(العربية) في يومها العالمي.. احتفاء التجدد والتأثير والتأثر

وافق يوم الخميس الماضي 18 ديسمبر الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي، بعد أن دخلت كسادس لغة رسمية في الأمم المتحدة، نتيجة جهود بذلها سفيرا المملكة والمغرب لدى اليونسكو تكللت بهذا الاعتراف العالمي بلغة (الضاد)، لسان أكثر من (350) مليونا من الماء إلى الماء، يجمعهم هذا الكائن الحي النامي المتطور المتجدد المؤثر والمتأثر، لقد استطاعت لغتنا العربية رغم التحديات التي واجهتها والنكران الذي قوبلت به والحملات التي حاولت أن تمس جوهرها وأن تمارس إقصاءها، أن تصمد لتثبت أنها لغة العصر، وحاضنة العلوم، وبوابة الفكر، حتى إذا ما دخلت ميادين العلوم الطبيعية التي حاولت أن تأخذها على حين غرة وجاء تيار العولمة، وثقافة الفضاء، برزت لغتنا مرة أخرى لتكون في الطليعة من بين أكثر اللغات تداولا على كافة محركات البحث، وبرامج التواصل، والتقاط أجهزة البث، وهذا يصعّب المهمة أمام مؤسسات البحث العلمي، والجامعات لإظهار قدرة اللغة على مجاراة مخترعات العصر، وهو ما يعمل عليه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية، وكذلك عدد من الجامعات العربية، وخاصة الجامعات المغاربية التي أولت جانب توظيف التقنية الحديثة في خدمة اللغة العربية حيزا من اهتماماتها، ولعلي أذكر المؤتمر الدولي الثاني الذي أقامته جامعة معسكر الجزائرية الأسبوع قبل الماضي تحت عنوان: (المعالجة الآلية للغة العربية بين ضوابط اللغة وقيود التقنية) وشرفت بالمشاركة فيه، حيث طرح المؤتمر عددا من المحاور المهمة حول الإشكالات التي تعترض معالجة اللغة العربية آليا، وطرح المؤتمرون عددا من الرؤى والحلول التي من شأنها أن تسهم في مواكبة لغة البيان للثورة التقنية الهائلة في كافة مجالات المعرفة والإبداع، واحتواء هذا الثراء اللغوي وتعدد مرادفاته ومدلولاته وإيحاءاته في برامج آلية تقدم هذا الزخم الهائل من المفردات اللغوية مما تفيض به المعاجم، وتضمه مئات الآلاف من المطبوعات، لتتداخل الدراسات اللغوية بالدراسات العلمية والتقنية من أجل تطوير البرامج التقنية التي تستطيع أن تتعامل مع الحرف العربي وكلماته وجمله، فإذا كانت الترجمة الآلية على سبيل المثال لا تقدم النص المطلوب كالترجمة الحرفية وربما خرج النص أو اللفظ عن مدلوله فإن ذلك يعود إلى قلة الكلمات المدخلة لقاعدة البرنامج أو قلة تدوين مدلولاتها مما يمكن أن تختزنه أجهزة التقنية، ورغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها بعض المراكز والمعاهد المتخصصة بإشراف أكاديميين وباحثين في اللسانيات الحديثة إلا أن حضور العربية في كثير من التطبيقات الحاسوبية لا يزال دون المستوى المأمول، ولا يزال حضورها أيضا في شبكة المعلومات أقل من التطلعات، وهنا ليس المقصود حضور الحرف العربي ككلمات تكتب وحروف تضمها لوحات الأجهزة بقدر ما المراد أن تحضر العربية كلغة علمية رئيسة على محركات البحث، أو على الأقل حضور الترجمة الصحيحة لما تضمه شبكات المعلومات من معرفة، وهذا يتطلب جهودا كبيرة ومتابعة دقيقة من قبل الباحثين وخاصة المبرمجين المهتمين بالعربية وعلومها، لنقدم لغتنا وثقافتنا للآخر بما تمثله من حضور معرفي، وثراء لغوي، وقدرة على الاكتشاف العلمي وتسميته بما يتوافق مع مؤداه التطبيقي، واستعمالاته المستقبلية، ولا يقتصر ذلك على كم الكلمات المدخلة لذاكرة الحاسوب، بل يتجاوزه إلى تطبيقات الرقمنة في مختلف مجالات الإبداع الإنساني وميادين المعرفة الاجتماعية والطبيعية، فاللغة لا تحتاج إلى من يرفع شعار المدافعة عنها بقدر حاجتها لمن يقدمها بصورتها الناصعة كلغة علمية متجددة ومتطورة

