية طفالية»ويصل سعر الواحدة إلى أكثر من 5 آلاف ريال، إذا كانت من نوع مبروم وناعم، وتأتي الصناعتان السورية والألمانية في الدرجة الثانية وتتراوح أسعارهما بين 1500 و2000 ريال، وهناك نوع رابع بدأ يغزو الأسواق السعودية، وهو الإيراني ويصل سعره إلى نحو ألف ريال.



تطور الصناعة



أما البائع قطان زواوي فيقول إن غالبية الزبائن يفضلون الفرو الاصطناعي الذي يتم تصنيعه من البوليستر أو الصوف الاصطناعي، ويأتي مبطنا من الداخل بما يشبه البطانية، ويعاب عليه أنه ثقيل الوزن ويرهق مرتديه، في حين أن ميزاته تكمن في السعر المناسب الذي يتراوح بين 100 و400 ريال، كما أنه لا توجد به روائح كبعض الفراء الطبيعية، ويتم استيراده من الخارج، خصوصا من دول شرق آسيا، وتحديدا الصين.

وساهم ارتفاع أسعار الفروات إلى زيادة مبيعاتها فحجم السوق يتجاوز مليار ريال إذا أضيفت الفروة للمشح الشتوي، والذي تطورت صناعته محليا خاصة مع التطور الذي تعيشه الصناعة محليا، وتحول هذا العمل من البدائية إلى الاحترافية، خاصة أن غالبية المواد المصنعة له مواد محلية، والبعض الآخر يجلب من الإمارات ودول شرق آسيا، على حد قول خالد صنديد.

وأضاف خالد لم تعد الفروة حكرا على الرجال بل أصبحت النساء تفضلها بشكل كبير، فالتطريز والموديلات الكثيرة والألوان الجذابة أصبحت ترافق الفروة النسائية، التي لا يكاد يخلو منزل منها، كما أن أسعارها تعتبر مناسبة فهي تبدأ من 150 ريالا وتصل إلى 500 ريال، وفي غالبيتها تكون من الفرو المصنع الذي يكاد يخلو من الطبيعي، مرجعا السبب إلى تخوف كثير من النساء من ارتدائه وربما لبعده عن الموضة أيضا.