فواز عزيز

معلمة بلا راتب.. وراتب بلا معلمة

السبت - 02 يونيو 2018

Sat - 02 Jun 2018

• ربما تكون أنت سبب مشاكل حياتك بتصرفاتك، وليس في ذلك مشكلة كبيرة، بل المشكلة الأكبر حين تصر أن تجول بنظرك بعيدا عنك؛ للبحث عن أسباب وحلول لمشاكلك!

• مصيبة مشاكل «وزارة التعليم» أنها منها وفيها!

• هي من تخلق بأخطائها الإدارية وعدم وضوح خططها المستقبلية وفوضويتها مشاكل تتحول إلى عقبات في طريقها، فتعطل مسيرها وعملها. ثم تكتفي - وزارة التعليم - بحلول مؤقتة ربما تعقد المشكلة أكثر، وترمي أسباب المشكلة يمينا ويسارا مرفقة مع كمية من التبرير لإخلاء مسؤولية قادة الوزارة. ورغم أني اعتبرهم سبب مشاكل وزارتهم، إلا أني على يقين بأنهم لم يقصدوا صنعها، لكن جهلهم بواقع الميدان التعليمي هو السبب الرئيسي في خلقها!

• مشاكل وزارة التعليم التي هي سببها فيها كثيرة جدا، وكل فترة تظهر بعضها على السطح، ثم تختفي بعد التخدير بالحلول المؤقتة التي تؤجل المشكلة!

• قبل أيام تجاور خبران على الصفحة الأولى لصحيفة «عكاظ»، الأول يكشف حكاية معلمة رياض أطفال استقالت من التعليم قبل 14 عاما، واستمر راتبها يصرف دون علمها كأنها على رأس العمل، الأمر الذي حرمها الوظائف لسنوات. ورغم غرابة الحكاية، إلا أن الاستغراب يكتمل إذا قرأت الخبر الثاني على ذات الصفحة، والذي يكشف استعانة وزارة التعليم بالمتطوعات لسد عجز رياض الأطفال من المعلمات!

• كل خبر منهما يحمل كمية من الغرابة، واجتماع الخبرين يحمل كل الغرابة، ففي الوقت الذي تستعين فيه وزارة التعليم بالمتطوعات لسد العجز في رياض الأطفال، تجد الكثير من بنات الوطن عاطلات وهن يحملن مؤهلا علميا في رياض الأطفال، وتجد من لا يزال اسمها في كشوف معلمات الأطفال رغم استقالتها قبل 14 عاما!

• وأغرب من هذا كله، حين تحاول ألا تظلم وزارة التعليم، فتبحث عن صحة خبر الاستعانة بالمتطوعات، فتدخل حساب وزارة التعليم في تويتر وتجده قد أعاد تغريدة لحساب «تعليم الباحة» تنفي الاستعانة بالمتطوعات لسد عجز رياض الأطفال، وتوحي لك بأن أنظمة وزارة التعليم لا تسمح بذلك!

• حاول تعليم الباحة الدفاع عن وزارة التعليم بنفي تطوع المعلمات لسد العجز جملة وتفصيلا، رغم أن الوزارة لم تدافع عن نفسها!

• وبعد نفي تعليم الباحة، نشرت صحيفة «الوطن» خبرا آخر عن سد عجز رياض الأطفال بالمتطوعات في تعليم صبيا. وأشارت إلى أن تعليم محافظة صبيا لجأ لمشروع «المعلمة المتطوعة» كحل سريع ووقتي لرفع نسبة قبول الأطفال، وتقديم الخدمة لهم بشكل كاف وسليم. وأكدت مساعدة مدير تعليم صبيا للشؤون التعليمية حنان الحازمي أن «المبادرة تم تطبيقها العام الماضي، وكانت المؤشرات إيجابية بشكل كبير، مما دعا الإدارة إلى تعزيزها من خلال عقد ورش العمل، واستطلاع آراء قائدات الروضات المشاركات، كما تم شرح فكرة المبادرة وأثرها الإيجابي لوكيلة وزارة التعليم لتعليم البنات الدكتورة هيا العواد أثناء زيارتها لتعليم صبيا..»، وتحدثت كثيرا عن إيجابية المبادرة ورسميتها ونجاحها.

• لا ألوم تعليم صبيا

على حل «المعلمة المتطوعة» فهو حل لمعالجة أخطاء وزارة التعليم وعدم تعطيل العمل، ولا ألوم «المعلمة المتطوعة» التي تقبل بعقد عمل قاس بلا مقابل؛ لأنها تمني نفسها بشهادة خبرة قد تنفعها في الحصول على وظيفة، لكن ألوم وزارة التعليم المترهلة بالوكلاء ومديري العموم ولا تعلم بنقص المعلمات رغم أن حكاية النقص من العام الماضي!

• وزارة التعليم فيها «معلمة بلا راتب، وراتب بلا معلمة»، وهذه أكثر نكتة مبكية وليست مضحكة!