وافق يوم الخميس الماضي 18 ديسمبر الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي، بعد أن دخلت كسادس لغة رسمية في الأمم المتحدة، نتيجة جهود بذلها سفيرا المملكة والمغرب لدى اليونسكو تكللت بهذا الاعتراف العالمي بلغة (الضاد)، لسان أكثر من (350) مليونا من الماء إلى الماء، يجمعهم هذا الكائن الحي النامي المتطور المتجدد المؤثر والمتأثر، لقد استطاعت لغتنا العربية رغم التحديات التي واجهتها والنكران الذي قوبلت به والحملات التي حاولت أن تمس جوهرها وأن تمارس إقصاءها، أن تصمد لتثبت أنها لغة العصر، وحاضنة العلوم، وبوابة الفكر، حتى إذا ما دخلت ميادين العلوم الطبيعية التي حاولت أن تأخذها على حين غرة وجاء تيار العولمة، وثقافة الفضاء، برزت لغتنا مرة أخرى لتكون في الطليعة من بين أكثر اللغات تداولا على كافة محركات البحث، وبرامج التواصل، والتقاط أجهزة البث، وهذا يصعّب المهمة أمام مؤسسات البحث العلمي، والجامعات لإظهار قدرة اللغة على مجاراة مخترعات العصر، وهو ما يعمل عليه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية، وكذلك عدد من الجامعات العربية، وخاصة الجامعات المغاربية التي أولت جانب توظيف التقنية الحديثة في خدمة اللغة العربية حيزا من اهتماماتها، ولعلي أذكر المؤتمر الدولي الثاني الذي أقامته جامعة معسكر الجزائرية الأسبوع قبل الماضي تحت عنوان: (المعالجة الآلية للغة العربية بين ضوابط اللغة وقيود التقنية) وشرفت بالمشاركة فيه، حيث طرح المؤتمر عددا من المحاور المهمة حول الإشكالات التي تعترض معالجة اللغة العربية آليا، وطرح المؤتمرون عددا من الرؤى والحلول التي من شأنها أن تسهم في مواكبة لغة البيان للثورة التقنية الهائلة في كافة مجالات المعرفة والإبداع، واحتواء هذا الثراء اللغوي وتعدد مرادفاته ومدلولاته وإيحاءاته في برامج آلية تقدم هذا الزخم الهائل من المفردات اللغوية مما تفيض به المعاجم، وتضمه مئات الآلاف من المطبوعات، لتتداخل الدراسات اللغوية بالدراسات العلمية والتقنية من أجل تطوير البرامج التقنية التي تستطيع أن تتعامل مع الحرف العربي وكلماته وجمله، فإذا كانت الترجمة الآلية على سبيل المثال لا تقدم النص المطلوب كالترجمة الحرفية وربما خرج النص أو اللفظ عن مدلوله فإن ذلك يعود إلى قلة الكلمات المدخلة لقاعدة البرنامج أو قلة تدوين مدلولاتها مما يمكن أن تختزنه أجهزة التقنية، ورغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها بعض المراكز والمعاهد المتخصصة بإشراف أكاديميين وباحثين في اللسانيات الحديثة إلا أن حضور العربية في كثير من التطبيقات الحاسوبية لا يزال دون المستوى المأمول، ولا يزال حضورها أيضا في شبكة المعلومات أقل من التطلعات، وهنا ليس المقصود حضور الحرف العربي ككلمات تكتب وحروف تضمها لوحات الأجهزة بقدر ما المراد أن تحضر العربية كلغة علمية رئيسة على محركات البحث، أو على الأقل حضور الترجمة الصحيحة لما تضمه شبكات المعلومات من معرفة، وهذا يتطلب جهودا كبيرة ومتابعة دقيقة من قبل الباحثين وخاصة المبرمجين المهتمين بالعربية وعلومها، لنقدم لغتنا وثقافتنا للآخر بما تمثله من حضور معرفي، وثراء لغوي، وقدرة على الاكتشاف العلمي وتسميته بما يتوافق مع مؤداه التطبيقي، واستعمالاته المستقبلية، ولا يقتصر ذلك على كم الكلمات المدخلة لذاكرة الحاسوب، بل يتجاوزه إلى تطبيقات الرقمنة في مختلف مجالات الإبداع الإنساني وميادين المعرفة الاجتماعية والطبيعية، فاللغة لا تحتاج إلى من يرفع شعار المدافعة عنها بقدر حاجتها لمن يقدمها بصورتها الناصعة كلغة علمية متجددة ومتطورة

