(التطرف) الفقهي على (وجه) امرأة الشيخ الغامدي!

(1) مسألة تغطية وجه المرأة، مسألة خلافية بين فقهاء القديم والحاضر، بل إن معظمهم يقول (بالتحليل)، وقد ألفت كتب كثيرة من ذات المدرسة الدينية السلفية، تؤكد بالأدلة الشرعية المنضبطة مخالفة من يقولون بوجوب تغطية المرأة لوجهها (كما جاء عند الشيخ العتيد الألباني، في كتابه الشهير: حجاب المرأة المسلمة، والذي أكد فيه على أن الأصل الجواز والإباحة، حتى في وجه القائلين بسد الذرائع من فساد الزمن ونحوه

(1) مسألة تغطية وجه المرأة، مسألة خلافية بين فقهاء القديم والحاضر، بل إن معظمهم يقول (بالتحليل)، وقد ألفت كتب كثيرة من ذات المدرسة الدينية السلفية، تؤكد بالأدلة الشرعية المنضبطة مخالفة من يقولون بوجوب تغطية المرأة لوجهها (كما جاء عند الشيخ العتيد الألباني، في كتابه الشهير: حجاب المرأة المسلمة، والذي أكد فيه على أن الأصل الجواز والإباحة، حتى في وجه القائلين بسد الذرائع من فساد الزمن ونحوه

السبت - 20 ديسمبر 2014

Sat - 20 Dec 2014

(1) مسألة تغطية وجه المرأة، مسألة خلافية بين فقهاء القديم والحاضر، بل إن معظمهم يقول (بالتحليل)، وقد ألفت كتب كثيرة من ذات المدرسة الدينية السلفية، تؤكد بالأدلة الشرعية المنضبطة مخالفة من يقولون بوجوب تغطية المرأة لوجهها (كما جاء عند الشيخ العتيد الألباني، في كتابه الشهير: حجاب المرأة المسلمة، والذي أكد فيه على أن الأصل الجواز والإباحة، حتى في وجه القائلين بسد الذرائع من فساد الزمن ونحوه.
.
!).
كما أننا نجد من زاوية أخرى لتلك المسألة نساء مبدعات من ثرى هذه البلاد الكريمة، يقفن باعتزاز وكرامة بجوار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، حفظه الله، ولم ينكر عليهن أحد ذلك الموقف بشهادة ولي الأمر مليك البلاد.
.
!وما دام الأمر على هذا النحو، فإن المرء يعجب أشد العجب، من ذلك التجريم والتعنيف الذي واجهه الشيخ الغامدي (الرئيس السابق لهيئة الأمر بالمعروف في مكة المكرمة) من طلاب علم، ودعاة، وعلماء شرعيين، نادى بعضهم بضرورة معاقبة الشيخ الغامدي وتعذيبه!، كما رآه البعض الآخر ضالا تجب هدايته، بعد أن أكد مرارا على قوله بأن «وجه المرأة ليس بعورة، ولذلك فلا يجب القول بتغطيته أصلا، أو سدا للذرائع المستجدة!»، ولذلك كان ما كان في ذلك البرنامج التلفزيوني الذي ظهر فيه الشيخ مع زوجته (مع وجهها بالطبع)!(2)أليس هو رأيا من آراء الشيخ الغامدي، لم يلزم الناس الأخذ به، ولم يوجه هيئة كبار العلماء لمناقشته من جديد؟ وقد سبقه إليه من علماء الأمة قديما وحديثا، كما أنه فيه لا يمثل إلا نفسه! فلماذا كل ردة الفعل القوية المستفزة تلك، من قبل بعض رجال الدين لدينا! أليسوا هم أولى بمعرفة أن الإسلام كفل للفرد حريته في الإرادة والرأي؟، أليسوا هم أولى الناس بالاحتفاء بقول الإمام مالك (كل يؤخذ منه ويرد، إلا صاحب هذا القبر)؟ أليسوا هم أولى الناس بالتفريق بين القضايا الشرعية المتفق عليها، والتي يختلف عليها الناس في مشارق الأرض ومغاربها؟! (3)الرجل (يا جماعة الخير) كان صادقا مع نفسه لآخر مدى، وقد طابق قوله فعله، حتى آخر دلالات الآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)، فهو بالتأكيد أصدق نفسا وأثبت شجاعة من الذين يفعلون (هناك) ما يمنعونه (هنا)، فنجد صورهم وسط حلقات من النساء الكاشفات الحاسرات (هناك)، أو الذين لا يجد بعضهم غضاضة في أن تخلع زوجته وبناته غطاءهن، وهن لا يزلن في الطائرة لم يصلن إلى ( هناك) بعد؟!.
(4)الذين أصدروا البيانات الشعبية عن ضرورة إقصاء الشيخ الغامدي من الجماعة والقبيلة، ألا يتذكرون أمهاتهم وجداتهم العفيفات الطاهرات، وهن يقابلن الأضياف، ويذهبن مع الرجال إلى الحقول والبساتين، ليشاركنهم ولع الحياة؟.
كان ذلك يتم بهدوء واطمئنان وإيمان ساكن في القلوب الكبيرة، من غير أن يكون هناك ابتزاز أو معاكسات أو اختطافات، كما في مشهدنا الحاضر، رغم (غطي وجهك يا حرمة) و(غطي وجهك يا بنت)!!(5)لماذا تتناسب تلك القراءة المنصفة للدين طرديا، مع مستوى (الرقي) في الذهنية المعرفية؟ إذ كلما زادت درجة وعي رجل العلم الشرعي أو الطبيعي، زادت درجة تسامحه مع القضايا المتشددة والمعيارية والجمعية، بالرغم مما يواجهه هؤلاء الأفذاذ من رفض واستهجان وعنف من الوعي الجمعي (المتطرف)، استنادا إلى (إنا وجدناهم عليها يفعلون)!!(6)أشد حالات الغضب التي تصدر من بعض علماء الأمة لدينا، هي الحالات التي تتعلق (بالمرأة) «من نمص الوجه وكشفه، إلى قيادة السيارة والعمل في بعض المجالات»! في حين أن ذلك الغضب (العرمرم) يقل أو يزول تماما، عندما يتعلق الأمر بقضايا، يشترك في الإحساس بمعاناتها الرجل والمرأة معا (كالمعلمات المذبوحات على طرق التربية والتعليم - الأخطاء الطبية المفضية للموت البارد - الفساد الإداري الذي يتسبب في ضياع الحقوق وتأخير «معاملات» الناس - تطرف وضياع الشباب.
.
)هل يعتبر بعض علمائنا الشرعيين أن المرأة هي (قضيتهم) ذات الوصاية على المرأة، فإن خسروها خسروا مبرر وجودهم وصوتهم المسموع!؟ .
.
إني أخشى أن يكون ذلك كذلك (بالفعل)!أما الشيخ الغامدي فلم يفعل سوى أن قرر مع زوجته المصون، الانعتاق من بعض تداعيات تلك الوصاية، البائن وهن الاستدلال باتباعها!!