جبر الخواطر

السبت - 02 يونيو 2018

Sat - 02 Jun 2018

جبر الخواطر من الأخلاق الحميدة في ديننا الحنيف، فهو خلق طيب نبيل حثت عليه الشريعة الإسلامية، وقد يراه البعض عبادة من العبادات.

فمجرد إلقاء كلمة طيبة تضيف بها سرورا وفرحة على قلب شخص، أو أن تشارك شخصا آخر وقت فرحه، أو بمساعدتك للآخر سواء كان بإسداء معروف له أو تنقله من حالة حزن وانكسار إلى حالة فرح، فالسؤال عنه في حال همه وحزنه لوفاة قريب له أو عيادته والاطمئنان عليه في مرضه ومراعاته ومراعاة ذويه، جميعها ليست إلا جبرا للخواطر.

أعظم جبر للخواطر يكون من خالقنا لنا، يليه جبر خواطر بعضنا البعض، فجابرو الخواطر منا ما هم إلا أناس ذوو نفوس طيبة، وصادقة، وصافية، ونبيلة، نفوس تحب الآخرين وتتعامل معهم كما تحب أن يعاملها الله.

إن هناك صورا عدة للجبر، وأعظمها كانت من الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في عام الحزن، فكانت معجزة الإسراء والمعراج، وذلك للتخفيف عنه وزيادة قوته وعزمه بعد وفاة عمه أبي طالب والسيدة خديجة رضي الله عنهما، وأذى قريش وبعض الناس له.

صورة أخرى نجدها لأناس قد فقدوا أقارب لهم أو لديهم مرضى عزيزون على قلوبهم، ففيهم من الألم والحزن ما فيهم، ومع ذلك تجدهم صابرين، راضين بقضاء الله وقدره، يرجونه أن يجبر خواطرهم.

نرى جبر الخواطر أيضا في أناس عند الذهاب إليهم أو السؤال عنهم وجبرهم في مرضهم وانكسارهم، نراهم رغم شدة الألم والتعب والإعياء يبدو رضاهم بقضاء الله وما هو إلا نتاج قوة إيمانهم بالله وبقضائه وقدره، فهؤلاء المرضى وبالرغم من تعبهم وحزنهم على أنفسهم، فهم لا يرغبون بإحزان من هم حولهم لحالهم حتى لا تتأثر نفوسهم.

اللهم في هذا الشهر الكريم اجبر قلوبا قد كسرت والطف بها ولا تريها فيما تحب أذى أو مكروه، اللهم اجبرها جبرا يتعجب منه أهل السماء والأرض، جبرا يليق بقدرتك وعظمتك وكرمك.