السبت - 20 ديسمبر 2014

Sat - 20 Dec 2014

وافق يوم الخميس الماضي 18 ديسمبر الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي، بعد أن دخلت كسادس لغة رسمية في الأمم المتحدة، نتيجة جهود بذلها سفيرا المملكة والمغرب لدى اليونسكو تكللت بهذا الاعتراف العالمي بلغة (الضاد)، لسان أكثر من (350) مليونا من الماء إلى الماء، يجمعهم هذا الكائن الحي النامي المتطور المتجدد المؤثر والمتأثر، لقد استطاعت لغتنا العربية رغم التحديات التي واجهتها والنكران الذي قوبلت به والحملات التي حاولت أن تمس جوهرها وأن تمارس إقصاءها، أن تصمد لتثبت أنها لغة العصر، وحاضنة العلوم، وبوابة الفكر، حتى إذا ما دخلت ميادين العلوم الطبيعية التي حاولت أن تأخذها على حين غرة وجاء تيار العولمة، وثقافة الفضاء، برزت لغتنا مرة أخرى لتكون في الطليعة من بين أكثر اللغات تداولا على كافة محركات البحث، وبرامج التواصل، والتقاط أجهزة البث، وهذا يصعّب المهمة أمام مؤسسات البحث العلمي، والجامعات لإظهار قدرة اللغة على مجاراة مخترعات العصر، وهو ما يعمل عليه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية، وكذلك عدد من الجامعات العربية، وخاصة الجامعات المغاربية التي أولت جانب توظيف التقنية الحديثة في خدمة اللغة العربية حيزا من اهتماماتها، ولعلي أذكر المؤتمر الدولي الثاني الذي أقامته جامعة معسكر الجزائرية الأسبوع قبل الماضي تحت عنوان: (المعالجة الآلية للغة العربية بين ضوابط اللغة وقيود التقنية) وشرفت بالمشاركة فيه، حيث طرح المؤتمر عددا من المحاور المهمة حول الإشكالات التي تعترض معالجة اللغة العربية آليا، وطرح المؤتمرون عددا من الرؤى والحلول التي من شأنها أن تسهم في مواكبة لغة البيان للثورة التقنية الهائلة في كافة مجالات المعرفة والإبداع، واحتواء هذا الثراء اللغوي وتعدد مرادفاته ومدلولاته وإيحاءاته في برامج آلية تقدم هذا الزخم الهائل من المفردات اللغوية مما تفيض به المعاجم، وتضمه مئات الآلاف من المطبوعات، لتتداخل الدراسات اللغوية بالدراسات العلمية والتقنية من أجل تطوير البرامج التقنية التي تستطيع أن تتعامل مع الحرف العربي وكلماته وجمله، فإذا كانت الترجمة الآلية على سبيل المثال لا تقدم النص المطلوب كالترجمة الحرفية وربما خرج النص أو اللفظ عن مدلوله فإن ذلك يعود إلى قلة الكلمات المدخلة لقاعدة البرنامج أو قلة تدوين مدلولاتها مما يمكن أن تختزنه أجهزة التقنية، ورغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها بعض المراكز والمعاهد المتخصصة بإشراف أكاديميين وباحثين في اللسانيات الحديثة إلا أن حضور العربية في كثير من التطبيقات الحاسوبية لا يزال دون المستوى المأمول، ولا يزال حضورها أيضا في شبكة المعلومات أقل من التطلعات، وهنا ليس المقصود حضور الحرف العربي ككلمات تكتب وحروف تضمها لوحات الأجهزة بقدر ما المراد أن تحضر العربية كلغة علمية رئيسة على محركات البحث، أو على الأقل حضور الترجمة الصحيحة لما تضمه شبكات المعلومات من معرفة، وهذا يتطلب جهودا كبيرة ومتابعة دقيقة من قبل الباحثين وخاصة المبرمجين المهتمين بالعربية وعلومها، لنقدم لغتنا وثقافتنا للآخر بما تمثله من حضور معرفي، وثراء لغوي، وقدرة على الاكتشاف العلمي وتسميته بما يتوافق مع مؤداه التطبيقي، واستعمالاته المستقبلية، ولا يقتصر ذلك على كم الكلمات المدخلة لذاكرة الحاسوب، بل يتجاوزه إلى تطبيقات الرقمنة في مختلف مجالات الإبداع الإنساني وميادين المعرفة الاجتماعية والطبيعية، فاللغة لا تحتاج إلى من يرفع شعار المدافعة عنها بقدر حاجتها لمن يقدمها بصورتها الناصعة كلغة علمية متجددة ومتطورة.