الطلاق يقلق مكة ودعوات لعلاجه بحوار وطني

ارتفعت الأصوات في مكة المكرمة للمطالبة بوضع حلول ومقترحات عاجلة وملحة بما يحد من نسبة ارتفاع وقوعات الطلاق والخلع بين أفراد المجتمع، وأكد عدد من المختصين بضرورة رفع الوعي والتشديد على إقامة الدورات التدريبية ومناقشة الظاهرة المستفحلة داخل الأسر، وذهب البعض لعقد مؤتمر حوار وطني يضم المفكرين وذوي الاختصاص

ارتفعت الأصوات في مكة المكرمة للمطالبة بوضع حلول ومقترحات عاجلة وملحة بما يحد من نسبة ارتفاع وقوعات الطلاق والخلع بين أفراد المجتمع، وأكد عدد من المختصين بضرورة رفع الوعي والتشديد على إقامة الدورات التدريبية ومناقشة الظاهرة المستفحلة داخل الأسر، وذهب البعض لعقد مؤتمر حوار وطني يضم المفكرين وذوي الاختصاص

السبت - 20 ديسمبر 2014

Sat - 20 Dec 2014



ارتفعت الأصوات في مكة المكرمة للمطالبة بوضع حلول ومقترحات عاجلة وملحة بما يحد من نسبة ارتفاع وقوعات الطلاق والخلع بين أفراد المجتمع، وأكد عدد من المختصين بضرورة رفع الوعي والتشديد على إقامة الدورات التدريبية ومناقشة الظاهرة المستفحلة داخل الأسر، وذهب البعض لعقد مؤتمر حوار وطني يضم المفكرين وذوي الاختصاص.

وأشار الكتاب الإحصائي الأخير الصادر من وزارة العدل إلى أن مجمل حالات الزواج التي وثقت رسميا في سجلات الوزارة للسعوديين بلغت 145 ألفا و79 عقد زواج، في حين بلغت وقوعات الطلاق التي سجلت في الوزارة رسميا للسعوديين 26 ألفا و840 صك طلاق وبنسبة بلغت 18 % من مجمل حالات الزواج في السعودية، كما أشارت البيانات الإحصائية الصادرة إلى أن ما نسبته 27.7 % من صكوك الطلاق سجلت في منطقة مكة المكرمة.



ظاهرة مقلقة



«الطلاق مشكلة تحولت إلى ظاهرة اجتماعية ملموسة لدى الأفراد بزيادتها بشكل مقلق جدا، ومن الضروري مناقشة مثل هذه القضايا في حوار وطني تشارك به عدة جهات حكومية ومؤسسات مدنية وجمعيات، إضافة إلى إقامة المنتديات التوعوية من أهل ذوي الاهتمام والاختصاص، كما يجب النظر للطلاق من جوانب مختلفة شرعية واجتماعية ونفسية، وبدأت وزارة العدل في السنوات الأخيرة تمكين المواطنات المتخصصات بمخرجات الحقوق والشريعة بالخدمة بالمجال العدلي.

ويقابل حالات الطلاق، حالات الخلع، وهي من حقوق المرأة وتعد نسبة الانفصال شبه متقاربة من الطرفين ومخيفة أربكت الأسر، ومتى ما انحلت الأسرة أثر تصاعديا على المجتمع، أمنيا وتربويا، ورفع تمكين وزارة العدل النساء المحاميات الحرج وسهل تقديم الخدمة للأخوات لما لهن من قضايا أسرية، يدخل العناد والمكابرة فيها بين الزوج والزوجة لينتج الطلاق، وفي خطوة ممتازة من الوزارة أنشأت إدارة للصلح تتبع إدارة عامة يتصدى لها رجال ونساء ذوو مؤهلات شرعية واجتماعية وأهل خبرة في محاولات لإقامة الصلح بين الأطراف المختلفة».

أحمد عبدالفتاح - المستشار الشرعي والقانوني



التأثر بالفضائيات



«أصبح المجتمع السعودي يتأثر، سواء من ناحية الزوج أو الزوجة ببعض القنوات الفضائية التي تشجع على السفر والحث على الإقبال عليه، كما تجسد بعضا مما تعرضه من تقمص شخصية الرجل الفذ ذو السلطة العليا، ويفترض إقامة الدورات قبل إقامة الزواج وإظهار محاسنه وكيفية التعامل بالظروف العصيبة، وكان أهالي مكة قديما يرغمون أبناءهم على الخروج والعمل ولا يتركون لهم المجال لمشاهدة القنوات».

الدكتور طارق السلمي - رئيس قسم علم النفس بجامعة أم القرى



تغير البيئات



«المتتبع للإحصاءات المتوفرة عن الطلاق يلحظ زيادة النسبة، وهذه المشكلة الاجتماعية لها آثارها وأسبابها وقد يكون للتغير والتطور في البيئة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للأسرة السعودية، وما طرأ على المجتمع بمختلف مستوياته من تغير وتحول في طبيعة المراكز والأدوار والوظائف ومفهوم الحقوق والواجبات وأيضا طبيعة الفرد وسماته الشخصية والخصائص النفسية التي يحملها دور مهم في زيادة هذه النسبة، وانعكاسات الطلاق على الزوجين كثيرة وذات أثر سلبي عليهما، ولكن ما ينعكس على أبناء المطلقين أشد وأنكى والدراسات والأبحاث التي تناولت هذا الجانب كثيرة جدا والاطلاع من قبل الجمهور على ما تحتويه يساعد في الوقاية من هذه المشكلة».

الدكتور علي المطرفي - عميد كلية التربية بجامعة أم القرى



كثرة الدعاوى



«تكثر الدعاوى المقدمة للمحكمة بشكل كبير، وتظل معظمها فارغة المضمون لا تستحق دخولها للمحاكم ويقبل المتزوجون علينا لتحرير الدعاوى بمبلغ مالي بسيط بغرض الطلاق والخلع بشكل كبير، ودائما ما ننصحهم بعد فهم حيثيات المشكلة غير أنهم لا يلقون بالا لما نقدمه لهم ويسارعون لكاتب آخر».

محمد حمصاني - كاتب معاريض دعاوى بالمحكمة العامة بمكة